دولتا السودان تستأنفان التفاوض الثلاثاء

سناء شاهين (الخرطوم) - تدخل دولتا السودان وجنوب السودان جولة جديدة من التفاوض حول القضايا العالقة بينهما في أديس ابابا الثلاثاء المقبل، حسبما أعلن المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح الذي قال إن بلاده تلقت دعوة رسمية من الاتحاد الأفريقي الجهة الراعية للمفاوضات للمشاركة في الجولة الجديدة باديس ابابا في هذا التاريخ. وأشار المروح إلى أن الجولة ستبدأ باجتماعات لجنة الحدود المشتركة والتي ستبحث نقاط الخلاف حول المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين وتنظر فيما يدفع بها الجانبان في هذا الشأن، ومن ثم ترفع الملاحظات والتوصيات والقرارات بشأنها للدولتين، كما تشمل الجولة مفاوضات اللجنة السياسية العسكرية الأمنية المشتركة بين البلدين والتي من المقرر أن تبدأ في 21 من يونيو الحالي. وانتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات بمفاجأة من العيار الثقيل للخرطوم بعد أن وضعت جوبا أمامها علي طاولة التفاوض في جوبا خارطة تضيف 6 مناطق جديدة إلى قائمة المناطق المتنازع عليها مع السودان، فيما تمسكت الخرطوم بالخارطة الدولية والتي حددت مناطق النزاع بأربع مناطق فقط، واسدل الستار على الجولة برفض الخرطوم للخارطة التي وصفها وزير دفاعها عبد الرحيم محمد حسين بـ “العدوانية”. وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الأول جلسة مشاورات مغلقة حول القضايا العالقة محل النزاع بين السودان وجنوب السودان. واستمع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إحاطة قدمها مبعوث الأمين العام الخاص إلى جمهوريتي السودان وجنوب السودان هايلي منكريوس حول المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الجانبين. وأبلغ منكريوس أعضاء مجلس الأمن أن جلسة المفاوضات الأخيرة بين الخرطوم وجوبا بشأن القضايا العالقة كانت إيجابية بشكل عام، وانهما اتفقتا على استئناف جولة مفاوضات أخرى الخميس المقبل. وخلال الجلسة، عرض منكريوس على أعضاء مجلس الأمن خريطة جديدة أعدها وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي. واعترض مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة على هذه الخريطة، وقال إنها ضمت للجنوب منطقة الميل 14 داخل الأراضي السودانية. وأضاف دفع الله الحاج علي أن الخريطة لا تزال في حاجة إلى اتفاق بشأنها بين بلاده وجنوب السودان حتى يتم الاعتراف بها دولياً. وشدد “أن خريطة أمبيكي المقدمة إلى مجلس الأمن لا تظهر الوضع النهائي للمناطق المتنازع عليها”. وندد دفع الله كذلك بخريطة أخرى لترسيم الحدود المشتركة قدمها جنوب السودان إلى مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، وقال إن “الوضع النهائي للحدود يجب أن يتقرر عبر المفاوضات، كما أن جميع المناطق المتنازع عليها والتي ظهرت على هذه الخريطة باطلة وغير حقيقية”. وأكد التزام السودان بقرار مجلس الأمن 2046، ورفض أي ادعاءات بشأن شن الخرطوم غارات جوية داخل أراضي الجنوب، وقال “هذه الأقاويل مفبركة ولا أساس لها من الصحة”. من جانبه، دعا ممثل جنوب السودان لدى الأمم المتحدة فرانسيس نازاريو مجلس الأمن إلى إصدار قرار يدين فيه استمرار قيام الطائرات السودانية بشن غارات ضد بلاده، وطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة الأعمال العدائية التي تقوم بها الخرطوم، ودعوتها إلى استئناف المفاوضات مع جوبا وفقاً لاتفاق السلام الشامل. وأكد السفير فرانسيس نازاريو مندوب جنوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن على استمرار الهجمات الجوية السودانية ضد منشآت داخل حدود بلاده الوطنية.وقال نازاريو “إن الغارات الجوية السودانية لا تزال تنطلق ضد مناطق مثل بحر الغزال ووانجليد وأيضاً في ولاية البحيرات”.