الهامور اسم نوع من الأسماك المشهورة في مياه الخليج العربي، والتي لا يزال اسمها محفوظاً في الذاكرة الشعبية التراثية عند أهل الخليج العربي، وقد استعار أهل البحر في الإمارات - ودول الخليج العربي - من سمكة الهامور بعض الصفات وأطلقوها على بعض الناس، فيقولون عن فلان هو: 'هامور' فإن كانوا جماعة قالوا هؤلاء 'هوامير' وهذا الأسلوب شائع عند العرب في لغتهم منذ القدم·
وعن أماكن عيش سمكة الهامور، فهي سمكة تعيش في كل مكان من البحر، كالأماكن الضحلة القريبة من السواحل، والأماكن العميقة بين الشعاب المرجانية·أما عن الأماكن العميقة فتعيش سمكة الهامور بين الشعاب المرجانية والصخور الضخمة وفي أماكن الغوص على محار اللؤلؤ والمعروفة باسم 'الهير' وجمعها 'الهيرات'·
ومن عجائب سمكة الهامور أنها سمكة تتحمل الظروف البيئية القاسية، كارتفاع درجة حرارة المياه الضحلة أو البرودة الشديدة، عند انخفاض درجة الحرارة، وفي حين ما تهلك بعض الأسماك الأخرى عند تكدر صفاء ماء البحر، وقلة الأوكسجين الضروري لحياة الأسماك، فإن أسماك الهامور تبقى حية فترات طويلة، وإذا ما قام صياد باصطياد سمكة هامور، وأخرجها من الماء فإنها تبقى على قيد الحياة لمدة تصل الى الساعة حتى الساعة والنصف ساعة، وذلك في الظروف الطبيعية·
أما عن صفات سمكة الهامور فيذكر البحار بأنها سمكة لا تشبع من تناول الطعام، إذ تتسع معدتها بأن تتناول نصف حجمها، وبإمكانها أن تتقيأ ما تتناوله إذا ما أرادت أن تتناول وجبة أخرى، ويتمز فم سمكة الهامور بأنه كبير وضخم، وبإمكان أسماك الهامور أن تبني بيوتها بمفردها من خلال حفر الرمل بين الصخور وأسفلها، وهناك ظاهرة نادرة تقوم بها سمكة الهامور، ومحظوظ من يراها، ألا وهي أنها إذا ما أرادت أن تفرغ الغازات التي داخل جسمها فإنها تقوم بقلب نفسها على صفحة الماء فتكون في شبه غيبوبة، ويمكن في تلك الاثناء الإمساك بها بسهولة، واصطيادها دون عناء، ومع ذلك فإن أسماك الهامور في كل الحالات يمكن اصطيادها بكل أساليب ووسائل الصيد المختلفة من تقليدية وحديثة، وهذا ما يفسر تواجدها المستمر في سوق السمك·
ومما سبق يتبين لنا أن سمكة الهامور سمكة قوية تتحمل الظروف القاسية ومتوحشة تعتدي على الأسماك الصغيرة وطماعة جشعة فهي سمكة لا تشبع، وسهلة الصيد، ما يفسر وجودها بكثرة في أسواق الأسماك، وتصدرها قائمات الطعام في المطاعم·
وبما أن سمكة الهامور قد جمعت الأضداد من محامد ومساوئ في صفاتها، بات طبيعياً أن يختلف الناس في استخدامهم لاسم السمكة عند وصفهم الناس بها، فهي تطلق أحياناً على الأعيان وكبار القوم، وأحياناً تطلق على الأثرياء، وفي احيان أخرى تطلق على التجار الجشعين، أو تطلق على المدراء والمسؤولين، ويروي البعض أنها تطلق على الإنسان الذكي والداهية وأيضا على البليد والأحمق إلى غير ذلك من الروايات والتي ذكرنا أهمها·
وهكذا فإنه بات من الصعب تحديد المعنى الدقيق الذي أريد به إطلاق لفظ 'الهامور' على الفرد ولفظ 'الهوامير' على الجماعة ولعله يمكن معرفة ذلك من خلال المناسبة والظروف والسياق التي قيلت فيها الكلمة·
منصور محمد المهيري
عدد اليوم
