عدد اليوم
مع التطورات السريعة التي باتت تحدث يومياً في العديد من الاقتصادات حول العالم، نصحت بعض البنوك الأميركية عملاءها بتقليل نسبة الاستثمارات الخارجية في محافظهم، لتخفيف تعرضهم للمخاطر في الأسواق العالمية، إضافة إلى ضرورة التزام «الحياد» فيما يتعلق بتلك المخاطر.
ومع تكرار حدوث ما يشبه بدايات أزمات مالية متعددة في العديد من الأسواق الناشئة حول العالم، كالبرازيل وفنزويلا والأرجنتين وإيران وتركيا، بسبب توجه بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي إلى رفع معدلات الفائدة على الدولار، وتصاعد النزاعات التجارية، وآثارها السلبية على سلاسل التوريدات العالمية، إضافة إلى فرض الحكومة الأميركية عقوبات اقتصادية على أكثر من دولة، انخفضت قيم عملات دول عدة أمام الدولار في الأسواق الناشئة والمتقدمة على السواء، كما منيت العديد من أسواق الأسهم حول العالم بخسائر جسيمة.
ومع إغلاقات يوم الاثنين، بلغت خسائر السوق التركية أعلى مستوى لها في 2018 بنحو 56%، والبرازيلية 29% والأرجنتينية 26% والصينية 22% والروسية 20% والمكسيكية 14%. وفي الأسواق الأكثر تقدماً، خسرت السوق الكندية 6.1%، واليابانية والألمانية والبريطانية نحو 10%، بينما لم تتجاوز خسائر مؤشر «إس آند بي» لأكبر 500 شركة أميركية نسبة 1.6%
وفي كتابه الأسبوعي الموجه لعملائه من أصحاب الثروات، نصح مايك ريان، مسؤول الاستثمار للأميركتين ببنك «يو بي إس»، بتخفيف الاستثمار بأسواق الأسهم العالمية خارج أميركا، وأن ذلك يعني ضرورة انتقالهم نحو «الحياد» تجاه المخاطر المرتفعة في تلك الأسواق حالياً.
وشبه ريان الحياد الذي يقصده بعلامة «N» في جهاز نقل السرعات للسيارة الأوتوماتيكية.
وقال، «بغض النظر عن الاتجاه الذي تسير فيه، سواء كان للأمام أم للخلف، فإن الانتقال إلى الوضع N لن يوقف السيارة مباشرةً، وإنما سيكمل بك الطريق لبعض الوقت، وفي الاتجاه نفسه الذي تسير فيه». وعلل ذلك بأن بيئة الاستثمار حاليا «فريدة من نوعها، لأننا نقف في مفترق طرق لأكثر من تيار». وكان البنك قد نصح عملاءه قبل بفترة بزيادة الاستثمار في الأسهم العالمية على حساب الأسهم الأميركية.
بدوره، أكد «بنك أوف أميركا – ميريل لينش» تحول مديري صناديق الاستثمار من الأسواق الناشئة إلى السوق الأميركية، وقال البنك، إن تركز استثمارات المحافظ في السوق الأميركية قد ارتفع 10 نقاط مئوية، لتصل الزيادة في الاستثمارات في الأسهم الأميركية عن الأسهم العالمية إلى 19%، وهو أعلى مستوى لها منذ يناير 2015، وأرجع البنك ذلك إلى تفضيل المستثمرين حاليا اعتبارات النمو (في إشارة إلى معدلات النمو المرتفعة للاقتصاد الأميركي) على اعتبارات القيمة.
وفي استقصاء للرأي أجراه البنك شمل 243 مديراً لصناديق الاستثمار، يتحكمون في استثمارات تبلغ قيمتها 735 مليار دولار، وجد البنك أن 67% ممن أجابوا على الأسئلة قالوا إن السوق الأميركية هي وجهتهم المفضلة للاستثمار حالياً بسبب ارتفاع أرباح الشركات.
شريف عادل (نيويورك)
