الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العنوسة» خطر يهدد الأسر المسلمة

«العنوسة» خطر يهدد الأسر المسلمة
17 يونيو 2015 21:25
أحمد شعبان (القاهرة) ورد في كثير من آيات القرآن الكريم ذكر لبعض الأمراض التي تصيب الإنسان، سواءً كانت نفسية أو اجتماعية، وقدَّم لها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة علاجاً وافياً، ومن هذه الأمراض العنوسة، وهي من أخطر الأمراض التي تهدد الأسر المسلمة، فهذه الظاهرة آفة باتت تهدد كيان المجتمعات، كما تشير إلى ذلك الدراسات والإحصاءات التي تؤكد أن نسبة العنوسة في الدول العربية تصل من 20 بالمئة إلى 35 بالمئة، وهذه الظاهرة تختلف نسبتها من بلد إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، تبعاً لاختلاف الأسباب المؤدية إليها. يقول الدكتور محمد نبيل غنايم رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: تعددت الأسباب، واختلفت العوامل التي أدت ولا تزال إلى انتشار ظاهرة العنوسة وتفشيها، وتصب جميعها في بوتقة البعد عن منهج رب العالمين، وهدي سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة العادات والتقاليد، والمغالاة في المهور، وجشع بعض الآباء والأمهات، والشروط التعجيزية التي يفرضها والدا الفتاة على الزوج، وحرص بعض الفتيات العاملات على الوظيفة، حتى أن بعضهن يشترطن على الخاطب أن لا يمنعهن من العمل، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية التي تواجه كثيراً من الشباب، مثل أزمة المساكن، وارتفاع أسعار الشقق، وقلة فرص العمل. علاج العنوسة وأوضح أن الشريعة من خلال القرآن والسنة عالجت «مرض» العنوسة، ووضعت الحلول عن طريق تخفيف المهور وتسهيلها، فقد حث الإسلام الآباء على تخفيف حدة المغالاة في المهور وتسهيل أمر الزواج، قال صلى الله عليه وسلم «خير الصداق أيسره»، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله امرأة من نسائه ولا بنتا من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية والأوقية أربعون درهماً». والزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الشهوات الفطرية، وهو الغاية النظيفة لهذه الشهوات، فيجب أن تزول العقبات من طريق الزواج، لتجري الحياة على طبيعتها وبساطتها، والعقبة المالية هي الأولى في طريق بناء البيوت وتحصين النفوس، كما حثَّ الإسلام على تزويج الشباب الأكفاء، وحذر من ردهم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير». وحذَّر الإسلام من تأخير زواج الفتاة بالرجل الكفؤ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لا تؤخر: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً»، وأن يختار الآباء لبناتهم الأكفاء من الرجال، وكلنا يعلم قصة الرجل الصالح صاحب مدين عندما عرض ابنته على نبي الله موسى عليه السلام قال تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ...)، «سورة القصص: الآية 72»، وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان. وحث الإسلام كل شباب قادر على المهر والنفقة على المبادرة إلى ذلك، فقال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، «سورة النور: الآية 23»، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». وتكفل الله تبارك وتعالى بإعانة الشباب العازمين على الزواج، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف». كما يجب على الفتيات ألا يجعلن الدراسة عائقاً لهن عن الزواج، فإن الزواج للفتاة مهم مثل الدراسة، وقد ندم كثير من الفتيات على زمان مضى رفضن فيه الزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©