الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى.. يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

3 يوليو 2014 00:50
شهور الصيام ? ما هي الشهور التي لا يجوز الصيام فيها؟ ?? يجوز الصيام في كل أيام السنة ما عدا يوم الفطر ويوم الأضحى، وثاني وثالث أيام العيد، فلا تصام هذه الأيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (... وأيام منى أيام أكل وشرب) رواه مسلم. واستثنى الفقهاء المتمتع فإنه يصوم الثاني والثالث من أيام النحر إذا حصل له النقص قبل غروب يوم عرفة، ولم يتمكن من صوم الأيام الثلاثة قبل يوم النحر فإنه يجوز له صوم أيام منى، قال العلامة المواق في كتابه التاج والإكليل نقلا عن العلامة الباجي رحمهما الله تعالى قوله: (الذي قال به مالك وفقهاء الأمصار أن أيام التشريق لا يصومها إلا المتمتع الذي لا يجد هديا). وما عدا هذه الأيام فإنه يصام إما وجوبا كرمضان، وإما استحبابا كيوم عرفة لغير الحاج، واليوم التاسع والعاشر من المحرم، وكالصيام في شعبان، وكصوم الخميس والإثنين، وإما جائزا كبقية الأيام. ابتلاع البلغم ? ما حكم بلع البلغم بغير قصد أو نسيان وأنا صائم؟ ?? لا شيء عليك في ابتلاع البلغم نسيانا، فصومك صحيح ومقبول إن شاء الله، وذلك لأن الفقهاء ذكروا أن البلغم لا شيء في ابتلاعه بالنسبة للصائم لصعوبة التحرز منه، فقد قال العلامة الدرديري في حاشيته على شرح الشيخ خليل رحمهما الله تعالى: (المعتمد في البلغم أنه لا يفطر مطلقا ولو وصل إلى طرف اللسان للمشقة)، ولكن الأولى للصائم إذا وصل إلى لسانه بلغم وتمكن من طرحه أن يطرحه عنه. ما حكم تأجيل قضاء رمضان؟ ومن المعروف أن تأخير قضاء أيام من رمضان حتى حلول رمضان آخر يترتب عليه إخراج كفارة عن كل يوم، لكن هل يجوز إخراج الكفارة (ما يعادل المد عن كل يوم) مرة واحدة وإعطائها لأسرة فقيرة عدد أفرادها يزيد عن عدد الأيام الواجب دفع الكفارة عنها؟؟ “جزاكم الله خيرا” نعم: إذا كان عدد أفراد هذه الأسرة بقدر عدد الأيام الواجب دفع الكفارة عنها فلا بأس بإعطائها هذه الكفارات، فقد ذكر الفقهاء رحمهم الله تعالى أن كل كفارة تعطى لمسكين واحد، ولا يجوز دفع كفارات لمسكين واحد إذا كان التفريط من شهر واحد، جاء في التاج والإكليل نقلا عن الإمام مالك في المدونة أنه قال: (لا يجزئ أن يطعم أمدادا كثيرة لمسكين واحد ولكن مدا لكل مسكين)، قال العلامة ابن عرفة شارحا لها: (يريد من رمضان واحد لأن فدية الرمضان الواحد كأمداد اليمين الواحد والرمضانان كاليمينين). والمستحب أن يكون دفع هذه الكفارات بعد الشروع في الصوم، أو يكفر بعد كل يوم صامه، وإذا دفعها قبل الشروع فيها بعد وجوبها عليه أجزأت. سن التكليف ? لا أتذكر هل كنت أصوم رمضان كاملا منذ بلوغ سن التكليف أم لا.. فماذا أفعل؟ ?? أعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته، واعلم أنه يجب على من لا يعرف التاريخ الذي وجب عليه فيه الصوم أن يجتهد في تقديره استبراء لدينه لأن إبراء الذمة لا يتم إلا بمحقق، علما أن للبلوغ علامات منها نبات شعر العانة، وخروج المني...، ثم يصوم جميع ما فاته من رمضان سواء كان أياما أو شهورا، لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، فلا يسقط ما وجب قضاؤه بتقادم الزمن، ويمكنك القضاء حسب الاستطاعة، فتختار الوقت الذي يناسبك مع أن تعجيل القضاء مندوب، لأن الإنسان لا يدري متى يلبي داعي الله، ولأن المسارعة والمسابقة لفعل الخير مطلوبة شرعا، ولا يلزم في القضاء أن يحدد أن هذه الأيام أو هذا الشهر عن عام كذا وكذا، وإنما عليه أن يقضي جميع ما ثبت في ذمته من الأيام أو الشهور. قطرة الأنف ? أشعر في بعض الأحيان باختناق وأضطر إلى وضع قطرة داخل أنف.. فهل أعتبر مفطرة في ذلك اليوم؟ ?? استعمال قطرة الأنف إما أن يكون في ليل رمضان أو نهاره فاستعمالها في الليل لا يفسد الصوم، وأما استعمالها في النهار إذا وجد منه شيء في الحلق فإنه يفطر ويجب منه قضاء ذلك اليوم، وإذا استعملها ليلا ووجد أثرها في حلقه نهارا أواستعملها نهارا لم يجد أثرا لها في حلقه فالصوم صحيح، قال العلامة الخرشي عند ذكر خليل بن إسحق المالكي ما يجب على الصائم تركه: “وإيصال متحلل لمعدة بمائع من حلق أو أنف أوأذن أوعين.. وصحته بترك إيصال متحلل وهو كل ما ينماع من منفذ عال أو سافل. التقرب إلى الله ? ما هي الأعمال التي تقربنا إلى الله في هذا الشهر الكريم؟ وهل توجد أدعية معينة للتوبة والمغفرة؟ ?? أحسن عمل يقرب إلى الله هو أن يؤدي العبد ما افترضه الله عليه، ففي البخاري (قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم، قال الله: مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ استعاذني لَأُعِيذَنَّهُ...) لهذا فأفضل ما يستقبل به المؤمن رمضان هو تقوى الله في السر والعلن، واستشعار هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه واتّباعه شبرا بشبر وذراعا بذراع في الإقبال على الله والإعراض عما سواه، ودوام الذكر بتلاوة كتابه وتدبّر معانيه، والإحسان إلى الأقارب بالصلة والمحبة، وطيّ ملفات الضغينة والكراهية مع الجميع ابتغاء وجه الله لا سواه، وكثرة الدعاء رغَباً ورَهَباً، والتصدق، وكثرة الدعاء في مواطن الإجابة؛ كالسجود وثلث الليل الأخير، ويوم الجمعة، مع اختيار الألفاظ التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم إن أمكن، وإلا فبأي لفظ شاء الإنسان، كما ينبغي أن يكون رمضان بداية عهد جديد مع الله بالإخلاص والصدق والإخبات، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©