الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ركن الأطفال».. إبداع وابتكار

«ركن الأطفال».. إبداع وابتكار
19 نوفمبر 2016 22:40
لكبيرة التونسي (أبوظبي) منذ منتصف الأسبوع الماضي كانت أبوظبي على موعد مع عودة «فن أبوظبي 2016»، بمنارة السعديات بالمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، حيث وجد الزوار أنفسهم على تماس مع مزيج من الفنون المعاصرة والأدائية في مكان واحد، كرستها العاصمة بوصفها مدينة تجمع بفرادة جميع الفنون، في تناغم تام. أتاح «فن أبوظبي» في دورته الثامنة للأطفال وعائلاتهم مساحة واسعة للاستمتاع بالعديد من الأنشطة الفنية، وأفسح لهم المجال للمساهمة في إنتاج أعمال شخصية مستوحاة من تلك العالمية يحتفظ بها المعرض ليصنع منها أعمالاً ضخمة، لتشكل نقطة انطلاقة لأعمال فنية شخصية أخرى. بيئة ملهمة وفي «ركن الفن» الذي خصص للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين أقل من عام إلى 12 سنة، مساحة في المعرض، ضمن زاوية شهدت إطلاق العنان للإبداع من طرف الصغار ولم تحرم الكبار من التماهي والاندماج مع الألوان والأشكال لتفريغ طاقاتهم الكامنة إلى جانب صغارهم الذين أبدعوا في التلوين والتشكيل والتجسيد أيضا، ضمن بيئة ملهمة ومحفزة لروادها. فعندما يدلف الصغار والرضع المكان، يستقبلهم شباب متخصصون ومدربون يجيدون العناية بهم، ويوزعونهم حسب السن على ورشات العمل ويعاملونهم على أنهم فنانون كبار، يحررون مشاعرهم ويفصحون عن مواهبهم، بينما يقبل آخرون اختياريا على أقسام ترضي طموحهم وتلبي أذواقهم الفنية وتغذي شغفهم بإشراف مدربين أغلبهم من المواطنين، ولم يغفل ركن الرضع توفير عناية كبيرة لهم من طرف المشرفات، حيث يفرشن لهم الأرض الأسفنجية الآمنة بأنواع من الألوان والألعاب بهدف مشاركتهم في هذه المساحة الفنية التي تغذي ذاكرتهم الصغيرة وذائقتهم الفنية. أجيال تتذوق الفن ويعزز «ركن الفن» مكانته الرائدة كمنصة فنية نابضة تجمع بين الحداثة والإرث الثقافي للإمارة، حيث يدعو سكان وزوار أبوظبي من مختلف أنحاء العالم للتمتع بتجربة غنية مليئة بالأنشطة التي تلائم جميع أفراد العائلة، حيث تتنوع الفعاليات بين المشاركة في ورش عمل الحرف اليدوية والاستمتاع بالأجواء الإبداعية، وعن ذلك قالت رانية ناصر مدير البرنامج التعليمي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن هذا الركن يقدم فرصة للعائلة لمشاركة الأطفال في التعبير عن إبداعهم الفني ضمن باقة متنوعة من ورش عمل الفنون والحرف اليدوية التي تناسب أعمارهم، حيث يقوم الأطفال بإبداع لوحاتهم الفنية الخاصة المستوحاة من كبار الفنانين العالميين، مشيرة إلى أن المكان يشكل بيئة محفزة على الإبداع، بهدف تأسيس أجيال متذوقة للفن من خلال ربط الأطفال بهذا العالم المدهش، تحت إشراف مدربين ومتطوعين من مختلف الجامعات في الإمارات وتشكل نسبة 50? منهم من الشباب المواطنين. أسلوب متفرد ويشكل «ركن الفن» المنطقة الجاذبة للأطفال والأهل، حيث يُقسم حسب الأعمار، ويسمح باستكشاف مفاهيم الفن والمشاركة في الفعاليات لابتكار أعمال فنية، ويقدم البرنامج فعاليات تم تصميمها بأسلوب متفرد ضمن بيئة آمنة وممتعة، وصديقة للأطفال والعائلات لتمكينهم من المشاركة والاستكشاف والإبداع، وتقسم إلى أركان حسب السن، حيث تضيف رانية ناصر، أننا نهدف إلى ربط هذا الجيل بالفن وتكوين علاقة بين الطفل وما يشاهده من أعمال فنية مستوحاة من الأعمال العالمية المعروضة في صالات العرض. تطور حركة الفن وأشارت رانية ناصر إلى أن الهدف الأسمى من «ركن الفن»، الذي اعتبرته من أهم الزوايا بالمعرض، هو تطوير حركة الفن عند الأجيال الصغيرة وجعلها جزءا من حياتهم، موضحة أن الفن يطور المهارات والمدارك، لأنه يرتبط بالرياضيات والحياة اليومية والعلوم ناهيك عن الرقي بالذائقة الحسية، وقالت إنه تم التنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم لدمج الفن في المناهج التعليمية كمكون أساسي في العملية التربوية، وقد بدأنا التعاون مع المجلس لإدخال الفن في المنهج التعليمي، ليتم تدريس التاريخ عن طريق الفن والفن الهندسي والعمارة الإسلامية، وغيرها من المواد. إقبال كبير وأكدت رانية، أن زيارة طلاب المدارس لفن أبوظبي يعزز العلاقة بين الفن والطلاب ويأتي في إطار التعاون بين الهيئة ومجلس أبوظبي للتعليم موضحة أنه تم توافد المئات من طلاب المدارس والجامعات على مستوى إمارة أبوظبي طيلة أيام المعرض، واطلعوا خلالها على الأعمال الفنية الفريدة المعروضة في أروقته، وحظي الطلاب بفرصة لاستكشاف مختلف أنواع الفنون في أرجاء منارة السعديات، ليتعرفوا إلى الأعمال الفنية المبتكرة، التي جاءت من جميع أنحاء العالم لتشارك في هذا المعرض الرائد، كما تعرفوا بشكل معمق على مصدر الإلهام والابتكار التي كانت محوراً لكافة الأعمال الفنية المشاركة، وأضافت أن أعداد زوار «ركن الفن» تضاعف عن السنة الماضية. الفن الأخضر بالتجول بين ورشات العمل بركن الفن، يبدع الأطفال لوحات أو مجسمات أو فخاريات أو أشكال هندسية ثلاثية الأبعاد أو الرسم، مما يظهر بشكل جلي أن الأطفال بجميع أعمارهم يتماهون في الفن والمادة الفنية إن أتيحت لهم الفرصة، وينسون تماما وسائل التكنولوجيا الحديثة، فهذا الركن يحرر الطاقات الإبداعية، ويوفر كل الأدوات الخضراء، مما ينتج أعمالا فنية صديقة للبيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©