السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان.. هل تعافت من الإرهاب؟

17 يونيو 2015 22:27
منذ أن بدأ الجيش الباكستاني هجومه قبل عام في الحزام القبلي بشمال غرب البلاد، بدأ عدد الوفيات الناتجة عن الهجمات الإرهابية في التراجع ليبلغ أدنى مستوياته في ثماني سنوات، بيد أن مسؤولين أميركيين يقولون إن هناك حاجة لمزيد من الجهد قبل أن تتمكن الدولة من تغيير سمعتها كأكبر حاضنة للتشدد الإسلامي. وبعد عشر سنوات من إراقة الدماء قتل أثنائها أكثر من 50 ألف مدني وجندي، أصاب جيش باكستان أخيرا السأم في شهر يونيو الماضي عندما هاجمت حركة «طالبان» المسلحة مطار كراتشي الدولي. ورداً على ذلك، بدأ الجيش والقوات الجوية الباكستانية بقصف شمال وزيرستان، ليدمر مدينتين وفي نفس الوقت يأمر بإجلاء أكثر من مليون نسمة. ومنذ ذلك الحين، بدأ عدد الهجمات الإرهابية في باكستان في التراجع حيث بدا أن «طالبان» الباكستانية والقاعدة لديهما عدد أقل من الملاذات. وخلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام، قُتِل 50 مدنياً خلال هجمات إرهابية في باكستان، مقارنة بـ787 خلال نفس الفترة من العام الماضي و1536 في 2013، وفقا لبوابة جنوب آسيا للإرهاب، المعنية برصد العنف في المنطقة. وكان عام 2007 هو آخر مرة يبدأ فيها العام بصورة سلمية- وذلك قبل ظهور طالبان الباكستانية كتهديد خطير للأمن الداخلي. لكن محللين يحذرون من أن باكستان لا تزال عرضة لهجمات إرهابية كبيرة تشبه تلك التي شنتها طالبان على مدرسة بيشاور في ديسمبر وأودت بحياة 150 معلم وطالب. ومهما كانت المكاسب التي حققها جيش باكستان، فإنها يخيم عليها تصور أنه نقل جزءا كبيرا من المشكلة عبر الحدود إلى أفغانستان- لكن المسلحين الموجودين هناك الآن يمكنهم ببساطة العودة مرة أخرى إلى باكستان بمرور الوقت. وبالرغم من أن مسؤولين أميركيين يقدرون باكستان لتحقيقها مكاسب جدية ضد كل من «طالبان» الباكستانية و«القاعدة»، إلا أن هناك قليلاً من التفاؤل حيال جهودها في مكافحة جماعات مثل شبكة حقاني و«طالبان» الأفغانية التي تركز هجماتها على أفغانستان. ومع تجدد التوترات ثانيةً بين باكستان والهند المجاورة، يتوقع بعض الخبراء أن يواصل القادة الباكستانيون وعودهم الآن للقضاء على الجماعات المتشددة التي لها تاريخ يمتد لعقود طويلة في تنفيذ هجمات في الهند. وهناك أيضا مخاوف أن تكون باكستان ما زالت لا تأخذ على محمل الجد التهديد الذي تشكله «داعش» التي تحاول الحصول على موطئ قدم في المنطقة. وقال مسؤول أميركي طلب عدم الإفصاح عن هويته: «نعتقد أن العملية قضت تماماً على الملاذات الآمنة في ميران شاه ومير علي (في شمال وزيرستان)، والتي كانت تشكل مخاوف حقيقية لنا، وللأفغان وللباكستانيين في السنوات الأخيرة». واستطرد: «بينما نمضي قدماً، فإننا نركز أولاً على بعض هؤلاء المتشددين الذين انتشروا حول باكستان، ويواصلون خطة الهجمات ليس فقط ضد الباكستانيين، بل أيضاً ضد الأفغان والأميركان وآخرين بداخل أفغانستان». وأوضح أن «الأمر سيحتاج إلى جهد متواصل للتأكد من أن هذه الجماعات لا تعيد تشكيل نفسها في المناطق التي تم تطهيرها». بالنسبة للكثير من الباكستانيين، ليس هناك شك في أن عملية لمدة عام قد بدأت تظهر بوادر النجاح الحقيقي. وفي بيشاور، التي كانت مركزاً للعنف، يقول سائقو سيارات الإسعاف إنهم بدؤوا أخيراً في الاسترخاء لأنهم لا يتم استدعاؤهم بصورة متواترة استجابة للهجمات. وفي العاصمة اسلام آباد، التي لم تشهد هجوماً إرهابياً كبيراً لأكثر من عام، يقوم بعض الغربيين بزيارة مراكز التسوق والمقاهي. وبالنسبة للزعماء الأجانب ورؤساء الشركات والفرق الرياضية فقد بدأوا يتوافدون تدريجياً على باكستان في زيارات رسمية. ومن جانبه، ذكر الجنرال «عاصم باجوا»، كبير المتحدثين باسم الجيش الباكستاني، إنه حتى الآن تم قتل 2763 إرهابيا في المناطق القبلية خلال العام الأول من العملية، بينما قتل 218 آخرون في مدن باكستانية وتم اعتقال الآلاف. وفي شهر ديسمبر الماضي، قتلت القوات الباكستانية قائد العمليات العالمية في تنظيم القاعدة «عدنان الشكري جمعة» الذي كان على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وفي وقت سابق من هذا الربيع، قامت باكستان بإلقاء القبض على ناشط آخر بارز ينتمي لتنظيم «القاعدة»، وهو «مهند محمود الفريخ» وسلمته إلى السلطات الأميركية. وأكد «أشرف علي»، الرئيس السابق لمركز أبحاث المنطقة القبلية، أن الكثير من الأهداف الكبيرة قد فرت ببساطة إلى شمال وزيرستان بينما كان الجيش الباكستاني يدخل المدينة. ونتيجة لذلك، فإن الحالة الأمنية تسوء بشكل مطرد في أفغانستان، التي تشهد أعداداً قياسية من الإصابات بين القوات والمدنيين هذا العام. تيم كريج * * ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©