الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السامري» أضل بني إسرائيل فعبدوا العجل

3 يوليو 2014 00:49
سار موسى مع قومه من بني إسرائيل بعد أن نجاهم الله من فرعون وقومه المغرقين، شرعوا في عبور الصحراء قاصدين فلسطين، وفي طريقهم رأوا قوماً عاكفين على عبادة عجل، فقالوا لنبيهم اجعل لنا إلها مثلهم، قال إنكم قوم تجهلون وأنذرهم من مغبة عبادة غير الله. لكن القوم لم يتوقفوا حتى صنعوا عجلا يعبدونه من دون الله وورد ذكر القصة في سورة الأعراف قال تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ،وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ،قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)، «سورة الأعراف: الآيات 148 - 154»، وفي سورة طه: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى، قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى، .. إلى آخر الآيات 83 - 98 من سورة طه قرية سامرة قال الإمام القرطبي إن السامري واسمه موسى بن ظفر ينسب إلى قرية تدعى سامرة ولد عام قتل الأبناء من بني إسرائيل واخفته أمه في كهف جبل فغذاه جبريل عليه السلام فعرفه بذلك وقيل إنه من القبط وكان جارا لموسى آمن به وخرج معه وقيل كان عظيماً من عظماء بني إسرائيل وصار يظهر الإيمان بموسى ويبطن الكفر حسداً له ورجح البعض أن يكون أحد كبار الكهنة، ومن حراس وحفظة العقيدة الوثنية وقد يفسر هذا السرعة التي استطاع بها السامري أن يضل بني إسرائيل، ويستغل غيبة موسى عليه السلام. حين خرج بنو إسرائيل من مصر، صحبوا معهم كثيراً من الحلي والذهب، حيث كانت نساء بني إسرائيل قد استعرنه للتزين به، وعندما أمروا بالخروج حملوها معهم فأخذه السامري، وصنع منها تمثالا لعجل وكان فيما يبدو نحاتاً محترفاً أو صائغاً، فصنع العجل مجوفاً من الداخل، ووضعه في اتجاه الريح، بحيث يدخل الهواء من فتحته الخلفية ويخرج من أنفه فيحدث صوتاً يشبه خوار العجول الحية، فكان إذا خار سجدوا له، وإذا خار مرة أخرى رفعوا رؤوسهم. شق البحر ويقال إن سر هذا الخوار، أن السامري كان قد أخذ قبضة من تراب سار عليه جبريل عليه السلام حين نزل إلى الأرض في معجزة شق البحر أي أن السامري أبصر بما لم يبصروا به، فقبض قبضة من أثر الرسول جبريل فوضعها مع الذهب وهو يصنع منه العجل وكان جبريل لا يسير على شيء إلا دبت فيه الحياة فلما أضاف السامري التراب إلى الذهب، ثم صنع منه العجل، فخار كالعجول الحية. قال السامري لبني إسرائيل: هذا إلهكم وإله موسى وعبده بنو إسرائيل واستخف بعقول القوم رغم المعجزات الهائلة التي وقعت لهم حيث كانوا يعبدون الأوثان وتربوا على الذل والعبودية، فتغيرت نفوسهم، والتوت فطرتهم، كما أن المعجزات الحسية لم تقنعهم بصدق الكلمات وظلوا داخل أعماقهم من عبدة الأوثان. انتهى ميقات موسى عليه السلام مع ربه وعاد غضبان أسفا فلقد أخبره الله بأنهم ضلوا من بعده وأن السامري هو من أضلهم وعاد وألقى ألواح التوراة وأمسك هارون من شعر رأسه ولحيته وشده وحكم على السامري بالوحدة في الدنيا ودعا عليه بألا يمس أحدا، ونهض إلى العجل الذهب وألقاه في النار ونسفه في البحر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©