أمجد الحياري:
أعلن معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن إطلاق مشروع الجمع الميداني الشامل للتراث الثقافي 'غير المادي' لإمارة أبوظبي والذي يسعى بصورة أساسية لإنجاز أربعة مشاريع هامة أولها إنجاز أطلس وموسوعة للتراث الشعبي للإمارة، وثانيها تفعيل اتفاقية صون التراث غير المادي لليونسكو والموقعة من قبل دولة الإمارات، وثالثها النجاح في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، فيما يمثل المشروع الأخير إعداد المعلومات والمواد اللازمة للعرض حول الأزياء التقليدية في دولة الإمارات·
وأوضح معاليه أن تنفيذ المشاريع الأربعة يتطلب القيام بجمع شامل للتراث الثقافي غير المادي لإمارة أبوظبي، لاسيما وأن التغيير الاقتصادي والاجتماعي والعمراني المُتسارع الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً أدى ويؤدي كل يوم إلى تغيير كبير لكثير من العادات والتقاليد والممارسات والفنون الشعبية، الأمر الذي يزيد من أهمية القيام بهذا الجمع لتدوين التراث وتصنيفه ودراسته حفظاً له من الضياع ومن أجل نقله للأجيال القادمة عملاً بمقولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ( من لا ماضي له ·· ليس له حاضر )·
وفيما يتعلق بمشروع (إعداد أطلس وموسوعة التراث الثقافي غير المادي لإمارة أبوظبي)، أكد معاليه أن أهمية هذا المشروع تنبع من أن أطلس التراث يمثل نقلة نوعية في عمليات جمع وتسجيل عناصر التراث الثقافي المعنوي، وذلك بتوجيهه وضبطه· كما أنه يمكن من معرفة انتشار هذه العناصر عبر المكان، ثم تحديد العلاقات القائمة بين ثقافة إمارة أبوظبي وغيرها من الثقافات المجاورة· وأخيراً تعميق فهم التراث، وسد الثغرات في التناول التاريخي·
أما بالنسبة لمشروع (تفعيل اتفاقية صون التراث غير المادي لليونسكو عام 2003) والتي وقعت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الاتفاقية تلزم كل الدول الأطراف باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان صون التراث غير المادي القائم في أراضيها، وذلك عبر إعداد قائمة أو قوائم حصر وطنية لهذا التراث، تشمل كل مظاهر التقاليد وأشكال التعبير الشفهي (بما فيها اللغة) وفنون المشاهدة، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والتظاهرات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، وبكل المهارات المرتبطة بالصناعات الحرفية التقليدية·
كما ويلزم لتنفيذ مشروع ( تسجيل الصقارة كتراث عالمي في اليونسكو ) ، ولقبول ملف أية دولة راغبة في تسجيل تراثها ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية ، وهو شرط أساسي وأن تعد قائمة جرد inventory بتراثها الثقافي غير المادي، في حين يُساعد مشروع (إعداد المعلومات اللازمة حول الأزياء التقليدية في دولة الإمارات) على الإعداد الجيد لاستضافته ، والمشاركة في تنظيمه ،وأول مؤتمر ومعرض دولي للأزياء التقليدية في العالم الإسلامي · وعن الجوانب التي ينبغي تغطيتها في المشروع ، قال سعادة محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إنه 'على ضوء خبرتنا في هذا المجال وعلى ضوء بيبليوغرافيا التراث الشعبي، وجدنا أن هناك جوانب من التراث حظيت أكثر من غيرها بالجمع والحفظ والدراسة ، ويأتي على رأس هذه الشعر الشعبي (الشعر النبطي)، وألعاب الأطفال· في حين أن هناك جوانب لم تجد حظها الذي تستحقه في الجمع والدراسة· وبالرغم من أن هذا المشروع يهدف إلى القيام بمسح شامل للتراث المعنوي بمختلف عناصره، فإن الضرورات العملية تتطلب اختيار بعض العناصر لجمعها كمرحلة أولى من المشروع وهي الأمثال والألغاز والحكايات الشعبية والتاريخ الشفهي ، والعادات والتقاليد (التنشئة الاجتماعية، عادات الزواج، عادات الطعام) ، المعتقدات والمعارف الشعبية (الطب الشعبي) ، فنون الأداء (الأنماط الموسيقية والغنائية) ، والثقافة المادية (الأزياء والزينة وبعض العناصر المرتبطة بالبحر والبداوة) ·
عدد اليوم
