الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد النساي: كنا نرضى بالقليل وأجيال اليوم مريضة بالإسراف

محمد النساي: كنا نرضى بالقليل وأجيال اليوم مريضة بالإسراف
3 يوليو 2014 00:53
ياسين سالم (دبا الحصن) العودة إلى الماضي مع كبار السن تحمل الكثير من الذكريات الجميلة وبالأخص خلال شهر رمضان، فرغم شظف العيش في تلك الفترة، إلا أن الناس صبروا من أجل لقمة العيش الكريم وظلت النفوس الأبية تكدح وهي على قناعة تامة ورضا بما قسم الله وكتب من رزق، بل إن هذا الجيل فخور بماضيه ويحن إليه، ومن هؤلاء محمد بن راشد النساي الحمودي الذي يعتبر الماضي أساس من يعتز بوطنه وتراب أرضه وللنساي الذي تجاوز العقد السابع من العمر ذكريات لا يمكن محوها. رؤية الهلال ويقول: أبرزها مظاهر استقبال شهر رمضان الكريم فمع آخر يوم من شعبان تتجه الأنظار إلى الهلال والإعلان عن دخول شهر الخير ويعم الفرح، ففي دبا على سبيل المثال كنا نسكن مناطق متقاربة والأحياء السكنية متجاورة والبساطة هي عنوان ذلك الزمان فخبر الصيام ينتقل بسرعة، وتستعد في أول يوم لأداء صلاة التراويح وتتبادل التهاني بقدوم شهر الرحمة أما السحور، فعبارة عن تمر أو رطب مع أرز وقطعة سمك صغيرة، ففي تلك الأيام الأكل محدود جداً ولا تتوفر الفواكه ولا المواد الغذائية مثل السكر والطحين، فقد كان هناك شح في هذه المواد والناس يعيشون على التمر والماء والقليل من السمك والأرز ولا يختلف الفطور عن السحور إلا في وجود فنجان قهوة بجانب الرطب. حفظ النعمة وكما يروي النساي: نحن بنعمة عظيمة وجب شكرها، والمواد الغذائية متوفرة وبكثرة فضلاً عن أصناف شتى من الفواكه، والخضراوات، والعصائر، والحلويات، والمكسرات بكافة أنواعها وأشكالها ولابد من حفظ النعمة لأننا نلاحظ أن بعض الأسر لا تراعي النعم وتبالغ في الاستهلاك وتسرف بالأكل، وهذا السلوك يتعارض مع روحانية الشهر الفضيل، ويعود الوالد محمد النساي إلى تلك الأيام التي وصفها بالجميلة. ويقول كنَّا مع بزوغ الصباح نرى الناس تسرح باتجاه المزارع، وممارسة أعمالها اليومية من ري ويد نفاض وكانت الزوجة تعمل بجانب الزوج في النخل ودورها كبير في البيت وتربيه الأولاد، فهي العامود الأساسي والركن الأهم في إدارة شؤون الأسرة، أما أهل البحر فلا يقلون نشاطاً عن أهل البر فبعد صلاة الفجر يركبون قواربهم لطلب الرزق. مساكن العرشان ويضيف: ذلك الجيل لا يتسلل الكسل أو الخمول إلى نفسه، فهو يظل يكدح بعزيمة لا تعرف اللين أو التقاعس، وأتذكر أننا كنا صائمين في فصل الصيف وتهطل علينا أمطار غزيرة ونقوم بتحويل مساكن العرشان إلى خيام وكرايين للحماية من الأمطار الغزيرة، وكانت الأمطار لا تنقطع خلال فصل القيظ وتجرف معها الرطب والمساطيح ونستمر أياماً وتتسبب في تدمير المحاصيل الزراعية ومع هذا نشكر الله وتتكيف مع كل الأحوال ولا أحد يعترض أو يتذمر، بل كنا على يقين وبأيمان راسخ بأن الله سوف يعوضنا خيراً، وأهم ما يميز تلك الفترة تعاون الناس فالمجتمع متماسك فعندما تلم بشخص أي مشكلة ترى الكل قد التف حوله وهذه من الصفات الحميدة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ولا يزال المجتمع الإماراتي محافظا على الكثير من هذه القيم النبيلة ونصيحتي لجيل اليوم ألا يفرط بهذه العادات الحسنة فهي مدعاة للفخر والترابط المجتمعي أما صغار السن فنعودهم الصيام بالترغيب ونحاول معهم صيام الشهر على فترات حتى يصبح الولد والبنت قادرين على مواصلة الصيام ليوم كامل. وعن تجمع الناس حول مائدة الإفطار، أشار النساي إلى أن الفطور الجماعي من مظاهر الصيام في مدينة دبا منذ القدم فكل واحد يشارك بما لديه من طعام ويتم اختيار ساحة أحد المنازل في جانب كل حي ويجتمع الناس وينضم إليهم كذلك الضيوف وعابرو السبيل لتناول وجبة الفطور ولا تزال مناطق دبا والساحل الشرقي تحافظ على هذه المظاهر والتي تعتبر من معالم شهر الرحمة والبركة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©