دمشق (رويترز) - أعلن الميجر جنرال روبرت مود قائد بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا أمس، أن كلاً من القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة يزيد من حدة العنف ويعمل على تحقيق مكاسب عسكرية بدلاً من السعي باتجاه تحول سلمي بهذه البلاد المضطربة. كما أكد أن أعمال العنف التي تشهدها البلاد تحد من عمل البعثة المكلفة بالمراقبة والتثبت والإبلاغ عن وقف إطلاق النار المعلن منذ 12 أبريل الماضي والذي لم يدخل حيز التنفيذ الفعلي. وقال مود في دمشق “زادت حدة العنف خلال الأيام العشرة الماضية. مرة أخرى برغبة الطرفين ووقعت خسائر على الجانبين مما يمثل مخاطر على مراقبينا”. وأضاف “يبدو أن هناك افتقاراً للرغبة في التحول السلمي، وبدلاً من ذلك ثمة اندفاع باتجاه تعزيز المواقع العسكرية”. وأكد رئيس بعثة المراقبين أمس، أن “تصاعد وتيرة العنف في الوقت الحالي أعاق قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، وحد من القدرة على المساعدة في إقامة حوار بين الأطراف المختلفة وضمان الاستقرار”. وأشار مود إلى تصاعد وتيرة العنف خلال الأيام العشرة الأخيرة واعتبر أن بعثة المراقبين هي “صوت الواقع على الأرض حتى يتم التعرف إلى معاناة والأم الشعب السوري ومعالجتها”.
إلا أن الجنرال النرويجي عبر عن أسفه لعدم وجود المراقبين “على الأرض” في منطقة الحفة الواقعة بريف اللاذقية لدى حصول عمليات القصف عليها على مدى 8 أيام. وتعرضت 3 سيارت تقل مراقبين دوليين الثلاثاء الماضي، لإطلاق نار واعترضتها “حشود غاضبة” خلال محاولتها الوصول إلى الحفة، ما أجبرها على عودة إدراجها. وتمكنت البعثة من دخول المنطقة أمس الأول، وتحدثت في بيان “سادت رائحة موت قوية في الهواء. وتعرضت أغلبية المباني الحكومية بما فيها البريد للاحراق من الداخل”. ولفت مود وأشار مود إلى أن عدد أفراد البعثة البالغ 300 مراقب “لا يكفي لتغطية أحداث مدينة كدمشق”. وأوضح أن البعثة “ليست جامدة، بل قابلة للتطوير”، وأنه سيتم التشاور في شأن المهام المناطة بها خلال الأيام القادمة في مجلس الأمن. وشدد مود على أهمية أن تمنح “جميع الأطراف” فرصة للبعثة، وأن “يلعب المجتمع الدولي دوراً في هذه المهمة ليتسنى لها تحقيق تطلعات وطموح الشعب السوري”. ورفض رئيس البعثة وصف أعمال العنف الجارية في سوريا على أنها “حرب طائفية”، مكتفياً بالقول إن الوضع في سوريا “معقد”.
عدد اليوم
