الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاضر الغائب

13 مايو 2006
أقامت مدرستنا دعوة لأولياء الأمور لاستلام شهادات أبنائهم التلاميذ حتى تضمن ادارة المدرسة وصول الشهادات إلى أولياء الأمور وتشعر ولي الأمر بدوره تجاه ابنه وتتلاقى أيدي وحناجر وقلوب المعلمين مع أولياء الأمور في حضور المحور الثالث وأساس العملية التعليمية وهو التلميذ وحتى يزداد التواصل بين البيت والمدرسة فأنا كمعلم لخمسين تلميذاً لم أقابل خلال العام الدراسي من أولياء الأمور الا أربعة فقط وربما من أتى منهم كان مجيئه من أجل شكوى معينة وليس من أجل السؤال عن مستوى فلذة كبده ونظراً لبعد المسافة بين مكان مدارسنا ومحل اقامتنا مكثنا في المدرسة حتى يحين وقت الاجتماع وساعة اللقاء مع أولياء الأمور الأفاضل وكان محدداً لها من الساعة الخامسة حتى الساعة الثامنة مساء ولا أخفي عليكم حضر الكثير من أولياء الأمور وبصحبتهم أبناؤهم التلاميذ وهذا التواجد بعث في نفسي السعادة والأمل ولكن ما أحزنني وأثر في نفسي وجعل اليأس يتملكني انني سلمت شهادات صفي للآباء الأفاضل كل في قبضة يده وبكل أسف لم يسألني أحدهم عن مستوى ابنه أو المعوقات والمشكلات التي يواجهها لمحاصرتها والتغلب عليها وما كان عليه الا استلام الشهادة ووضعها في مخبئه دون ان يكلف الكثير منهم نفسه بالنظر اليها وملاحظة اوجه القصور أو المواد التي يعاني ابنه من الضعف فيها ومناقشة الأسباب مع معلميه لتلافي الضعف واصلاح المعوج·
والعجب العجاب انني قابلت أحد أولياء الأمور يسأل عن صف ابنه فامتلأت حسرة وضيقا وألما من هذه اللحظة 'وأقصد لحظة اللقاء بأولياء الأمور' وأيقنت تماما ظلم الآباء لأبنائهم ومعلميهم وان المعاناة التي يعاني منها الكثير من التلاميذ وتدني مستواهم منبعه هم، الحاضرين الغائبين 'أولياء الأمور' الذين لا يسألون الا عن الأمور التافهة ويهملون أو يجهلون الهدف الأسمى من اللقاء وهو تلافي القصور وبحث المشكلات التي يعاني منها التلاميذ مع المعلمين والسبيل لإنقاذهم من براثن الجهل والتخلف والعمل على صقل إبداعاتهم وتنمية مهاراتهم لترقى هممهم وتسمو رايتنا·
محمود عبد الباقي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©