صلاح سليمان (العين) - من قمة الفرحة إلى قمة الغضب كانت بداية العين للموسم المنقضي، فقد أصيبت جماهير الفريق بصدمة كبيرة بعد الخسارة غير المتوقعة التي تعرض لها الزعيم من منافسه الأهلي في أولى جولات بطولة دوري المحترفين لموسم 2012 - 2013، خاصة أن الفريق توج قبلها ببضعة أيام بطلاً لكأس السوبر على حساب نده القوي الجزيرة بركلات الجزاء الترجيحية. وما زاد من قوة تأثير الصدمة أن الخسارة جاءت بنصف «درزن» مقابل ثلاثة أهداف ولم تكن في حسبان أكثر العيناوية تشاؤماً ولا في خاطر أكثر الأهلاوية تفاؤلاً.
وتركت الهزيمة أثراً سيئاً في نفوس أبناء «الأمة العيناوية» الذين غادر معظمهم مدرجات ملعب ستاد طحنون بن محمد بالقطارة وفي داخلهم شبه قناعة بأن فريقهم لن ينافس هذه المرة على بطولة الدوري، وأنه سيتخلى مبكراً عن لقبه الذي حصده في موسم 2011 - 2012. ولكن لم تكن جماهير العين تدرك ما كان يدور وقتها في غرفة الملابس عقب المباراة مباشرة، إذ سرعان ما دعا النجم والهداف الغاني أسامواه جيان زملاءه اللاعبين لاجتماع عاجل، وتحدث إليهم حديث «الخبير» حيث خفف عليهم من وقع الصدمة، وأزاح عن كاهلهم آثار الكبوة، وطالبهم بضرورة وضع الخسارة خلف ظهورهم، ومغادرة ساحة القطارة كأن شيئاً لم يكن.
كما أكد لهم أن هذه نقطة البداية الحقيقية للعودة القوية للمنافسة. وبالفعل أصبحت الخسارة بمثابة سحابة صيف سرعان ما انقشعت وطوى اللاعبون تلك الصفحة، واستعادوا الثقة بأنفسهم ليبدأوا في حصد النقاط، من الجولة الثانية، حيث تخطوا عجمان على ملعبه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وأردفوها بسباعية في شباك ضيفهم فارس الغربية، وبخماسية في مرمى دبا الفجيرة ليضع الفريق قدمه على الطريق الصحيح، قبل أن يتعادل الزعيم مع الجزيرة على ملعبه بنتيجة 2 - 2. وبعدها يواصل البنفسج مشواره الناجح بخماسية في مرمى الوصل، وثلاثية في شباك الجوارح، أتبعها بسداسية وخماسية أخرى في مرميي اتحاد كلباء ودبي. وتوج العين نفسه بطلاً للشتاء بعد فوزه في آخر أربع مباريات على الشعب 2 - 1، وعلى بني ياس بثلاثية نظيفة، وعلى الوحدة بنتيجة 2 - 1 قبل أن يختتم الدور الأول بثنائية في مرمى النصر ليتصدر قائمة الترتيب برصيد 34 نقطة.
ويواصل العين مشواره بنجاح في الدور الثاني حتى يتمكن من إعلان نفسه بطلاً للمنافسة قبل الموعد بأربع جولات وتحديداً بعد الفوز على أسود العوير بثلاثية جيان، وبهذا يكون الزعيم أول فريق يقضي على أسطوانة كبوة البطل في عصر الاحتراف تحديداً في بطولة الدوري، حيث إنه الأول الذي يحرزها موسمان على التوالي.
أما عن أسباب تفوق العين فهي الحفاظ على مكتسبات الموسم الماضي، ونجحت الإدارة في عزل اللاعبين والفريق تماماً عن كافة المؤثرات السلبية المحيطة، ودفعهم للتركيز بشكل كامل في المباريات لتخطي كل المعوقات بكل سلاسة، فضلا عن وقوف الجمهور العيناوي خلف الفريق بقوة في أحلك الظروف، ونجاح الإدارة في التعاقدات الأجنبية وعلى رأسها الأسترالي بروسكي، والفرنسي ايكوكو وهما اللذان حققا الإضافة إلى الغاني جيان، والروماني ميريل رادوي.
العين حقق بطولة الدوري بعد أن جمع 62 نقطة عقب الفوز في 20 مباراة، منها 10 على ملعبه ومثلها على ملاعب الخصوم وتعادل مرتين على ملعبه أمام الجزيرة وبني ياس، وخسر في أربعة لقاءات أمام الأهلي، ودبا الفجيرة بالقطارة، ومن الشعب والوحدة على ملعبيهما.
ويعتبر فريق العين الأفضل هجوماً ودفاعاً من بين جميع فرق دوري المحترفين حيث سجل رماته 74 هدفاً متفوقاً على الجزيرة بـ 8 أهداف، كما استقبلت شباكه 26 هدفاً فقط في 26 مباراة بواقع هدف في كل مباراة ليصنف دفاعه الأفضل في الموسم.
من ناحية أخرى، نظراً للمستوى الفني المتميز الذي قدمه فريق العين في الموسم الماضي، فقد نجح في اكتساح معظم جوائز دوري اتصالات للمحترفين، حيث حصل على جائزة هداف الدوري المهاجم الغاني أسامواه جيان بعد تسجيله 31 هدفاً، ونال زميله النجم العيناوي عمر عبد الرحمن جائزتين الأولى كأفضل لاعب حسب اختيار الجمهور، والثانية كأفضل لاعب إماراتي في الموسم المنصرم، وحقق مهاجم العين الصاعد يوسف أحمد موسى لقب أفضل لاعب صاعد.
وفي استفتاء جريدة «الاتحاد» فاز العين بخمسة ألقاب، حيث حصل على لقب أفضل فريق في الموسم ونال مدربه كوزمين لقب أفضل مدرب، وعمر عبد الرحمن كأفضل لاعب مواطن، وأسامواه جيان كأحسن لاعب أجنبي، ثم جمهور العين الذي توج بلقب الأفضل في الموسم.
«بامبو» والحوسني إضافة لها قيمة
العين (الاتحاد) - قبل انطلاقة الموسم السابق، طرح المدرب كوزمين على اللجنة الفنية احتياجاته لتدعيم صفوف الفريق في بعض المراكز وأوصى أيضاً بمنح بعض اللاعبين حرية الانتقال وإعارة البعض الآخر إلى الأندية الراغبة. ووفقاً لاحتياجات الفريق التي حددها كوزمين لم تشهد قائمة فريق العين في الموسم الأخير دخول أكثر من عنصرين فقط على مستوى اللاعبين المواطنين، وكان محمد أحمد الظهير الأيمن الشهير بـ «بامبو» القادم من نادي الشباب وزميله يعقوب الحوسني لاعب فريق الوحدة سابقاً هما اللاعبان الوحيدان اللذين انضما إلى صفوف الزعيم بتوصية من المدرب. وبلغت قيمة صفقة محمد أحمد 20 مليون درهم ووقع كلاهما عقداً لمدة ثلاث سنوات. وفي الوقت نفسه انتقل من قائمة العين ستة لاعبين إلى الظفرة بموجب صفقة إعارة هم: هزاع سالم، وسيف محمد، وهداف العامري، وحمد المري، وحمد راقع، وبندر الأحبابي، إلى جانب شهاب أحمد الذي انتقل إلى عجمان، كما انضم رامي يسلم إلى دبي، والحارس يوسف عبد الرحمن إلى الشعب عن طريق الإعارة أيضاً. وفي فترة الانتقالات الشتوية انتقل المهاجم محمد مال الله إلى اتحاد كلباء، في حين انتقل المهاجم الآخر محمد ناصر إلى صفوف الوصل. وعلى صعيد اللاعبين الأجانب، تعاقد العين مع الأسترالي أليكس بروسكو الذي حل بديلاً للسعودي ياسر القحطاني الذي عاد إلى ناديه الهلال بعد أن لعب مع الزعيم موسماً واحداً بنظام الإعارة وحقق معه بطولة الدوري في نسخته الرابعة، كما ضم الفرنسي جيريس كيمبو إيكوكو الذي حل بديلاً للأرجنتيني ناتشو سكوكو.
يوسف أحمد مشروع نجم جديد
العين (الاتحاد) -من المكتسبات التي خرج بها فريق العين من الموسم المنقضي، تجهيز عدد من اللاعبين الشباب للمستقبل الذين يشاركون مع فريق الرديف وتصعيدهم إلى الفريق الأول بقرار من المدرب الروماني أولاريو كوزمين الذي دفع بهم في مباريات الجولات الأربع الأخيرة من عمر بطولة الدوري بعد الفوز بدرع النسخة الخامسة. وتضم القائمة عددا من اللاعبين من بينهم يوسف أحمد موسى وأحمد برمان اللذين أوصى كوزمين بتوقيع عقد مع كل منهما مدته ثلاثة مواسم بالإضافة إلى أحمد الشامسي ومحمد علي عايض وسلطان ناصر وسعيد المنهالي وفرج جمعة.
ومنح كوزمين المهاجم يوسف أحمد القادم من فريق تحت 19 سنة فرصة المشاركة في أربع مباريات دورية أمام الشباب والشعب وسجل هدفاً في شباك كل منهما، ثم عجمان والنصر. كما دفع به أيضاً في مباراتين في بطولة الأندية الآسيوية أمام الاستقلال الإيراني والريان القطري.
لا تغيير في الرباعي الأجنبي
العين (الاتحاد) - احتفظ فريق العين الأول لكرة القدم بالرباعي الأجنبي طوال الموسم ولم يلجأ إلى تغيير أيٍ منهم في فترة التسجيلات الشتوية، وذلك لقناعة الجهاز الفني بقيادة المدرب الروماني أولاريو كوزمين بالمستوى الفني الذي كان يقدمه اللاعبون الأربعة ودورهم الريادي والمؤثر في نتائج الفريق، وقد ساهم أربعتهم مساهمة كبيرة وفعالة في فوز العين واحتفاظه بدرع بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي.
وشارك النجم الغاني أسامواه جيان في 22 مباراة لعب خلالها 1811 دقيقة، وجاء غيابه عن المباريات الأربع الأخرى لتواجده مع منتخب بلاده في استحقاقات دولية، وأيضاً للإصابة بينما شارك الروماني ميريل رادوي في 20 مباراة بعد أن أبعدته الإصابة وقرار الإيقاف عن ست لقاءات ليبلغ مجموع مشاركته أيضاً 1756 دقيقة. أما الأسترالي أليكس بروسكو فقد لعب 1460 دقيقة خلال 19 مباراة مقابل 1676 دقيقة للفرنسي إيكوكو الذي شارك مع العين في 23 مباراة.
ويعتبر لاعب الوسط «الموهوب» عمر عبدالرحمن أكثر لاعب العين مشاركة في بطولة دوري المحترفين، حيث لعب 1830 دقيقة.
4 بطاقات حمراء و47 صفراء
العين (الاتحاد) - حصل فريق العين طوال الموسم على أربع بطاقات حمراء وطرد مباشر ناله كل من رادوي وعمر عبد الرحمن وشقيقه محمد ومحمد الظاهري. كمل حصل كل من المدافعين محمد أحمد، ومحمد الظاهري على الإيقاف بعد إنذارهما مرتين في نفس المباراة، بالإضافة إلى 47 بطاقة صفراء نالها لاعبو العين في 26 مباراة.
جيان.. جلاد الحراس
العين (الاتحاد) - استحق المهاجم الغاني أسامواه جيان أن نطلق عليه لقب «جلاد الحراس» بعد أن تمكن من التسجيل في شباك كل حراس المرمى في الفرق الـ 14 دون استثناء في الموسم المنصرم خاصة في الدور الأول الذي زار خلاله كل الشباك، حيث بلغت أهدافه 31 هدفاً احتل بها صدارة الهدافين وسجلها في 22 مباراة منها 21 هدفاً في الدور الأول و10 أهداف في الدور الثاني وبنسبة 1.45 هدف في المباراة الواحدة. وسجل جيان في شباك بعض الفرق ذهاباً وإياباً منها الجزيرة، والوصل، واتحاد كلباء، ودبي، وبني ياس، والنصر. وحل الأسترالي بروسكو ثانياً في قائمة هدافي العين، حيث سجل 10 أهداف ثم الفرنسي إيكوكو وعمر عبدالرحمن برصيد ثمانية وسبعة أهداف على التوالي. ونال كل من إسماعيل أحمد، ومحمد عبدالرحمن ثلاثة أهداف، بينما سجل رادوي، والوهيبي، ومحمد أحمد، ويوسف أحمد هدفين لكل منهما مقابل هدف واحد جاء من نصيب فوزي فايز.
عدد اليوم
