الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ماجد ناصر جانٍ أم مجني عليه؟

ماجد ناصر جانٍ أم مجني عليه؟
16 يونيو 2012
أمين الدوبلي، محمد سيد أحمد (أبوظبي) – أصبحت أخطاء ومخالفات الحارس الوصلاوي الدولي ماجد ناصر وخروجه عن النص ظاهرة تستحق البحث والدراسة، لأنه ما إن يخرج من مشكلة، إلا ويجد نفسه في واحدة أخرى تليها نتيجة لخروجه عن المألوف ووقوعه في مخالفات تستوجب إيقافه لفترات طويلة، وإلحاق الضرر المباشر بناديه سواء بغيابه عن المشاركة، وهو الحارس الأفضل في النادي، أو من خلال تعرضه للطرد في المباراة نفسها. أما عن سجل ماجد مع الخروج عن المألوف فهو يتضمن الاعتداء على الحكم المساعد سعيد الحوطي قبل 5 سنوات، مما استوجب إيقافه لفترة دور كامل من الدوري، وبعدها وفي الموسم المنقضي عاد ماجد ليشتبك مع مدرب الأهلي كيكي فلوريس ليتعرض للإيقاف 17 مباراة، وفي الواقعة الأخيرة مع لاعب المحرق البحريني، والتي كان ماجد يشارك فيها خليجيا وهو محروم من المشاركة محليا لم يتمالك نفسه عند الانفعال أيضا، وقام بواقعته الشهيرة التي تسببت في نفاد صبر ناديه الذي عاقبه بالإيقاف لمدة عام كامل. وحقيقة الأمر أن كل المنتمين للساحة الرياضية يشعرون بالحزن على هذا الحارس العملاق لأنه موهبة رائعة، وكفاءة لا تتكرر كثيرا في ملاعبنا، حيث إنه ساهم بوضوح في فوز فريقه (الوصل) بأكثر من بطولة، كما ساهم بشكل فعال في فوز منتخبنا الوطني بلقب «خليجي 18». في نفس الوقت، وبينما كان الوصل قريبا جدا من التتويج بلقب أندية التعاون الخليجي عقب فوزه في البحرين على المحرق بثلاثة أهداف لهدف واحد، كان طرد ماجد في بداية لقاء العودة بدبي، نقطة التحول في المباراة التي كانت غريبة في أحداثها، ومسارها ونتيجتها، ومجافية لكل التوقعات. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ظاهرة أخطاء ماجد المتكررة هو «هل ماجد جانٍ أم مجني عليه؟».. هل هو متهم أم أنه يحتاج إلى الوقوف معه من أجل إخراجه سالما من هذه المرحلة العصيبة من مسيرته الكروية؟، وهل تلك التصرفات المتكررة طبيعية وصادرة عنه وهو متوازن نفسيا أم أنه كان تحت تأثير بعض الضغوط؟ .. كلها أسئلة تطرح نفسها من منطلق الحرص على ماجد والبحث عن مصلحته أكثر من أنها انتقاد لسلوكياته. في هذا التحقيق سوف نأخذ رأي الاستشاريين النفسيين في ظاهرة مخالفات ماجد، وللعلم فإن الكثير من نجوم الكرة السابقين على المستوى العالمي وقعوا في مثل هذه المخالفات، وكان بعضها خارج الملعب مثل البريطاني الدولي بول جاسكوين، وفي غير الكرة، وقع فيها الملاكم الأميركي الشهير تايسون عندما قضم أذن منافسه هوليفيلد في إحدى المباريات الشهيرة. إنها مشكلة تستحق الرصد من أجل البحث عن حلول لها، وليس من أجل توجيه سهام النقد لحارس كبير نحترمه ونتمنى له التوفيق في مسيرته الرياضية، ونشعر في الكثير من الأحيان بطيبة قلبه عندما يتحدث في وسائل الإعلام بعد وقوعه في كل خطأ. في البداية يؤكد الدكتور ناصر العامري استشاري علم النفس الرياضي أنه لا يجب أن نقسو على ماجد ناصر في المطالبة بالمزيد من العقوبات عليه، لأنه يحتاج في هذه المرحلة لمن يقف معه ويساعده أكثر ممن يهاجمه، مشيرا إلى أنه على ثقة كاملة بأن ماجد أكثر الناس حزنا في هذه اللحظة، فهو يشعر بالذنب للتسبب في ضياع بطولة مهمة على ناديه، في نفس الوقت الذي يعاقب فيه من ناديه بعد عقابه من اتحاد الكرة. وقال: في حقيقة الأمر وفي علم النفس هناك برنامج يسمى (إدارة الغضب) وقد قمت بتدريس هذا البرنامج للاعبي الجزيرة على مدار عام ونصف قضيته معهم وكان له تأثير إيجابي كبير على سلوكياتهم، وهو برنامج يعلم اللاعبين كيف يتصرفون أثناء الغضب والتوتر والانفعال دون الوقوع في أخطاء تكلفهم الكثير، وفي تقديري فإن ماجد ناصر تعرض لضغط كبير قبل المباراة عندما سلطت عليه كل الأضواء واعتبروه مسؤولا عن نتيجة اللقاء، في نفس الوقت الذي استدعي فيه من الإيقاف، وكلها أمور وضعته تحت ضغوط، وربما تكون هناك ضغوط أخرى على اللعب لا يعلمها أحد إلا هو، فضلا عن تصريحات إداري الوصل التي يجب أن توضع في الاعتبار حينما قال إن لاعبي المحرق البحريني كانت لديهم توجيهات بالضغط علي ماجد لإخراجه عن شعوره على خلفية علمهم بعدم تمالكه لنفسه عند الانفعال. وتابع: هذا الكلام لا يعفي ماجد من الخطأ، فهو مخطئ لا محال، ولكنه يحتاج إلى إعداد نفسي، وتدخل من الاستشاريين النفسيين لتخفيف الضغوط عليه، لأنني أخشى عليه من حالة الضغط الشديد التي يتعرض لها الآن من الجميع، وأقول إن ماجد يحتاج إلى أخصائي نفسي اليوم قبل الغد، والآن وليس بعد ساعة، ليس من منطلق أنه مريض نفسيا، ولكن من منطلق أن كل إنسان منا يحتاج إلى العرض على الأخصائي النفسي من آن لآخر. وقال العامري: أنا مستعد للتعامل مع حالة ماجد ناصر لأنني أحبه، ولكن أحدا لم يستدعني سواء من النادي أو ماجد نفسه، وأظن أن ماجد يحتاج لعدة جلسات محدودة للتعرف على أسباب انفعالاته، وسوف يكون حلها بسيطا، وكان من الواجب أن يتم التعامل معه على هذا النحو منذ مخالفته الأولى مع الحكم سعيد الحوطي، وهذا ليس أمرا جديدا على الرياضيين فالأخصائي النفسي يرافق كل الفرق الكبرى في العالم، ووجوده أصبح ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، وأحذر من كثرة الضغط على ماجد بتوجيه السهام له من كافة الاتجاهات. جمال موسى: العقاب وحده ليس العلاج أبوظبي (الاتحاد) – يقول الدكتور جمال موسى استشاري الطب النفسي إن تكرار وقوع أي لاعب في المخالفات السلوكية التي تكلفه وفريقه الكثير دليل على عدم التحكم في «الاندفاعية»، وإن الرياضي بشكل عام يكون في العادة تحت الضغوط، ولابد من ترشيد سلوكياته في التعامل مع تلك الضغوط بإيجابية، وفي حالة ماجد ناصر لابد من التحدث معه قبل تشخيص أي شيء، لأن الاستماع له مهم للغاية، وأنا أقول إن العقوبات ليست هي العلاج الوحيد في حالة ماجد ناصر ما دامت أخطاؤه متكررة. أضاف: لابد للاعب والنادي أن يقتنعا في الاساس بوجود مشكلة، ولابد من علاجها، ويجب أيضا أن يعلم الجميع أن العرض على الطبيب النفسي ليس معناه وجود مشكلة نفسية عند اللاعب، لأن الذهاب للطبيب النفسي مرتبط عند الأسر والعائلات في الشرق بأن الشخص الذي يخضع للعلاج النفسي غير متوازن نفسيا، أو لديه مشكلات نفسية، وأنا أقول إن كل إنسان منا في الكثير من الأحيان يكون بحاجة لأخصائي نفسي، يستمع إليه، ويحلل له تصرفاته وانفعالاته خصوصا حينما يكون تحت الضغط وللعلم فإن هذه الحالة متكررة كثيرا سواء في مجال الرياضة أو غيرها، وقد يكون علاجها بسيطاً جدا، ففي بعض الأحيان يوصي الأطباء الإنسان العادي عندما يواجه مشكلة ويغضب في عمله بأن يطوي ورقه عدة طيات، ويضغط عليها بقوة، ثم يرميها في سلة المهملات. أضاف: مشكلة عدم التحكم في الانفعالات متكررة عند الكثيرين، وفيها يتمادى البعض ويكون غضبه بلا حدود، وبالعرض على الطب النفسي يمكن علاج مثل هذه المشكلات والقضاء عليها بالتدريب، والمشكلات النفسية للعلم لها تدريب يمكن أن يحد من كافة المشكلات بالتدريب والإعداد النفسي. يرى أن اللاعب تسبب في رحيل مجلس إدارة ناديه فهد علي: الحارس بلغ مرحلة «اللا عودة» أبوظبي (الاتحاد) ـ أكد فهد علي اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي الحالي أن ماجد ناصر حارس الوصل وصل إلى مرحلة «اللا عودة» بعد تكرر اعتداءاته في الملاعب، وما شهده النهائي الخليجي الأخير ليفقد فريقه بطولة ثم انسحبت تداعيات هذا الفعل إلى استقالة مجلس إدارة النادي الذي أكد أنه كان الخاسر الأكبر من تصرفات اللاعب في الفترات الماضية وبالذات في الموسم الحالي، حيث لم تمض 4 أشهر على اعتدائه على مدرب الأهلي، الإسباني كيكي قبل أن يأتي بالحادث الأخير وربما يمتد الأثر لتغييرات أشمل في الفريق على صعيد الإدارة الفنية واللاعبين. وقال فهد علي: لقد انتقدت ماجد ناصر بعد حادث كيكي ووجدت انتقادات شديدة من بعض محبي الوصل، والآن الكل يتفق فيما ذهبت إليه حينها، وقد تكررت أخطاء اللاعب وتداعياتها أكبر من مجرد طرد في مباراة أو حتى خسارة البطولة، والحديث الآن عن تبرع اللاعب بمبالغ مالية لبعض الجمعيات الخيرية أو أنه مريض نفسي أعتقد أنه مجرد «ضحك على الذقون» وهو عذر أقبح من ذنب، ومن السهل دائما وضع الأعذار لكن هذه المرة يجب أن يتحمل ماجد المسؤولية كاملة حتى يكون عبرة لغيره من اللاعبين خاصة أنه من المفترض أن يكون لاعباً قدوة وموجهاً وناصحاً لبقية اللاعبين بحكم خبرته وتاريخه وليس العكس. وأضاف فهد علي: كثر الحديث بعد كل حادث لماجد أنه لاعب طيب وعلى خلق جيد خارج الملعب، لذلك فإنني أنصحه بالابتعاد عن كرة القدم لأنه يأتي عبرها بأفعال لا يقوم بها في حياته العادية التي تعتبر مثالية، لذا فالأفضل له الانصراف إلى ممارسة شيء آخر يتوافق مع طبيعته الهادئة وحتى لا نشاهد منه حادثا جديدا على الصعيد القاري في المستقبل بعد أن تكررت اعتداءاته محليا وخليجيا، وأنا كمشاهد دائما يهمني اللاعب داخل الملعب من حيث السلوك الرياضي والعطاء، ولأن ماجد لاعب له تاريخ فعليه أن يحافظ على جزء من حب الجمهور له بالاعتزال وألا ينهي هذا التاريخ تماما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©