الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمي.. ترفض زواجنا!

أمي.. ترفض زواجنا!
30 يناير 2010 20:56
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة في نهاية العقد الثالث من العمر، وأبي وأمي على قيد الحياة، ولديّ أخت أكبر مني، وأخرى تصغرني بقليل، ووالدي مرض منذ مدة مما جعل أمي تتحمل مسؤولية تربيتنا، ومشكلتنا أن أمي لا تريدنا أن نبتعد عنها أبداً، وترفض كل من يتقدم للزواج بنا وتستند إلى حجج مختلفة، ولا توافق على أي عريس حتى لا أترك العمل كي تستطيع الإنفاق على البيت. وترفض من يتقدم لأختي الكبرى بحجة أنهم يطمعون في أموالها. إن العمر يمر، والشباب ينظرون إلى الفتيات ممن تقل أعمارهن عن 25 سنة، أما أنا فليس لي طلب في أي شخص يتقدم لي سوى أن يكون متديناً وملتزماًً، ويكون على خلق حسن ومحترماً ويقدر ويحترم المرأة ويحبني ويهتم بي، وأن يحقق لي كل ما أطلب، الحمد لله استجاب الله لدعوتي، وتقدم لي شخص بالمواصفات التي طلبتها نفسها من أدب واحترام ووقار، وفوجئنا بأن عمره 48 سنة رغم أن مظهره لا يزيد عن 38 سنة، وصليت صلاة الاستخارة، وارتحت كثيراً، ومصممة على هذا الشخص لدرجه غريبة، إنها أول مره يحصل معي هذا الإحساس، لكن المشكلة أن أمي رفضت هذا الشاب؛ لأنه كبير في السن، وتقول لي إنني لن أستمتع معه بالعلاقة الزوجية لكبر سنه، لكنني أرى غير ذلك ما دام هو شخص محترم وملتزم. وقلت لها: «إنني كبيرة في السن، وذكرتها بشروط من سبقوه، وهذا الشخص الوحيد الذي طلب أن أكون ملتزمة دينياً، وقلت لها إنني بعد عشر سنوات سوف أدخل سن اليأس، وعندما يكون عندي طفل سوف يكون عمري 40 سنة، فضلاً عن مشكلات الحمل والإنجاب إن تأخرت في الزواج. ورغم موافقة جميع الأهل، تصر على أن أتزوج شخصاً صغيراً في السن! فمتى يأتي؟ ومن يضمن أن تكون العلاقة الزوجية بيننا ناجحة؟ طبعاً حدث خلاف بيننا، واحتدم النقاش بيننا، ولا أعرف ماذا أفعل»؟ سماح و.و النصيحة ليست هذه المرة الأولى التي أستقبل فيها شكوى مثل حالتك، ولا أظن أن هناك أماً لا تحلم بسعادة بناتها، لكن يمكن الجزم بأن وجه الشبه في كل الحالات هو تحمل الأم مسؤولية الأسرة، ومشكلات الأبناء والتزاماتهم المالية، وأعباء الحياة منذ وقت مبكر، مما يولد لديها في كثير من الأحيان مخاوف مرضية من الأيام، ومن المستقبل، ومن الحياة، وتتكون لديها مشاعر «لاإرادية» مبالغ فيها من الحرص، والخوف، وعدم الأمان، والخوف من فقدان الأبناء، أو الابتعاد عنهم، وهي في الغالب مخاوف غير مبررة منطقياً، لكن لها أسبابها النفسية، وهو ما نراه في رفضها المتكرر، وهي لا تدرك الضرر الذي يمنك أن تسببه لكن. والحل أراه في تدخل الأهل والأقارب لإقناعها بحكمة وهدوء أمام إصرارك وتمسكك باختيارك الذي يحظى بقبولهم أيضاً، مع تأكيدك لها بأنك لن تتخلي عن التزاماتك المعتادة للأسرة، وكذلك أختك، أما مسألة توافق وكبر سن الزوج، فأعتقد أنها حجة من الحجج، وإن غضبت مؤقتاً من إصرارك، فسرعان ما تصفح في المستقبل، وتعود المياه إلى مجاريها إن شاء الله. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: dr.mosabah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©