الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لو تأهل «التانجو» بـ «الترجيح» لضاعت هيبة الأرجنتين!

لو تأهل «التانجو» بـ «الترجيح» لضاعت هيبة الأرجنتين!
3 يوليو 2014 01:17
كشفت النسخة الحالية من مونديال 2014 عن مولد أكثر من موهبة كروية جديدة، لعل أبرزها الكولومبي رودريجيز والبلجيكي هازارد، وهما من العناصر التي أكدت براعتها في أرض الملعب سواء في السيطرة على الملعب، أو في قيادة منتخبي بلديهما حتى الآن بنجاح كبير والتأهل لدور الثمانية «ربع النهائي» في الحدث العالمي الكبير. وحتى الآن، هناك ملاحظات سلبية كبيرة على أكثر من منتخب، ومنهم البرازيلي والهولندي والفرنسي والأرجنتيني وحتى الألماني، وما يحدث من مستويات في كأس العالم الحالية ربما كان متوقعا من المتابعين للمنتخبات عن قرب، لكنه ليس بمتوقع أن نشاهد هذا التراجع في المستويات الفنية لعدد كبير من المنتخبات التاريخية. ونبدأ تحليلنا بآخر مباراة لمنتخب الأرجنتيني، والتي انتهت بفوز صعب على سويسرا بهدف نظيف، وفيها أرى أن الثنائي دي ماريا وميسي هما من صنعا وتأهلا بمنتخب الأرجنتين إلى دور الثمانية، حيث قدما مباراة جيدة، ولكن «التانجو» تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام التي تجعلني أعيش في قلق كبير عليهم، خاصة وأنهم يلتقون في الدور المقبل مع منتخب قوي وهو البلجيكي الذي يتواجد بين صفوفه واحد من اللاعبين أصحاب الموهبة الجيدة وهو هازارد، الذي قاد منتخب بلاده إلى التأهل بالتفوق على المنتخب الأميركي عن جدارة واستحقاق. ولا يغفل على الجميع أن سويسرا بارعة للغاية في صناعة الساعات، وفي نفس الوقت هي ضعيفة في صناعة المهاجمين، لكن الأرجنتين الأقدر والأكفأ في صناعة اللاعبين، والمستويات بالطبع تميل كثيرا لبلاد «التانجو»، ولكن شعوري بالقلق على منتخب بلادي كبير للغاية، في ظل حالات التردد المختلفة الموجودة في خط الوسط، إضافة إلى عدم ظهور عدد من اللاعبين بما هو متوقع منهم، وشاهدت كثيرا كيف كان ميسي يعاني من عدم وجود التعاون المطلوب بينه وبين اللاعبين، والتفاهم كان واضحا فقط بين ميسي ودي ماريا لذلك فهما من صنعا الانتصار في النهاية في وقت قاتل. والأخطاء الواضحة في خط وسط الأرجنتين منحت المنافس السويسري الفرصة لكي يتجول ويهاجم مرمى الأرجنتين، وكادوا أن يخطفوا المباراة في أوقات مختلفة من المباراة، وأؤكد أن منتخب الأرجنتين به عناصر من الممكن أن تتألق في المونديال، وأن تنطلق كثيرا للأمام والفوز باللقب، لكنهم لم يقدموا كل ما لديهم من عرق في أرض الملعب، وهذه رسالة لابد أن أقوم بتوجيهها إلى سابيلا مدرب «التانجو» بأن يعلم كيف يوظف ويستفيد من قدرات لاعبيه، وعندما قلت أنه يجب أن يلعب دي ماريا في الطرف الأيمن من الملعب كان كلامي محقاً وصحيحاً، حيث قدم اللاعب مباراة جيدة وسجل هدف الإنقاذ، وكان الأخطر على مرمى المنتخب السويسري، وصحيح أنني منذ وقت طويل تركت مشاهدة منتخب التانجو، لكنني أعلم مستويات اللاعبين، والأداء الذي يصل إلى حد البطء في الكثير من الأوقات هذه أزمة لاعبين وأفكار مدرب على أرض الواقع. وأقولها بصراحة شديدة أن هيبة الكرة الأرجنتينية كانت ستضيع لو حقق «التانجو» التأهل بركلات الترجيح، وهذا ليس تقليلا من المنافس، ولكن لأن الفوارق الكروية كبيرة ومتنوعة بين البلدين، وبالتالي أن نصل إلى هذا المستوى ونتأهل لدور الثمانية «لو تمت» بركلات الترجيح فإن هيبة هذا المنتخب اللاتيني القوي كانت ستضيع، ولكن تمريرة ميسي وهدف دي ماريا أنقذ هذه الهيبة، ويجب الاعتراف رغم كل ذلك أن «التانجو» لم يقدم المطلوب أمام البوسنة والهرسك ونيجيريا وإيران وأيضا في المباراة الأخيرة ضد سويسرا. وهناك عدة تساؤلات لابد أن أطرحها قبل لقاء بلجيكا ومنها، لماذا لا توجد تحركات إيجابية وقوية للهجوم الأرجنتيني، وترك ميسي بهذا الشكل، وما حدث للتانجو أمام سويسرا، إذا وقع في مباراة بلجيكا المقبلة، فإن الأمور سوف تتغير تماماً، نظرا لقوة البلجيكيين في مناطق مختلفة بأرض الملعب، فهو فريق صلب في أرض الملعب، حيث يمتلك خط دفاع ذات أطوال عالية ومستويات قوية، ويتحكمون جيدا في الوسط والهجوم بوجود هازارد. الشوط الثالث بداية ألمانية جديدة.. ورايس أعجبني كثيراً عندما تابعت مباراة الجزائر مع ألمانيا، كانت هناك نقطة مهمة للغاية لابد من التركيز عليها، وهي عنصر اللياقة البدنية، ففي الشوط الثالث، وهو الوقت المستقطع الأول شعرت أن الألمان يبدأون المباراة، وهذا الإحساس والمقرون بالأمر الواقع جعل المباراة تذهب في النهاية لصالحهم، مع كل التقدير لما قدمه المنتخب الجزائري الذي شل حركة المنتخب الألماني في أوقات كثيرة من المباراة، لكن أعتقد أن عامل اللياقة البدنية هو الذي حسم المواجهة في النهاية، وحزنت كثيراً عندما شاهدت لاعبي المنتخب الجزائري لا يستطيعون الحفاظ أو السيطرة على الكرة في الأوقات الصعبة من اللقاء، وظهر ذلك على وجوه اللاعبين وفي تحركاتهم. وأعجبني جداً حارس مرمى الجزائر رايس مبولحي، والذي تصدى لعدد كبير من الفرص التي كانت كفيلة بإنهاء المباراة في الوقت الأصلي، والهدف الجزائري جاء في توقيت صعب وقاتل خصوصاً بعد اطمئنان الألمان أن المباراة ذهبت إليهم بعد التقدم بهدفين. وعن مباراة فرنسا ونيجيريا نقول: «ليس من الصعب التفوق على الفرنسي، ولكن المنتخب النيجيري لم يقدم ما يستحق عليه الفوز، ونجح الفرنسيون في استغلال الثغرات المتنوعة في المنتخب الأفريقي، الذي لم يفدم نفسه بالشكل المناسب». (دبي- الاتحاد) سيزار يواصل التألق وحزين لوداع تشيلي البرازيل «غير مقنع» وإذا لم يستيقظ فالسقوط ينتظره! لم يظهر منتخب البرازيل بما يقدمه من أداء حتى الآن على أنه فريق يرغب في الفوز بكأس العالم، خاصة فيما قدمه الفريق أمام تشيلي، ولا أعتبر الفوز الذي حققه البرازيليون بركلات الترجيح فوزا مقنعا على تشيلي، فقد ظهرت المعاناة الكبيرة للبرازيل خاصة في خط وسطهم، والمشكلة التي أراها في البرازيل أنهم يبحثوت عن نيمار لكي يقوموا بتوصيله الكرة، وظهر لاعبو البرازيل في الشوط الثاني وكأنهم يريدون أن تنتهي المباراة بالوصول إلى ركلات الترجيح. وأرى أن تشيلي كانت رحيمة للغاية على البرازيليين في المباراة التي لو كانت قد انتهت بهزيمة أصحاب الأرض لكانت كابوسا مزعجا للغاية في البطولة، ولكن على المنتخب البرازيلي حاليا أن يستيقظ من غفوته، خاصة أنه من وجهة نظري تمت كتابة حياة جديدة لهم بعد مباراة تشيلي، ولابد أن يلعب البرازيليون بشيء من الثقة والتركيز، وعناية في أرجاء الملعب كافة. ولم أحاول رؤية ضربات الترجيح، لأنها جاءت غير عادلة في سير أحداث المباراة، حيث كانت نسبة السيطرة طوال الـ120 دقيقة لصالح تشيلي، كما أن فرص التهديف القوية كانت من جانب تشيلي وظهر عطش التشيلي للانتصار لكنه لم يتحقق. وظهرت حالة التشتت في صفوف البرازيل بدليل أنهم كانوا يتعاملون مع بعض الكرات بتطفيشها بعيدا عن مرماهم، ونسبة فقدانهم، وشعرت أن لاعبي البرازيل وكأن حال لسانهم يقول: «لو سمحتوا ارحمونا». وكان حارس مرمى البرازيلي جوليو سيزار متألقا كعادته في التصدي للكثير من الهجمات، وأقول إذا استمرت البرازيل على ما هو عليه، فإن السقوط سيكون قادما لا محالة في المباراة المقبلة أمام كولومبيا. (دبي- الاتحاد) الكولومبي رودريجيز «فاكهة جميلة» تخطف الأضواء من ميسي ونيمار هناك ظاهرة رائعة في المونديال الحالي وتتمثل في اللاعب الكولومبي رودريجيز، وأعتبره واحدا من أحسن اللاعبين في المونديال، فهو الصورة الأفضل بين اللاعبين لما يقدمه من مستويات وأهداف رائعة وقيادته لمنتخب بلاده وسعيه نحو تحقيق الحلم الكولومبي، وهو «ترمومتر» خاص بالمنتخب في تنظيم التوقيت والانطلاقات والتحركات، وهو لاعب يقدم كرة ممتعة، ولا يتطاول بالضرب أو بالتعدي على أي لاعب، فهو ممتع للغاية في أرض الملعب، ولا أجده يخشى أي منافسين حيث يتحرك في الملعب بحرية وثقة وتفان كبير في نفس الوقت، وهو لاعب بطعم الفاكهة الجميلة ويستحق مقالة مستقلة، لأنه هو من يعطي أوقات المتعة الهجومية للفريق، ويستحوذ على الكرة ويسدد ويسجل ويصنع كل ما هو جميل في الملعب. وأعتقد أن ظهور هذا اللاعب سيخطف الأنظار بقوة من ميسي ونيمار كونه موهبة كروية جميلة، ولا يمكن إغفال المتعة والحلاوة الموجودة في أداء المنتخب الكولومبي، حيث أرى أنهم متعطشون لتحقيق مجد كروي، حيث يمتلكون لياقة عالية وسرعة فائقة، وكولومبيا لديها لعب جمالي، مرن، قوي، يمتلكون الكرة، والهدف الأول الذي هز به رودريجيز شباك أوروجواي أعتبره واحدا من أفضل الأهداف بالمونديال، حيث كان واضحا أن اللاعب يستقبل الكرة بشكل رائع ثم يصوبها بيسراه بطريقة أروع، والهدف الثاني يدل على ان الفريق مُدرب على أعلى مستوى. (دبي- الاتحاد) روبين حفظ ماء وجه الهولنديين لم تظهر أي أفكار جديدة على الهولنديين، وهو يلتقون المنتخب المكسيكي، ولولا روبين لتعرض هذا المنتخب للخطر المكسيكي الكبير، حيث نجح روبين في حفظ ماء وجه المنتخب البرتقالي، والأداء الهولندي الحالي اختلف كثيراً عما كان عليه الحال في بداية المونديال، حيث من شاهدهم أمام إسبانيا في أول مباراة يقول إنه منتخب صعب التفوق عليه، ولكن مباراة بعد الأخرى بدأت السلبيات تظهر في الفريق، حتى وصل إلى لقاء المكسيك يائساً، وكان في مقدور المنتخب المكسيكي الإطاحة بهم في الدقائق الـ8 الأخيرة من اللقاء، وكان من العدل أن تتأهل المكسيك، التي قدمت مستويات أراها رائعة من وجهة نظري، ولكن بعض الأخطاء البسيطة للمكسيكيين، خاصة في التمركز جعلتهم يبتعدون عن الأدوار التالية في البرازيل. (دبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©