الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لقاء المواطنين «متعة» منحتني نظرة على «الثقافة العربية»

لقاء المواطنين «متعة» منحتني نظرة على «الثقافة العربية»
18 يونيو 2015 02:15
نيك ويبستر * الثقة هي الأساس الوطيد لعمل الصحفي، وترسيخها مع المصادر من أهم المهارات بالشرق الأوسط، وأكثرها فائدة عند متابعة الخبر. وفي بريطانيا، يمكن أن يطور الصحفي تواصله مع المصادر عبر الهاتف أو رسائل البريد الإلكتروني، ويتمخض عن ذلك كثيراً عناوين صحف رئيسة وموثوقة. ولكن بالعالم العربي، يظل التواصل مع المصدر وجهاً لوجه هو كل شيء، خصوصاً أنني لا أتحدث اللغة العربية، الأمر الذي تتمخض عنه تحديات فريدة لمراسل صحفي وافد في دولة عربية. وربما أن قضاء ساعات في الزحام المروري لا يبدو الاستخدام الأمثل للوقت، خصوصاً عندما يكون ذلك من أجل خبر لن ينشر في الصفحة الأولى. بيد أن قضاء الوقت في لقاء المواطنين وجهاً لوجه، بحسب تجربتي، كان له عائد كبير، إذ منحني نظرة على الثقافة والضيافة العربية، ولم أكن لأستمتع بها بأية طريقة أخرى، كما أنه ساعدني على تطوير مستوى أساسي من الثقة. وثمة أمور كثيرة يمكن تضييعها في الترجمة عبر الهاتف، أو إساءة تفسيرها عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة. لكن عندما يمكن النظر إلى عين شخص ما، أو الاستجابة للغة الجسد، يكون من السهل بشكل كبير تطوير علاقة عمل قوية. ولا أغفل أبداً حقيقية أننا نكتب عن حياة الناس، وما قد يبدو تفاصيل هامشية للقارئ العادي قد يكون مهماً بدرجة كبيرة للشخص الذي تكتب عنه، ولا بد من احترام ذلك لتطوير الثقة، كي يواصل الشخص التحدث إليك. وعلى النقيض، عملت مع عدد كبير من الصحفيين في الصحف البريطانية، ممن يسعدون بحرق الجسور مع مصادرهم. والحقيقة، أن هناك قدراً ما من التشكك والقلق إزاء الحديث مع الصحفيين في الإمارات؛ لذا فإن بناء الثقة يمكن أن يستغرق وقتاً أطول، إلا أنه دائماً ما يستحق الجهد المبذول. وتعلم بعض الكلمات العربية الأساسية مفيد، أو على الأقل إبداء الرغبة في ذلك. وكان طول الإجراءات هو المشكلة الأكبر التي واجهتني في بداية عملي؛ لأن الحصول على هاتف متحرك أو شراء سيارة يحتاج إلى بطاقة هوية، استغرق صدورها 3 أشهر. وللتعامل مع بعض الجهات تحديات خاصة، لا سيما أنه من الشائع ألا تحصل سوى على معلومات ضئيلة حول مؤتمر صحفي، يتم تأجيله لساعة أو ساعتين قبل إخبارك بأن هناك حظراً على التفاصيل التي تتم مناقشتها، وهو أمر محبط. ويستغرق الأمر وقتاً طويلاً لبناء علاقات قوية مع الشرطة أو العاملين في مؤسسات الطوارئ الأخرى في بريطانيا، لكنه عادة ما يسفر ذلك عن حصولي على أخبار نشرت في الصفحة الأولى. وفي الإمارات يحتاج الأمر للصبر والثقة. وعلى الرغم من ذلك، أدهشني ود الناس وسهولة الوصول إليهم شخصياً هنا. وذات مرة، زرت مستشفى دبي في ديرة لمتابعة قصة طفل مريض بالسرطان. وعند مغادرتي المستشفى، لم أدرك أن طابور انتظار سيارات الأجرة الذي كنت واقفاً فيه مخصص للنساء فقط. وانتظرت لبعض الوقت قبل أن يقترب مني رجلان يرتديان الكندورة، يعرضان علي توصيلي لأقرب موقف سيارات. وبالطبع، يعرض «يوتيوب» نماذج كثيرة حول الأسباب التي تجعل ركوب سيارة قديمة مع شخصين مجهولين فكرة ليست جيدة بالنسبة لصحفي في الشرق الأوسط، لكنني قبلت العرض. وقد كانت لغتهم الإنجليزية ضعيفة، وكما يحدث في أحيان كثيرة، تحولت المحادثة إلى كرة القدم. واصطحباني لإيجاد سيارة أجرة، وخلال دقائق، كنت في طريقي للمكتب، بل عرضا دفع الأجرة. وفي الحقيقة، ساعدتني هذه التجربة مباشرة في تحسين فهمي للثقافة العربية. * صحفي بصحيفة «ذا ناشيونال» nwebster@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©