الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوضى السلاح.. وقدسية «التعديل الثاني»

6 أكتوبر 2017 21:56
«فليبارك الله أميركا»، هكذا قال ترامب، بإخلاص، بعد الحادث الدموي الذي وقع في لاس فيغاس يوم الأحد. إنها رغبة تستحق التكرار. وهي تدخل مطلوب بشدة في بلد ضاعت بشكل خطير. فليبارك الله أميركا، حيث الصدمة لا تنتهي بعد هذا السيل من الرصاص الذي أرسل العشرات إلى المشرحة، إذا كانت هناك صدمة على الإطلاق. هذا النوع من العنف لم يعد استثنائيا. ولكننا أصبحنا كذلك. فلا يوجد بلد غني آخر تحدث به مجازر مثلنا أو يواجه الشلل الذي يحدث لنا في مواجهة هذه المجازر. إننا ننفرد في هذا الصدد. نحن في الصدارة. فليبارك الله أميركا. لقد رد رئيس مجلس النواب «بول ريان» على الرعب الذي شهدته لاس فيغاس بقول «إن ما يعرفنا حقا» هي الأعمال البطولية التي تعلمناها منه، في حين أن إطلاق النار في حد ذاته «ليس هو من نحن». كيف يرى ريان ذلك؟ لقد كان حادث لاس فيغاس واحدا من أسوأ الحوادث، ولكنه ليس أولها. فليبارك الله أميركا، هذا ما جاء في مقالين متجاورين في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين. كان المقال الأول مصورا، يعرض جميع الصور التي تم التقاطها لحوادث إطلاق النار الجماعي التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 12 يونيو، 2016، عندما مزقت الطلقات النارية حفلا في ملهى بولز في أولاندو بولاية فلوريدا. لقد وقع 521 حادثا في 477 يوما. ولكن شهر مارس الماضي شهد هدوءا غريبا، حيث لم يقع سوى 22 حادث إطلاق نار جماعي فقط. أما المقال الثاني فقد كتبه «ستيف اسرائيل»، عضو الكونجرس السابق، بعنوان مثير للرعب: «لا شيء سيتغير بعد إطلاق النار في لاس فيغاس». هذا تنبؤ مثير للغضب. فليبارك الله أميركا، حيث حقيقة أننا لا نستطيع أن نكون على يقين 100% من أن أي تقييد جديد لاستخدام السلاح من شأنه أن يقلل الموت سيصبح عذرا للمحاولة، على الرغم من أن المخاطر ربما تكون أكبر، ولا يمكن أن تكون صفارات الانذار أعلى وكل علامة جديدة تفوق سابقتها. في نيو تاون، بولاية كونيتيكت، في عام 2012، قتل 26 شخصا، 20 منهم من الأطفال. وفي أورلاندو، بعد ذلك بأربعة أعوام، توفي 49. وفي لاس فيغاس، ارتفع الرقم إلى 59. فماذا ننتظر للإسراع باتخاذ اجراءات؟ أن يكون العدد مئويا؟ ويبدو أن التعديل الثاني يحظى بقدر كبير من الاحترام حاليا أكثر من التعديل الأول. لقد أصبح يشبه الرمز المقدس، جزءاً من حرب ثقافية كبيرة تعمي الكثير من الأميركيين عن مفهوم التعديل في عهد وسياق مختلفين تماما، قبل وقت طويل من ظهور آلات القتل الفعالة اليوم. هناك الحق في حمل السلاح، بالتأكيد، ولكن هناك أيضا الحق في الذهاب إلى ملهى ليلي أو حفل موسيقي – أو إرسال طفل إلى المدرسة - دون الشعور بالرهبة المبرر تماماً على نحو متزايد. ألا نستحق ذلك؟ فليبارك الله أميركا، حيث توجد فئة من هؤلاء الذين يبيعون مبادئهم بالمال، يفتقرون إلى الشجاعة في مواجهة تجار الموت في الجمعية الوطنية للبنادق. في مؤتمر الجمعية الذي عقد في شهر أبريل الماضي، قال لهم ترامب: «لقد قمتم بواجبكم نحوي، وأنا سأقوم بواجبي نحوكم». العين بالعين(صنيع مقابل صنيع)، وننسى الأرواح التي نضحي بها بسبب هذه الصفقة. إنهم سيحظون بتأبين شكلي جميل، لكنه لن يكون مجديا. فليبارك الله أميركا، بهذا الكم الهائل من المعلومات المضللة. في الساعات التي أعقبت حادث إطلاق النار، كشفت المشاركات بشكل خاطئ هوية القاتل ووصفته بدون أساس بأنه ليبرالي يكره ترامب أو شخص تحول حديثا إلى الإسلام، وكان لهذه المشاركات صدى كبير على جوجل وفيسبوك، كمثال لنظريات المؤامرة التي يتبناها الأميركيون وتصوير لتخبطهم. وفي ذلك الصدد، قال متحدث باسم فيسبوك لصحيفة التايمز «إننا نعمل على حل المشكلة. وقال متحدث باسم جوجل» سنواصل اجراء تحسينات خواريزمية. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©