الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استشهاد فتى فلسطيني حرقاً بيد عصابات الاحتلال في القدس

استشهاد فتى فلسطيني حرقاً بيد عصابات الاحتلال في القدس
3 يوليو 2014 01:57
عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) استشهد فتى فلسطيني من مخيم شعفاط في القدس الشرقية المحتلة، بعد خطفه في وقت مبكر صباح أمس، فيما يبدو هجوماً انتقامياً رداً على مقتل 3 إسرائيليين في الضفة الغربية، بعد خطفهم في وقت سابق، ما أسفر عن مواجهات عنيفة في القدس الشرقية المحتلة تسبب بإصابة العشرات بينهم صحفيان فلسطينيان، وأخرى إسرائيلية. وسارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بإنزال أشد العقاب بقتلة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير (16 عاماً) في القدس الشرقية المحتلة، «إذا ارادت السلام فعلاً بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي»، مطالباً أيضاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإدانة خطف وقتل الفتى الأعزل مثلما أدان هو خطف الإسرائيليين الثلاثة في وقت سابق يونيو الماضي، ووقف سياسة «العقاب الجماعي» الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مطالباً بحماية دولية لشعبه. وبعد مطالبة عباس، أدان نتنياهو خطف وقتل الفتى الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، متحدثاً إلى وزير الأمن الداخلي اسحق اهرونوفيتش لفتح تحقيق من أجل العثور بأسرع وقت ممكن على منفذي هذه «الجريمة الشنيعة». من جهته، نفى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إن يكون للحركة أي يد في مقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في منطقة الخليل بالضفة الغربية منذ 3 أسابيع، مؤكداً أن الحركة «غير معنية بالتصعيد، وأنها متمسكة باتفاق التهدئة»، داعياً القيادة التركية التدخل لوقف أي هجوم إسرائيلي محتمل على قطاع غزة. لكن «حماس» توعدت بأن إسرائيل «ستدفع ثمن جرائمها» بعد مقتل فتى فلسطيني إثر خطفه في حي شعفاط بالقدس الشرقية المحتلة، قائلة في بيان «نوجه خطابنا للكيان الصهيوني وقيادته التي تتحمل المسؤولية المباشرة، إن شعبنا لن يمر على هذه الجرمية ولا كل جرائم القتل والحرق والتدمير التي يقوم بها قطاع مستوطنيه... ستدفعون ثمن كل هذه الجرائم».ومع انتشار خبر مقتل الفتى، تجمع حشد من الفلسطينيين الغاضبين أمام منزله، ورشقوا الشرطة الإسرائيلية بالحجارة. وردت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وأصيب عشرات الفلسطينيين بجروح خلال المواجهات في الحي، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني. كما أصيب صحفيان فلسطينيان، وصحفية إسرائيلية خلال المواجهات. وخطف الشاب أبو خضير في حي شعفاط بالقدس الشرقية المحتلة، وعثر على جثته بعد ساعات و«هي تحمل آثار عنف» في الجزء الغربي من المدينة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري، إنه تم العثور على الجثة قرب منطقة احراج بالقدس الغربية. وأوضح حسين أبو خضير والد الشهيد «تأكدنا من خلال الفحوص أن الجثة هي لابني، وسيقومون بتشريح الجثة بحضور طبيب فلسطيني». وتحدثت وسائل الإعلام عن امكانية أن يكون مقتل الفتى جاء كهجوم انتقامي على مقتل الإسرائيليين الثلاثة الذين ظلوا مفقودين منذ 12 يونيو الماضي بالقرب من منطقة حلحول قرب الخليل. وبعد ساعات على تقديم عائلة أبو خضير بلاغاً حول فقدان ابنها، تم العثور على الجثة في منطقة حرجية بالقدس الغربية، حيث سارعت الشرطة لفرض طوق أمني حولها، وقالت السمري إن الشرطة تسعى للتثبت مما إذا كانت هناك علاقة بين الحادثين. ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الجثة وجدت محروقة، بعد أن تحدثت سابقاً عن آثار طعن بالسكين على الفتى. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» أن الجثة لشاب عربي، وأنها كانت متفحمة، وعليها آثار عنف. من جهتها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن شهود أن سيارة سوداء طراز «هوندا» توقفت بالقرب من الشاب، وتم اجباره على الدخول إليها. وقال أحد أقرباء أبو خضير واسمه محمود للإذاعة، إن سكان المنطقة حاولوا اللحاق بالسيارة التي اختطفته، إلا أنهم لم ينجحوا في الوصول إليها.وكان سكان قدموا بلاغاً في الأيام الأخيرة حول شخص في السيارة ذاتها حاول اختطاف طفل في السابعة من عمره. بدوره، أعلن وزير الأمن الداخلي اسحق اهارونوفيتش أن من السابق لأوانه تحديد دافع عملية الخطف والقتل فجر أمس. وأبلغ الصحفيين «نعلم أن فتى خطف على ما يبدو، ونرى صلة بين الحادث والعثور على جثه. لا يزال الحادث قيد التحقيق في معامل البحث الجنائي ومن جانب محققين».من ناحيتها، قالت نعمة إبنة عم أبو خضير إن أشخاصاً سحبوا الضحية من الشارع بعد مغادرته منزله بحي شعفاط العربي بالقدس لأداء صلاة الفجر مع أصدقائه. وأضافت «هرع أشخاص إلى داخل المنزل، وقالوا إن واحداً من الشبان سحب إلى عربة فان بيضاء اللون.. ولذلك استدعت أم محمد الشرطة». وجاءت عملية الخطف بعد دفن الشبان اليهود الثلاثة جلعاد شاعر (16 عاماً)، ونفتالي فرانكيل وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية (16 عاماً) وايال يفراح (19 عاماً) في جنازة شارك فيها عشرات الآلاف من المشيعين اليهود. وأثناء دفنهم في بلدة مودعين، تظاهر مئات الإسرائيليين، وردد بعضهم «الموت للعرب» وسدوا المدخل الرئيسي للقدس. وهذه ثاني عملية إعدام بحق شاب فلسطيني مدني أعزل، بعد إعدام وحدات خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي الشاب يوسف إبراهيم الزاغة (19 عاماً)، وهو من مخيم جنين بالضفة الغربية، أثناء توجهه إلى منزل أسرته وقت السحور ليل الاثنين الثلاثاء.وخارج منزل أبو خضير في مخيم شعفاط، اشتبك نحو 200 فلسطيني مع الشرطة الإسرائيلية وأغلقوا الطريق المؤدية إلى مستوطنة قريبة، وفق الشرطة. وقال راجح هوارين وهو القائد الميداني للهلال الأحمر الفلسطيني لفرانس برس «أصيب 55 فلسطينياً، بينهم 3 أصيبوا بالرصاص الحي، و4 منهم أصيبوا مباشرة بالوجه» إثر الاشتباكات. وأضاف «هنالك إصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت عولج بعضها ميدانياً، بينما نقل 20 مصاباً إلى مستشفى المقاصد». وقال هوارين إن صحفية إسرائيلية أصيبت بالرصاص الحي في الوجه، وتم نقلها إلى مستشفى هداسا العيسوية الإسرائيلي للعلاج. وأفادت مراسلة تلفزيون «فلسطين» الذي نقل الأحداث مباشرة، بإصابة صحفيين يعملان مع القناة ومقرها في رام الله بالرصاص المطاطي، وأكدت متحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية وقوع 3 إصابات طفيفة. إلى ذلك، أفادت تقارير إخبارية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجر أمس نحو 44 فلسطينياً من مختلف مدن الضفة الغربية. واستنكر مركز «أحرار لحقوق الإنسان» في بيان نشرته وكالة «معاً» الفلسطينية حملات الاعتقال الكبيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي بحق عشرات الفلسطينيين فجر أمس من مختلف مدن الضفة الغربية، والتي طالت قيادات كبيرة ووازنه في «حماس». وقال مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن الاحتلال نفذ اعتقالات في كل من الخيل ونابلس وسلفيت ورام الله وبيت لحم. كما سلم جيش الاحتلال قرارات هدم لعدد من منازل قيادات بارزة في «حماس». وذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان أمس، عدد المعتقلين الفلسطينيين ارتفع إلى 629 منذ بدء الجيش الاحتلال حملة أمنية، بعد فقدان الشبان الإسرائيليين الثلاثة الذين عثر على جثثهم مساء أول الاثنين الماضي في الخليل. وأوضح البيان أن عدد المعتقلين في الخليل وصل 230 معتقلاً، ونابلس 103 معتقلين، وبيت لحم 85 معتقلاً، مشيراً إلى أن من بين المعتقلين 10 نواب عن «حماس» وعشرات المحررين من السجون الإسرائيلية. والدة الشهيد أبو خضير: ابني خرج لصلاة الفجر ولم يعد قالت سهى أبو خضير والدة الفتى الذي أعدمه المستوطنون أمس، «ابني خرج نحوالساعة الثالثة والنصف فجر الأربعاء لأداء صلاة الفجر، وأخذ معه زجاجة ماء ليشرب قبل الأذان، لكنه لم يعد إلى البيت، مع أنني تعودت كل يوم على خروجه لأداء الصلاة في المسجد». وتابعت قائلة «لا أعرف أين ذهب ابني، وماذا حصل معه، ما أريده الآن هو أن يعود إلى حضني وأحضان عائلته، لأننا لا يمكن أن نرى الراحة، وهو بعيد عنا. آمل أن نراه مجدداً، وأن لا يصيبه أي مكروه لا سمح الله». وروى سعيد أبو خضير بقوله «حسب ما علمناه، فإن متطرفين يهوداً وصلوا فجر الأربعاء إلى القرية، وطلبوا من الفتى محمد أن يرشدهم كيف يمكنهم الخروج من القرية، وخلال تلك اللحظات قاموا بسحبه بقوة، وإدخاله للسيارة وفروا من المكان، وهم يجتازون إشارات ضوئية حمراء. وتابع قائلاً «محمد إنسان مؤدب وخلوق ولا يعرف المشاكل، كذلك الأمر بالنسبة لعائلته، حيث لا يوجد لهم أعداء، لذلك نؤكد أن حادثة اختطافه خلفيتها قومية، وليست جنائية، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب». (رام الله الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©