الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعارضة السورية... وحدود المساعدة الأميركية

المعارضة السورية... وحدود المساعدة الأميركية
17 يونيو 2013 21:35
لفداي موريس بيروت وصفت مصادر المعارضة السورية المسلحة، قرار الولايات المتحدة بتزويدها بأسلحة بـ«الخطوة المتأخرة» ودعت لإرسال شحنات تحتوي على أسلحة ثقيلة قادرة على ترجيح كفة ميزان القوى في ميدان المعركة لصالحها. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستعمل على «الاستجابة لاحتياجات» المعارضة المسلحة، التي تزداد يأساً، بيد أنها لم تعط أي تفاصيل بشأن نوعية المساعدة التي ستقدمها. ومن المتوقع أن تحتوي الشحنات الأولية من المساعدات العسكرية الأميركية على أسلحة صغيرة وذخائر، وهي مساعدة وصفها مصدر بالجيش السوري الحر يوم الجمعة الماضي بأنها ستكون «غير ذات معنى» إلى حد كبير. ومن المعروف أن ائتلاف المعارضة السورية يلحُّ على الولايات المتحدة ودول الغرب كي تقوم بتزويده بـدعم «استراتيجي وحاسم». يشار إلى أن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية حسب تأكيدات البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، مقروناً بالمكاسب المتزايدة لجيش النظام في ساحات المعارك خلال الأيام الأخيرة، دفعا الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإعادة تقييم سياساتها تجاه سوريا. وفي تعليقات وردت في وكالة الأنباء السورية الرسمية، قالت دمشق إن بيان البيت الأبيض بشأن استخدام الجيش السوري النظامي للأسلحة الكيماوية، مبني على معلومات مختلقة وإنه «كان مليئاً بالأكاذيب». وعقب صدور البيان الأميركي بهذا الشأن، قال «ويليام هيج» وزير الخارجية البريطاني إن بريطانيا ستناقش بشكل عاجل اتخاذ رد فعل منسق تجاه الأزمة السورية، بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا، وغيرهما من الشركاء هذا الأسبوع. كما ستناقش الأمر أيضاً في قمة الدول الثماني العظمى في أيرلندا الشمالية. وأكد مسؤولون بريطانيون كانوا قد عقدوا اجتماعاً مع العميد «سليم إدريس» رئيس المجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية المسلحة الجمعة الماضي أن القرار الخاص بتسليح مقاتلي المعارضة لن يتخذ قبل القمة المذكورة. وقال البيت الأبيض إنه لم يتخذ أي قرار بشأن السعي لفرض منطقة حظر طيران تشمل توجيه ضربات لتدمير دفاعات نظام الأسد الجوية. وقال «تشارلز ليستر» المحلل بمركز IHS jane›s لدراسات الإرهاب والتمرد إنه في حين أن إقامة منطقة حظر طيران بالقرب من الحدود الأردنية ربما يكون «احتمالاً عملياً» في نهاية المطاف نظراً للوجود القوي للجماعات المتمردة المعتدلة في المنطقة. أما إرسال أسلحة مضادة للطائرات للمعارضة المسلحة فما زال يبدو «أمراً غير مرجح» حتى الآن. وقد أدلى «لؤي المقداد» المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر بتصريح في هذا السياق قال فيه «من الضروري للغاية أن يعمل المجتمع الدولي على التحرك بسرعة، إذا كان يريد التأثير على مسار الأحداث التي تجري في إطار الصراع في سوريا المندلع منذ ما يزيد عن 25 شهراً»، والذي أسفر حتى الآن عن مصرع 93 ألف إنسان وفقاً لتقرير جديد مؤكد صادر من قبل الأمم المتحدة. وكان سقوط بلدة القصير الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية، التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية في أيدي القوات النظامية المدعومة من قبل ميليشيات «حزب الله» اللبناني الشيعي، قد أضاف طابع الاستعجال على مناشدات المعارضة المسلحة بتزويدها بأسلحة تجعلها قادرة على مواجهة قوات النظام. وأضاف المقداد: «لقد غير حزب الله التوازن القائم على الأرض في تلك المنطقة، وأعمال القتل التي رأيناها في القصير ستحدث في كل مكان». وعلى ما يبدو أن جيش الأسد الذي تقوى وضعه بالمكاسب الأخيرة، يمضي قدماً في طريقه نحو تأمين بمدينتي حماه وحمص الواقعتين وسط البلاد من مسلحي المعارضة، بالإضافة إلى حلب الواقعة إلى الشمال من المدينتين حيث أشارت أنباء إلى أنه يحشد قواته هناك. وقد أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بياناً قال فيه إن الاشتباكات التي دارت يوم الجمعة في حي «الصاخور» الذي كان تحت سيطرة قوات المعارضة، كانت من أعنف الاشتباكات التي وقعت في حلب خلال الشهور الأخيرة. ولم يدل المسؤولون الإسرائيليون بأي تعليق رسمي على إعلان البيت الأبيض الخاص تزويد المعارضة السورية بالأسلحة. يشار في هذا السياق إلى أن نتنياهو قد أكد أن إسرائيل لا تنحاز لطرف دون غيره في الصراع الذي يدور في سوريا في الوقت الراهن، ولكنه حذر الأسد مؤخراً من أن إسرائيل سترد على أي اعتداء على امتداد حدودها المتوترة مع سوريا في هضبة الجولان. ووصف العميد احتياط «مايك هيرتزوج»، مدير مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي يعمل محللاً في الوقت الراهن للشؤون العسكرية، القرار الأميركي بإرسال أسلحة قتالية للمعارضة بأنه يخشى أن يكون «أقل مما يجب ومتأخر كثيراً». وتخشى إسرائيل كذلك أن يجتذب مقاتلو المعارضة -مع مرور الوقت- عناصر إسلامية أكثر راديكالية تقوم بتوجيه فوهات أسلحتها ضد إسرائيل في نهاية المطاف. وتعبيراً عن هذه المخاوف يقول هيرتزوج: «هناك بعض المجموعات المعتدلة في الجيش السوري الحر، ولكن عددها يقل يوماً بعد يوم». وقال «هيرتزوج» إنه إذا قامت الولايات المتحدة بتزويد مسلحي المعارضة بالأسلحة المضادة للطائرات بدلاً من الأسلحة الخفيفة، فإنه لن تكون هناك حاجة في هذه الحالة لمنطقة حظر طيران، لأن المسلحين سيكونون قادرين على إسقاط الطائرات المروحية «الهليكوبتر»، والطائرات العادية على حد سواء. ويقول «جوناثان سباير» زميل الأبحاث الرئيسي بمركز الأبحاث العالمية في الشؤون الدولية في هيرتزليا بإسرائيل «إن تزويد المسلحين السوريين بالأسلحة يمكن أن يتحول إلى مسألة مربكة وغريبة إلى حد كبير، وخصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أنه لم يعد يوجد هناك تقريباً أي مقاتلين علمانيين ديمقراطيين على الأرض». وإذا ما أخذنا في الحسبان بالإضافة إلى ذلك، ما أعلنته روسيا من أنها ستمضي قدماً نحو الوفاء بتعاقداتها لتوريد أسلحة للجيش السوري، فإن معنى ذلك أن خطط إرسال الأسلحة لطرفي الصراع ستغطي على الدبلوماسية قبل انطلاق قمة السلام بين الطرفين المدعومة من قبل الولايات المتحدة وروسيا، والمفترض أن تنعقد في جنيف الشهر المقبل. وكانت المعارضة قد طالبت بتزويدها بالأسلحة قبل عقد القمة المذكورة على أساس أن الحكومة السورية لن تدخل أبداً أي مفاوضات ذات معنى وهي في موقع قوة. وحول هذه النقطة أدلى «نجيب الغضبان» الممثل الخاص لائتلاف المعارضة بالولايات المتحدة بتصريح قال فيه «إن قيادة الرئيس أوباما، والدعم الأميركي المباشر في كافة المجالات أمر ضروري لخلق الأوضاع المطلوبة على الأرض، التي تمكن من تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في أية تسوية متفاوض عليها». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©