البيع الاضطراري يعمق مأساة الأسهم

دبي عاطف فتحي:
عمقت عمليات بيع الحسابات المكشوفة لدى المصارف من مأساة الأسهم المحلية التي أنهت أسبوع الأحزان بمرثية حزينة اتسع معها نطاق الخسائر بدرجة غير مسبوقة· وأعرب محللون عن اعتقادهم أن تطورات السوق خلال الأسبوع المنقضي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمور خرجت إلى حد بعيد عن نطاق السيطرة بعد أن كسرت السوق خطا احمر تلو الآخر، وبعد أن خسرت معركة الدفاع عن أكثر من نقطة دعم الأمر الذي أصبحت معه السوق بمثابة كرة ثلج يكبر حجمها وتزداد سرعتها يوما بعد الآخر·
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي خلال جلسة تداول أمس بنسبة 3,85% ليغلق عند مستوى 4,267,64 نقطة· وجرى تداول ما يقارب 220 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1,64 مليار درهم من خلال 14,016 صفقة· وانخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس بنسبة 3,67% ليصل إلى 3277,61 نقطة فيما أغلق مؤشر سوق دبي المالي عند مستوى 464,20 نقطة منخفضاً 3,05%· وخسر سهم إعمار العقارية معركة المستوى 11 درهماً وهوى خلال المعاملات وأضاف مستوى قياسياً منخفضاً جديداً هو 10,40 درهم إلى سجله، وأصبح على بعد خطوات قليلة من قيمته الدفترية التي تقدر بحوالي 9 دراهم·
وقال هيثم عرابي، المدير التنفيذي لمجموعة إدارة الأصول في شركة شعاع كابيتال: إن تدافع المصارف نحو بيع كميات من الأسهم الخاصة بالحسابات المكشوفة أدى إلى زيادة كبيرة في المعروض ومثل ضغطا كبيرا على الأسعار· وأضاف من خلال قراءة نشاط السوق في الأيام الأخيرة تطل علينا حقيقتنا الأولى ايجابية وتتمثل في انه رغم كثرة المعروض إلا أن تنفيذ معاملات بمستويات تفوق المليار ونصف بصورة شبه يومية يعني أن هناك طلبا أيضا من جانب مستثمرين أو محافظ ممن أصبحوا يرون الأسعار مغرية للدخول إلى السوق ومن ثم يمكن القول: إن بعض الجهات بدأت التجميع· أما المؤشر السلبي فهو أن تدافع البنوك للبيع يفتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من التدهور المحتمل خاصة أن استمرار نزول الأسعار سيعني بالضرورة أن شريحة تالية من حسابات تمويل الأسهم ستدخل في نطاق المرحلة الحرجة التي تضطر عندها البنوك إلى البيع بما يعني أن هذا التوجه قد يتواصل·
وعما إذا كان صمت الجهات المعنية سواء حكومية أو خاصة يعني أن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة أو انه لم يعد بيد تلك الأطراف أية حيلة للتأمل مع الموقف المتأزم، قال عرابي: 'من الصعب القول إن الأمور خرجت تماماً عن السيطرة أو انه لم تعد هناك فرصة للتدخل وأنا هنا لا اقصد التدخل المباشر في السوق وإنما من خلال تشجيع مؤسسات وصناديق شبه حكومية أو حتى حكومية على الاستثمار في الأسهم ومن خلال الإسراع بإقرار التعديلات القانونية التي ستسهل إعادة شراء الشركات لأسهمها لأنه يمكن لهذا الأمر إحداث نوع من التوازن في السوق ففي الوقت الذي تعرض فيه المصارف كميات من الأسهم للبيع سيكون هناك طلب معقول من جانب الشركات التي ستعيد شراء 10% من أسهمها وبالتالي يمكن أن يحدث نوع من الاستقرار السعري·
وأضاف عرابي:' في هذه الحالة أيضا فإن رأس المال الذكي المتمثل في صناديق الاستثمار والمحافظ سيتحمس لدخول السوق من جديد، وهو ستشجع للإقدام على تلك الخطوة إذا ما طبقت الحكومة سلسلة اجراءات تحفيزية وإذا ما أعلنت شركات عدة عن نيتها إعادة شراء الأسهم·
وقد خسر المؤشر العام لسوق دبي أمس 14,61 نقطة بنسبة 3,05% ليغلق عند 464,20 نقطة علما بأن أعلى مستوى سجله خلال المعاملات هو 477,68 نقطة وأدنى مستوى هو 455,31 نقطة، وقد تم تداول أسهم 20 شركة واقتصر الارتفاع على أسهم شركتين فقط هما أريج ومزايا بنسبتي 3,23% و 0,55% على الترتيب، في استمرار لمفارقة ارتفاع الأسهم الخليجية المدرجة في دبي لليوم الثاني على التوالي حيث اقتصر الارتفاع أمس الأول على أسهم 3 شركات كويتية وهي مزايا بنسبة 6,02% وجلوبل بنسبة 4,65% والمخازن بنسبة 0,91%· وضمت قائمة الأسهم الأكثر تضرراً في دبي أمس كلا من ارابتك بنسبة 6,86% وجلوبل بنسبة 6,59% واعمار بنسبة 6,58% ودبي الإسلامي بنسبة 5,83% وأملاك بنسبة 5,71%· وعلى صعيد معدلات النشاط استحوذ سهم اعمار على المركز الأول بمعاملات قيمتها 909 ملايين درهم وكان أدنى مستوياته هو 10,40 درهم وأعلى مستوياته هو 11,10 درهم· وحل سهم أملاك ثانياً بمعاملات قيمتها 348,5 مليون درهم وسجل أعلى مستوى هو 7,40 درهم وأدنى مستوى هو 7,09 درهم·
تعليق الصورة: سوق دبي المالي
هيثم عرابي