بن جونسون «أسطورة السرعة» يسقط في الهاوية

أبوظبي (الاتحاد)- جاءت واقعة اكتشاف تعاطي العداء الكندي الشهير بن جونسون لمواد منشطة في أولمبياد 1988 لتكون بمثابة البداية التي جذبت أنظار وانتباه الملايين حول العالم لملف المنشطات، وتأثيرها على الرياضيين المحترفين، وجاء تجريم تعاطي المنشطات، لأسباب تتعلق بحماية مبدأ اللعب النظيف والتنافس الرياضي الشريف، لكي لا يكون هناك رياضي يستخدم المنشطات ليرفع من درجة قوته على حساب القدرات البشرية الطبيعية، كما جاء تجريمها حماية للرياضيين أنفسهم، خاصة أن هناك وقائع تتعلق بوفاة عدد من الرياضيين على المستوى العالمي إثر تناول جرعات عالية من المواد المنشطة. ويختلط الأمر على البعض، وتتداخل المنشطات مع المخدارت، فالأولى يتناولها البعض بهدف تنمية الأداء البدني، ورفع معدلاته، أما الثانية فيتم تناولها اعتقاداً بأنها تحسن الحالة المزاجية للشخص، أو تجعله يبتعد ذهنياً عن الواقع الذي يعيشه، وقد تورط رياضيون مشاهير في الوقوع في فخ المنشطات والمخدرات، وكلاهما يتم الكشف عنه عن طريق الفحوصات الطبية، ويتم إيقاف اللاعب في حال ثبت تناوله أي من المواد المنشطة أو المخدرة. ولم يكن السباح الأميركي الشهير مايكل فيلبس صاحب الرصيد القياسي من الميداليات الذهبية في تاريخ الدورات الأولمبية البطل الأول الذي يقع في مستنقع المخدرات ويبدو أنه لن يكون الأخير، فالقائمة السوداء تشمل أسماء شهيرة سجلت السبق في السقوط بهذا الفخ، رغم ما يمتلكونه من مواهب وقدرات خارقة وضعتهم في صدارة المشهد الرياضي العالمي، ويأتي على رأس هؤلاء مشاهير كرة القدم مثل اللاعب الإنجليزي المعتزل بول جاسكوين، واللاعب الروماني أدريان موتو. وفي عالم ألعاب القوى تبرز أسماء اختلط لديها مشهد المجد الرياضي بالسقوط في «الفخ»، مثل بن جونسون، وماريون جونز، ولينفورد كريستي، كما نال ثوب اللعبة البيضاء «التنس»، بقعة سوداء على يد مارتينا هينجز التي أثبتت الفحوصات تناولها للكوكايين. وعلى الرغم من أن غالبية هؤلاء النجوم أبدوا ندمهم الشديد وقدموا الاعتذارات الرسمية، إلا أن دموع الندم تحولت إلى دموع العار وفق التعبير الدارج في صحافة الغرب حينما تعيد فتح هذا الملف مع كل قضية جديدة من هذا النوع. ومن أشهر الأسماء قاطبة، بن جونسون الملقب بـ «أسطورة السرعة»، ففي عام 1987 تغلب العداء الأميركي الشهير كارل لويس على نظيره الكندي بن جونسون في بطولة العالم، وقرر أنه لن يخسر أبداً بعد ذلك أمام بن جونسون. وبعد عام وفي سباق نهائي 100 متر في أولمبياد 1988 خسر لويس في مواجهة جونسون الذي حقق رقماً قياسياً جديداً أثار اهتمام العالم، إلى الحد الذي جعل الملايين حول العالم يهتمون بهذا السباق على وجه التحديد، ويترقبونه في كافة بطولات العالم والدورات الأولمبية، وذلك بفضل تألق هذا العداء الذي كان البعض يعتقد أنه موهوب بالفطرة، ولكن المشكلة أنه كان تحت تأثير تعاطي المنشطات التي اكتشفت بعد ثلاثة أيام من حصوله على الذهبية، وقد تم التشهير به وقتها وحرمانه من الاحتفال بهذا المجد الأولمبي بعد تجريده من تلك الميدالية.