الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما بعد خسارة الجزيرة... «الطاقة البديلة» سلاح التوقيت الصعب

ما بعد خسارة الجزيرة... «الطاقة البديلة» سلاح التوقيت الصعب
15 أغسطس 2018 00:53

اعتادت كرة الإمارات على أن يكون شهر أغسطس واحداً من الشهور شبه المحرمة لخوض مباريات رسمية، لاسيما وأن حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة لا يساعدان إطلاقاً على إقامة مباراة تتميز بالندية والإثارة.
وأمس الأول، وفي نسبة رطوبة وصلت نحو 80%، أقيمت مباراة الجزيرة والنصر السعودي في دور الـ 32 من البطولة العربية، وانتهت بفوز الفريق السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، في غياب تام للأداء والفنيات التي تليق باسم وسمعة الفريقين الكبيرين.
إقامة المباراة في هذا التوقيت الصعب والمعروفة لدى الجميع، طرح بعض التساؤلات حول الأضرار التي ربما تقع على اللاعب فنياً وبدنياً من اللعب لتسعين دقيقة، وبذل أداء مجهود مضاعف في تلك الأجواء الحارة.
ولا تقتصر أضرار إقامة المباريات في مثل هذا التوقيت على اللاعبين فقط، ولكن على الجماهير أيضاً التي ترفض التواجد في المدرجات بسبب الرطوبة، ويأتي الحضور في مباراة أمس الأول خير دليل على ذلك، حيث لم يتخط الـ 2500 مشجع.
مدرب الجزيرة الهولندي مارسيل كايزر، أكد أن الأجواء الحارة وارتفاع نسبة الرطوبة أثر بشكل كبير على أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وأشار إلى أن المجهود الذي بذله اللاعبون مقدر في ظل تلك الظروف.
وأثنى على أداء الجميع، معرباً عن حزنه للخسارة، مؤكداً رضاه عما قدمه اللاعبون.
واتفق الأوروجوياني كارينو مدرب النصر مع الهولندي مارسيل على تأثير الطقس السيئ على اللاعبين، مؤكداً أن لاعبيه تأثروا كثيراً بالرطوبة، خصوصاً في الشوط الثاني من اللقاء الذي بدا فيه النصر بشكل أقل من الحصة الأولى.
الدكتور بكري فالح المتخصص في الطب الرياضي النفسي، أكد أن خوض اللاعبين للمباريات في مثل هذه الأجواء يؤثر بشكل كبير على الأداء العام له في المباراة نفسها ومستقبلاً، مشيراً إلى أن الأداء السيئ الذي يظهر عليه اللاعب خلال مثل هذه المواجهات، يؤثر على أدائه مستقبلاً، في حين تعزز البداية الفنية الجيدة ثقة اللاعب في الظهور بمستوى جيد في المباريات المستقبلية، إذ تمنحه قدراً من الثقة بالنفس.
وشدد صالح على حتمية تأهيل اللاعبين للتعامل مع أي ظروف خارجة عن إرادة اللاعبين، بمعنى تدريبهم على خوض المواجهات في مثل هذه الظروف من الناحية النفسية والذهنية، التي تعطي للاعب طاقة بديلة تساعده على الظهور بمستوى جيد.
وقال: الطاقة البديلة لن تتوافر إلا من خلال تدريب خاص عن طريق معد نفسي، يجب أن يتواجد في الأجهزة الفنية، فالطبيب النفسي أصبح ضرورة ملحة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
وأضاف: بكل تأكيد التدريبات البدنية والفنية جزء مهم في كرة القدم والرياضة، ولكن التدريبات النفسية ذات أهمية، حيث يتم تأهيل اللاعبين على الروح الإيجابية، والسعي نحو إيجاد الطاقة البديلة التي تساعد على الخروج من المأزق بسهولة ويسر.
وأكد أن الطاقة البديلة تتواجد عند اللاعب من خلال التدريب النفسي والذهني فقط، لا من خلال أية تدريبات أخرى، حيث تتطلب مهارة التعامل مع الضغط النفسي والتواصل العقلي والثقة بالنفس والتركيز على الهدف.
وقال: بكل تأكيد أيضاً هناك تأثيرات سلبية على عضلات اللاعب والجسم بشكل عام، خصوصاً وأن جميع الأندية اعتادت على خوض المعسكرات الإعدادية في أوروبا وأجواء تختلف تماماً عن الأجواء الرطبة، الشيء الذي قد يخلق نوعاً من الخلل في وظائف العضلات، ولكن كما أكدنا يجب التعامل مع مثل هذه التأثيرات بشكل نفسي.
وشدد الدكتور بكري فالح على ضرورة أن تكون هناك فترات راحة لالتقاط الأنفاس في حال إقامة المباريات في مثل هذه التوقيتات، حتى لا يصاب الجسم بصدمة عضلية، أو يتعرض لإصابات مفاجئة.

مصطفى الديب (أبوظبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©