تواصل بلدية الفجيرة تنفيذ مشروع المدينة العمالية التي تشيدها في المنطقة الصناعية الجديدة في الحيل على مساحة تتجاوز 600 ألف متر مربع وفقا للمهندس محمد سيف الأفخم مدير عام البلدية، الذي قال إن المدينة العمالية الجديدة ليست مجرد سكن عادي للعمال، وإنما هي مدينة متكاملة الخدمات تخصص لجميع العمالة الموجودة في الإمارة وخاصة مدينة الفجيرة وضواحيها.
وتمثل المدينة العمالية الجديدة حلاً عملياً لمشكلة انتشار العمالة في المناطق السكنية الخاصة بالعائلات، حيث اشتكى عدد من المواطنين، خاصة في مربح ، من كثرة عدد العمالة الآسيوية في مناطقهم السكنية، وانتشار البيوت الشعبية التي يقوم بعض المواطنين بتأجيرها لأصحاب الشركات البسيطة بعد انتقالهم إلى بيوتهم الجديدة، فيما تقوم تلك الشركات بدورها بتسكين عمالها الآسيويين في تلك البيوت القديمة والمتهالكة وغير الصحية. وبحسب رأي المواطن راشد علي النعيمي فإن أصحاب هذه البيوت وجدوا في بيوتهم تلك ضالتهم التي يبحثون عنها فقد كان سعر إيجار البيت قبل ثلاث سنوات ما بين 12000- 15000 والآن أصبحت القيمة الإيجارية للبيت الواحد 150 ألف درهم.
واستطرد النعيمي قائلا إن هذه المنطقة كانت ذات يوم من أفضل الأماكن في مربح، ولكن الآن أصبحت مزدحمة جداً ومليئة بالمخلفات التي تلقى عشوائيا على جنبات الطريق، .فقد أصبح يسكن أكثر من 1500 عامل في شارع واحد، في حين أن عدد المواطنين به لا يتجاوز 100 مواطن ومواطنة.
وقال النعيمي إننا نشعر بنوع من الخوف جراء وجود هذا الكم الكبير من العمالة التي تحيط بنا من كل ناحية، مشيراً إلى أنه قبل شهر تقريباً قام بتسفير خادمة كانت تعمل لديه بعد أن اكتشف “أنها كانت على علاقة مشينة بأحد هؤلاء العمال وسهلت له دخول البيت لغرض في نفسها”.
وقال سلطان علي” بيتي يقع وسط تلك المنطقة المليئة بالعمالة، لذا فإن نساءنا لا يستطعن الخروج بحرية، حيث نجد تجمعات من العمال بالمنطقة ، وبعضهم للأسف يرتدون ملابس غير محتشمة.
ويلقي المواطن أحمد إبراهيم حسن الجلاف باللوم على المواطنين الآخرين الذين يقومون بتأجير بيوتهم القديمة بعد انتقالهم إلى البيوت الجديدة للشركات وتسكين العمالة الآسيوية دون مراعاة لحقوق جاره المواطن الذي يتأذى كل يوم .
ويؤكد المواطن محمد على سعيد أن المشكلة تحتاج إلى حلول نهائية، مشيراً إلى أن إنشاء سكن جماعي للعمال في منطقة بعيدة عن المناطق المأهولة بسكن العائلات هو الحل الأفضل.
من جانبه يؤكد مدير عام البلدية أن المدينة العمالية الجديدة التي يجري استكمالها وتوصيل التيار الكهربائي لها، سوف تحل هذه المشكلة ، مشيراً إلى أنها سوف تضم العديد من المطاعم والمراكز التجارية والبقالات البسيطة.
وسوف تضم المدينة مسجداً يستوعب أكثر من 300 مصل ومركزاً صحياً و أماكن للترفيه ومسطحات خضراء بالإضافة إلى الشقق السكنية للعزاب وأخرى خاصة بالعوائل وكلاهما منفصل عن الآخر .
وأكد أن المدينة العمالية الجديدة لن تكتمل بشكل نهائي إلا بعد انتقال جميع المصانع والورش والكراجات من الصناعية القديمة وسط مدينة الفجيرة إلى مقرها الجديد في الحيل، موضحا أن المدينة العمالية الجديدة سوف تخضع بالكامل من الناحية الإشرافية للبلدية ولكن سيتم تأجير الوحدات السكنية إلى الشركات بأسعار رمزية للغاية.
وسوف يشرف قسم الصحة العامة على المدينة لمتابعة كافة الأمور الصحية بها والتأكد من نظافة المدينة والسكن بشكل يومي
عدد اليوم
