الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشرق الأوسط ومعضلة الانتشار النووي

17 يونيو 2015 22:25
ماذا لو غيرت إسرائيل فجأة مسارها، وأعلنت أنها على استعداد لتوقيع معاهدة حظر الانتشار النووي، والعمل من أجل إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية؟ إنني لا أقول، إن هذا يتم التخطيط له، بل على العكس من ذلك، يبدو أن الأمور تسير في اتجاه آخر. وبينما تتجه المفاوضات بين الولايات المتحدة والقوى العالمية الكبرى الأخرى، المعروفة باسم 5+1، وإيران نحو الختام إلى حد ما، فمن الواضح أنه بغض النظر عما سيتضمنه أي اتفاق، فإنه سيكون هناك نزاع في الولايات المتحدة حول مميزاته، وإذا ما استمر الاتفاق، فإن السنوات القادمة حتماً ستشهد ادعاءات من جميع الجهات على مختلف أنواعها، بأن هذا الطرف أو ذلك قد انتهك شروطه. وتبدو هذه كلحظة مناسبة للتفكير في سؤال «ماذا لو؟»، الذي يُثار أيضاً عند إعادة قراءة جزءاً من الكتاب الذي أصدره الكاتب الإسرائيلي «آري شافيت» عام 2013 بعنوان «أرض الميعاد، الانتصار ومأساة إسرائيل». وفي كتابه، وصف «شالفيت باختصار تاريخ البرنامج النووي لإسرائيل، متعقباً إياه إلى بدايات الدولة المنشأة حديثاً. ومستشهداً بكل من المحرقة (الهولوكوست) وعقلية الحصار، كونها محاطة بتهديد الجيوش العربية، فإن الحكومة الإسرائيلية في خمسينات القرن العشرين، وبزعامة رئيس الوزراء «ديفيد بن جوريون» شعرت بـ«تبرير أخلاقي فيما يتعلق بالحق في الحصول على الخيار النووي»، كما كتب شالفيت. وبحلول 1967، ومن خلال مجمع ديمونة في صحراء النقب، قامت إسرائيل بتطوير القدرة على تجميع أول جهاز لها، لتنتج في السنوات اللاحقة ترسانة نووية مزودة بأنظمة تسليم برية وجوية وبحرية، بالرغم من عدم اعترافها علانية بذلك. وقال شالفيت، إن«ديمونة أعطى إسرائيل نصف قرن من الأمن النسبي»، ولكن ماذا عن الآن؟ يقول في كتابه«إن هيمنة إسرائيل النووية في الشرق الأوسط تقترب من نهايتها. وعاجلاً أو آجلاً، سيتم كسر الاحتكار الإسرائيلي». ويشير«شافيت»إلى أن الإيرانيين كانوا يفعلون ما فعته إسرائيل، بناء نماذج مصغرة لديمونة في«ناتنز»(منشأة تخصيب اليورانيوم) و«بارشين»(مجمع عسكري). ويقول إنه إذا نجحت إيران، فإن الدور القادم سيكون على السعودية ومصر وتركيا والجزائر. وكتب «إنهم جميعا يؤمنون إنه إذا كنا (إسرائيل) لدينا الحق في ديمونة، فإنهم لهم الحق في ديمونة خاصة بهم، وعندما تمارس الدول الشرق أوسطية حقوقها، فإن ديمونة ستتحول من نعمة إلى نقمة». هذا التفكير جعلني أدرك كم سيكون كل هذا مختلفاً إذا قامت إسرائيل، بدلاً من معارضة اتفاق 5+1، والدعوة لفرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد إيران والتهديد بالقيام بهجوم عسكري على منشآت طهران النووية، بوضع طاقتها في تطوير خيار عقلاني لمعاهدة حظر الانتشار النووي. إن الأمر يحتاج إلى معجزة حتى يمضي قادة إسرائيل قدماً في هذا الطريق. في أبريل 2010، عندما حث الرئيس أوباما كل الدول، بما فيها إسرائيل، على الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت إيهود باراك، إن إسرائيل ليست مجبرة على هذه الخطوة طالما أن إيران، إحدى الدول الموقعة، ما زالت تمثل تهديداً.إذن، فإن أفضل طريقة لإزالة تهديد إيران النووي هو خلق منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية. والتر بينوكس * * ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©