يعتبر فلومينيزي أحد أقدم الأندية البرازيلية، وهو نادي النخبة والطبقة الأرستقراطية، ولكي تشعر بقيمة وعظمة هذا النادي يكفي أن تدخل إلى قاعة الإنجازات التي تقع داخل مقر النادي في منطقة لارانجيراس، والتي تضم الكؤوس والدروع بمختلف الأشكال والأحجام، عندها تدرك أن هذا النادي حقق الكثير من الأمجاد منذ تأسيسه قبل 112 عاماً، ولكن ما زاد هذه القاعة جمالاً وهيبة وشموخ، كأس توجد في إحدى «الفاترينات الأنيقة» في قاعة الأمجاد، زينت القاعة وبها تزدان، إنها كأس زايد.
«الاتحاد» كانت هناك وكان لنا الشرف في حمل كأس زايد الذي يوجد في قاعة الإنجازات والألقاب، فقد شارك نادي فلومينيزي في كأس زايد الدولية التي ينظمها نادي الوحدة بشكل منتظم تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب له ثراه، وتقام البطولة لفرق الناشئين وشارك فلومينيزي مرتين في مسابقة تحت 18 سنة وفي المشاركتين توج باللقب مرتين، ويحتفظ النادي بالكأسين في مكان متميز في قاعة الإنجازات والكؤوس وسط عشرات الكؤوس والدروع التي حصدها النادي خلال مسيرته الطويلة.
الوصول إلى نادي فلومينيزي أو «الفلو»، كما تحب جماهيره أن تطلق عليه، يعني الدخول إلى حقبة تاريخية مهمة في مسيرة كرة القدم البرازيلية، وبمجرد الوصول تستقبلك اللافتات، وهي ليست ترحيبية بقدر ما أنها تفاخر بتاريخ النادي وبصماته المضيئة في تاريخ اللعبة، ومنتخب البرازيل، وعلى غير العادة فإن اللافتات مكتوبة باللغتين البرتغالية والإنجليزية ومنها لافتة كتب فيها: «أول هدف في تاريخ المنتخب البرازيلي لكرة القدم جاء بواسطة اللاعب أوزفالدو جوميز لاعب نادي فلومينيزي»، ولافتة أخرى تقول «ديدي وفريد وكلاهما لاعب في نادي فلومينيزي، وكلاهما سجل أول هدف في ستاد ماراكانا القديم، وستاد ماراكانا بعد التجديد»، وثالثة مكتوب فيها: «أحد أفضل الهدافين في كأس القارات 2013 كان فريد، وهو المهاجم الرئيسي في فلومينيزي»، وهناك لافتة تحتفي بملعب لارانجيراس الملعب الرئيسي لنادي فلومينيزي وكتب فيها: «إضافة إلى أن أول مباراة خاضها المنتخب البرازيلي في تاريخه كانت على ملعب لارانجيراس، فقد حقق المنتخب أربعة ألقاب على هذا الملعب» وكذلك لافتة أخرى تقول: «المنتخب البرازيلي لم يسبق له أن خسر في لارانجيراس» ولافتة خصصت للنجم المدافع تياجو سيلفا وتقول: «تياجو سيلفا قائد منتخب البرازيل كان له مشوار لا ينسى مع فلومينيزي، كما أنه جاء من أكاديمية فلومينيزي».
وتعود قصة نشأة نادي فلومينيزي إلى عام 1901 عندما ذهب أوسكار كوكس ومجموعة من اللاعبين القادمين من ريو دي جانيرو عبر القطار إلى مدينة ساو باولو، والتي ظهرت فيها لعبة كرة القدم عبر الإنجليزي تشارلز ميلر، وكان المحبون للعبة انتشروا بشكل كبير في تلك المدينة، وخاض كوكس وزملائه مباراتين مع ساو باولو وانتهت المواجهتان بالتعادل، وهذا جعل اللعبة تعرف طريقها إلى ريو دي جانيرو، وكانت هذه المجموعة التي ذهبت إلى ساوباولو لا تعرف أنها تؤسس لمرحلة جديدة تقام فيها المباريات على مستوى الولايات البرازيلية، وكانت هي المباراة الأولى على هذا المستوى، كما أن هذه المجموعة قامت بتأسيس نادي اسمه فلومينيزي بعد تلك الواقعة بعام واحد.
وتأسس نادي فلومينيزي في الحادي والعشرين من يوليو عام 1902 في مدينة ريو دي جانيرو، وكان المؤسس هو أوسكار كوكس البرازيلي من أصل انجليزي والذي ولد عام 1880، والذي أكمل دراسته بلوزان في سويسرا وعاد من هناك ليبدأ في نشر لعبة كرة القدم بين مجموعة من الشباب ومارسوا اللعبة في ملاعب الكريكيت.
وتكونت المجموعة التي أسست نادي فلومينيزي من 20 شخصاً هم أبناء النخبة والطبقة الأرستقراطية في منطقة لارانجيراس الراقية، وكانت أول مباراة في تاريخ النادي أمام نادي ريو الذي لم يعد له وجوداً الآن، وانتهت بفوز فلومينيزي بثمانية أهداف نظيفة، وكان أول لقب في تاريخ النادي عام 1906 عندما توج بطلاً لكأس الكاريوكا.
وفي عام 1904، وبينما كانا في أوروبا أرسل اثنين من مؤسسي النادي، وهما أوسكار كوكس وماريو روشا رسالة إلى النادي تطلب تغيير ألوان الفريق إلى ثلاثة ألوان من القماش هي «الأخضر والأبيض والأحمر»، والتي كانت متوفرة بشكل أكبر آنذاك، وفي تلك الأثناء كان كل شيء كان مطلوباً لممارسة كرة القدم مثل الكرات والشباك والملابس، يتم استيراده إلى البرازيل واجتمع مجلس إدارة النادي وتمت الموافقة على تغيير الألوان التي بدأ الفريق في استعمالها اعتباراً من العام 1905.
(ريو دي جانيرو- الاتحاد)
لارانجيراس فخر «الفلو»
من ملعب لارانجيراس.. بدأت الخطوات الأولى للمنتخب الذي أصبح الأفضل على صعيد العالم فيما بعد، والذي توج بطلاً للعالم خمس مرات، ويسعى حالياً لحصد السادسة، وتفتخر جماهير وإدارة نادي فلومينيزي كثيراً بالملعب الموجود في النادي، والذي تم إنشاؤه عام 1905.
وفي عام 1914 استضاف الملعب أول مباراة وظهور رسمي للمنتخب البرازيلي، عندما لعب أمام فريق أكستر سيتي الإنجليزي ودياً، كما أن المنتخب البرازيلي لم يخسر أي مباراة، عندما يلعب على ستاد لارانجيراس، فقد حقق أربعة ألقاب في تاريخه على هذا الملعب، ومنذ ذلك التاريخ تناقصت السعة الاستيعابية للملعب تدريجياً، حيث كانت المدرجات تستوعب قرابة 32 ألف متفرج، ولكنها وصلت حالياً إلى 8000 متفرج، ولا يخوض فلومينيزي مبارياته الرسمية على هذا الملعب، حيث إنه مثل معظم فرق ريو دي جانيرو يلعب مبارياته على ستاد ماراكانا التاريخي الشهير.
(ريو دي جانيرو - الاتحاد)
أحرز 184 هدفاً
«بريجوينهو الخارق».. بطل في 8 ألعاب!
في مدخل نادي فلومينيزي يوجد ذلك التمثال، مكتوب عليه بالبرتغالية، وعند السؤال عن المكتوب تأتي الإجابة أنها تثمن الدور التاريخي للرياضي الخارق، والأكثر كمالاً في تاريخ البرازيل، بل وربما على مستوى العالم، هو جواو كويلهو نيتو والشهير ببريجوينهو فهو ابن الروائي البرازيلي الشهير كويلهو نيتو، ولد عام 1905 وتوفي عام 1979، ويعتبر أعظم لاعب في تاريخ نادي فلومينيزي، وهو يلعب في مركز الهجوم، وسجل للنادي 184 هدفاً، وقد لا يكون معروفاً على نطاق واسع عالمياً، ولكنه في البرازيل يلقب بالرياضي الخارق، فقد فاز ببطولات عديدة في ثمانية ألعاب مختلفة، ألعاب القوى وكرة السلة والهوكي والسباحة والغطس وكرة الطائرة وكرة الماء، إضافة إلى كرة القدم بالطبع، وكل هذه الألعاب لم يكن يمارسها وحسب، ولكنه كان متميزاً فيها جميعها، ويحقق فيها الألقاب والبطولات، وهذا ما جعله يعتبر الرياضي الأكثر كمالاً في تاريخ الرياضة البرازيلية.
وكان بريجوينهو قائداً لمنتخب البرازيل في النسخة الأولى لكأس العالم التي أقيمت في أوروجواي عام 1930، كما أنه سجل أول هدف في تاريخ مشاركات البرازيل في كأس العالم، وكان ذلك في مرمى يوغوسلافيا، وحسب الروايات التاريخية فإن بريجوينهو لم يقبل أن يتقاضى أي أموال عندما كان يرتدي قميص نادي فلومينيزي، حتى بعدما تحولت كرة القدم إلى عالم الاحتراف عام 1933.
(ريو دي جانيرو - الاتحاد)
«الفلا - فلو»..
«الديربي الأشرس» في البرازيل
في عام 1911 انشقت مجموعة من لاعبي فلومينيزي تقدر بتسعة أشخاص عن النادي بعد خلافات مع الإدارة، وقرروا الانضمام إلى فلامنجو لأن بورجيس والذي كان هو قائد المجموعة المنشقة كان ضمن فريق التجديف في فلامنجو، وتم قبول الأعضاء الجدد في عام 1911، وكانت هناك تحركات في داخل نادي فلامنجو للتجديف ضد إشهار لعبة كرة القدم ولكنها لم تنجح وفي الرابع والعشرين من ديسمبر 1911 تم تأسيس أول فريق كرة قدم في نادي فلامنجو رسمياً، ومنذ ذلك التاريخ بدأت حلقة العداء الأشهر بين الناديين، وأصبحت مباراة الفريقين والتي تعرف باسم «الفلا - فلو»، هي «الديربي» الأشهر والأكثر شراسة بين الأندية البرازيلية، وتشهد الحضور الجماهيري الأكبر حيث تقام في ستاد ماراكانا الملعب الذي تقام عليه مباريات الفريقين.
وحضر مباراة الفريقين في نهائي كأس الكاريوكا عام 1964 والتي أقيمت في ستاد ماراكانا أكثر من 194 ألف متفرج، وتعتبر هذه المباراة هي الأكثر حضوراً جماهيرياً على مستوى الأندية في العالم.
(ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
