الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبيض».. 3 فوائد فنية أمام تيمور الشرقية

«الأبيض».. 3 فوائد فنية أمام تيمور الشرقية
18 يونيو 2015 08:34
معتز الشامي (كوالالمبور) بداية صعبة، وفوز بهدف «يتيم» على منتخب تيمور، الذي قد يراه الكثيرون «هزيلاً»، بعد أداء متواضع لمنتخبنا لم يعتده عشاق «الأبيض»، ولكن رغم ذلك لا يمكن أن نغفل كم الفوائد التي خرجنا بها، من تلك التجربة الشاقة، في ظل حجم المفاجآت التي شهدتها التصفيات الآسيوية حتى الآن، والتي يمكن رصدها في 3 فوائد فنية سيتم البناء عليها من أجل التحسينات المطلوبة على أداء المنتخب. لكن أولاً يجب أن نرصد كذلك كم الظروف الصعبة التي سبقت تلك المباراة، وتعكس إلى أي مدى كانت كل الأمور تلعب ضد «الأبيض»، بداية من تأجيل معسكر مارس الماضي، وهو ما عطل تجمع اللاعبين منذ آخر مشاركة رسمية في يناير الماضي وتحديداً عقب مباراة المركز الثالث في كأس آسيا في أستراليا. ومن المعروف أن الجهاز الفني للمنتخب كان دائم الحرص على التجمع وأداء مباريات ودية دولية بشكل منتظم، لما لها من فوائد فنية ونفسية على اللاعبين، كما أن الغياب عن التجمع واللعب على المستوى الدولي طيلة 5 أشهر يعتبر فترة طويلة للغاية، وتتطلب برنامج إعداد مكثفا، ما يعني أن الإصرار على إقامة السوبر للموسم الماضي، كان خطأ كبيرا، كاد أن يدفع «الأبيض» ثمنه للمرة الثانية، بعدما دفعه مرة أولى بفقد 5 مراكز في تصنيفه العالمي في الفيفا. ترتيب الأوراق وحتى عندما تجمع المنتخب الوطني، أواخر مايو الماضي، لمحاولة إعادة ترتيب الأوراق، اصطدم بأسلوب بطولة الكأس، التي فصلت عن الدوري، في الوقت الذي قوبل طلب الجهاز الفني بتأخير جولة ختام الدوري لتقام بدلاً من قبل نهائي الكأس، بما يعني ضمان استمرارية اللاعبين الدوليين في التدريب مع أنديتهم لأطول فترة ممكنة، لكن ما حدث، أن أندية الجزيرة والوحدة، ثم العين خرجت من الكأس مبكراً، وإذا كان العين قد ارتبط بالمشاركة في دوري الأبطال، فيكفي أن الجهاز الفني اضطر إلى تجميع اللاعبين مجموعة تلو أخرى، ما عطل درجة انسجام جميع العناصر في انتظار اكتمال القائمة الأساسية. والمتابع لكواليس التحضيرات وفق ما شاهدنا في أروقة معسكر الإعداد في ماليزيا الذي دخله «الأبيض»، استعداداً لمواجهة كوريا الجنوبية ودياً 11 يونيو الماضي، يمكنه أن يلحظ كم الإرهاق الذي بدا واضحاً على اللاعبين الدوليين، خصوصاً لاعبي الأهلي، إضافة لعدد أكبر من لاعبي العين، وكلاهما خاض مباريات مضغوطة، وكم متتالٍ من المواجهات الصعبة والمصيرية، سواء في دوري الأبطال أو في البطولات المحلية، ومنها الأهلي الذي لعب في منذ 14 مايو وحتى 4 يونيو، 6 مباريات متتالية منها مباريات شهدت أداء الأحمر لمدة 120 دقيقة. أما معسكر الإعداد في ماليزيا نفسه، فقد اضطر مهدي للسفر مبكراً ومواجهة كوريا، لرفع درجة تركيز اللاعبين، والعمل على استعادة الروح القتالية التي تعرف عن اللاعبين عند مواجهة منتخبات قوية، ليكون ذلك خير دافع لهم أمام منتخب ضعيف ومجهول ومكون من عناصر مجنسة ولاعبين غير معروفين بالنسبة لنا. فارق التوقيت وغلب الأرق على بعض اللاعبين، خاصة في مسألة فوارق واختلافات التوقيت، ما أدى لاضطرابات في نوم بعض اللاعبين وبالتالي التأثير على مستواهم خصوصاً في المباراة الأولى أمام كوريا. أما أكثر ما زاد من عامل الإرهاق لدى اللاعبين، فكان باختيار ماليزيا لأداء مباراة تيمور الشرقية، وهي المعروفة بطقسها الاستوائي الحار والرطب، فضلاً عن توقيت المباراة نفسها التي أقيمت في الرابعة عصراً بتوقيت كوالالمبور، وسط رطوبة عالية وحرارة مرتفعة. ويدرس الجهاز الفني للمنتخب الوطني بالفعل إمكانية طلب قمصان خاصة باللعب في الطقس الحار، والرطوبة المرتفعة، التي تنتجها شركة «أديداس» الراعي الرسمي لمنتخباتنا الوطنية. وعلمت «الاتحاد» أن قمصان المنتخب الحالية كانت تحتوي على نسبة أعلى من خامة البوليسترالتي يكون ارتداؤها في مثل هذه الأجواء صعباً للغاية، على أن يتم توفير القمصان الجديدة، لتكون جاهزة قبل لقاء العودة أمام منتخب ماليزيا في كوالالمبور المقررة 17 نوفمبر المقبل. ولا يجب أن ننسى أن منتخب تيمور الذي يضم 6 برازيليين مجنسين، حتى الآن يعتبر الحصان الأسود في المجموعة، لما قدمه من مستوى، ويكفي أنه كاد أن يحرج الأبيض في مستهل مشواره في التصفيات. وعلى الجانب الآخر لا يمكن مقارنة سداسية فلسطين في مرمى ماليزيا، بما ظهر من أداء منتخبنا الوطني، صحيح أن منتخب «الفدائي» قدم مباراة كبيرة، وفوزاً بنصف درزن، يعتبر بمثابة رسالة تحذير شديدة اللهجة لباقي المنتخبات بما فيها الأبيض، قبل المواجهة المرتقبة بيننا في رام الله سبتمبر المقبل، لكن رغم ذلك لا يجب أن ننسى أن لاعبي فلسطين، لم يتعرضوا لما تعرض له لاعبونا من إرهاق وضغط مباريات، فخلال شهر مايو، لم يؤد اللاعب الفلسطيني ربع عدد المباريات التي خاضتها عناصر منتخبنا من الدوليين. فوائد واضحة ورغم الصعوبات ظهر أن منتخبنا قادر على تقديم الأفضل خلال المباريات في مشواره نحو التأهل للمرحلة الثالثة والأخيرة من مشوار التصفيات، وأن البداية الصعبة أمر طبيعي في ظل ما تعرض له من ظروف، كما أننا يجب ألا ننسى أن العبرة بالفوز، والخروج بالعلامة الكاملة، في مثل هذا النوع من المباريات، ويكفي تعادل منتخب بحجم اليابان أمام منتخب سنغافورة المجهول، أو خسارة البحرين أمام الفلبين، أو حتى فوز كوريا الشمالية على أوزبكستان برباعية، وهي كلها مفاجآت تؤكد عدم وجود منتخب ضعيف أو يستهان به في آسيا حالياً. ومن جهة ثانية، لم تكن الصور كلها قاتمة،إذ كانت هناك فوائد خرج بها «الأبيض»، يمكننا رصدها في 3 عناصر أساسية، الأولى منها هو نجاح سياسة تجديد الدماء والبحث عن حلول بديلة لبعض المراكز، خصوصاً على مستوى الهجوم، وكان من نتائجها تألق الوجوه الجديدة، عامر عمر والعكبري، إضافة إلى تألق سعيد الكثيري، الذي يحتاج للتأقلم فقط والحصول على جرعة ثقة بنجاحه في هز شباك المنافس. يضاف إلى ذلك استعادة علي مبخوت، بعد فترة طويلة من الانقطاع بداعي الإصابة، وأصبح هداف آسيا والمنتخب الوطني في حالة بدنية وفنية ونفسية مرتفعة للغاية، وكان من الضروري مشاركته خلال المباراة بأكملها لاستعادة الثقة اللازمة، أما الفائدة الثالثة فكانت في الأداء المميز لعمر عبد الرحمن، الذي استرد كامل حيويته، ورغم فرض رقابة لصيقة عليه في الملعب وطوال المباراة، إلا أنه عاد للتألق وصناعة الفارق، وسجل هدفا بمهارة فردية فذة. روزنامة صعبة من جانبه، كرر مهدي علي مدرب منتخبنا الوطني، التشديد على أهمية أن يعي الجميع مدى خطورة تعريض برامج إعداد المنتخب الوطني للبعثرة بفعل ضغط الروزنامة بهذا الشكل، فضلاً عن الإصرار على إقامة مباراة السوبر في توقيت تجمع مارس، بخلاف رفض مطلب الجهاز الفني بتأجيل آخر مباراتين للدوري بحيث يقاما في توقيت مباريات الكأس. وأشار مهدي إلى أنه لمس بنفسه مدى حالة الإرهاق التي كان عليها الدوليون، بسبب عدم منحهم فوارق مناسبة، فضلاً عن ضغط المباريات في آخر 60 يوماً من الموسم. وعن مستقبل «الأبيض» في ظل الفوز الصعب على تيمور، رغم إيجابية ذلك والخروج بأول 3 نقاط في مشوارنا قال: «مستقبل الأبيض بخير، نحن في وضع جيد، وكان من المهم التغلب على الصعاب التي واجهتنا، والسعي نحو النقاط الثلاث، وهذا سيكون هدفنا، بأن نحقق الفوز في كل مباريات التصفيات التي سنتعامل معها كمباريات نهائي كؤوس لا تقبل القسمة على فريقين». المجموعة«الصعبة» تقلق مدرب «الأخضر» كوالالمبور (الاتحاد) راقب فيصل عبد الهادي مدرب المنتخب السعودي مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره التيموري من المدرجات مساء أول من أمس، للوقوف على قدرات الفريق التيموري الذي سيلعب مباراته المقبلة في سبتمبر المقبل أمام الأخضر في الرياض. وقد اعترف عبد الهادي بأن الأبيض الإماراتي كان الأفضل والأكثر سيطرة واستحواذاً لافتاً إلى أن الأداء الدفاعي وتكتل لاعبي تيمور أمام مرماهم عطل قدرات «الأبيض» وأخر تهديفه، فضلاً عن الفرص التي لم تستغل جيداً من لاعبيه. وبدا عبد الهادي أكثر قلقاً من صعوبة المجموعة الأولى، لاسيما بعد الفوز الصعب الذي حققه على منتخب فلسطين في الثواني الأخيرة للمباراة التي كادت أن تشهد تعادل الفريقين. وقال: «لا توجد مباراة سهلة على الإطلاق في مشوار تصفيات آسيا المؤهلة لموسكو، كل الفرق تمتلك دوافع كبيرة للفوز وتلعب كرة تكتيكية منظمة». جولة في كوالالمبور قبل العودة كوالالمبور (الاتحاد) جال لاعبو المنتخب الوطني مدة نصف يوم عقب المباراة مساء أول من أمس، في وسط مدينة العاصمة الماليزية كوالالمبور لشراء الهدايا والخروج من أجواء معسكر الإعداد الطويل في المدينة، بعد تحقيق الفوز الأول في مشوار التصفيات. وقد شوهد أكثر من لاعب يتسوق في المراكز التجارية الشهيرة في كوالالمبور، ومحال الهدايا ، علماً أن بعثة «الأبيض» عادت صباح أمس إلى دبي، حيث سيحصل اللاعبون على إجازة الصيف طوال شهر رمضان الفضيل، على أن يعودوا للتجمع مع أنديتهم، قبل الدخول في معسكرات الإعداد الصيفي في أوروبا. ووضع الجهاز الفني خطة لمتابعة جميع معسكرات الأندية خارجياً للوقوف على مدى جاهزية الدوليين واستجابتهم للتحضيرات، وذلك قبل العودة لأداء مباريات افتتاح الموسم مبكراً في منتصف أغسطس المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©