الحدائق النسائية تترجم مفهوم الترفيه في إطار الخصوصية

أزهار البياتي (الشارقة) - أكدد عدد من النساء أن الحدائق النسائية في الشارقة أحد أهم مرافق الترفيه العامة، لأنها تترجم مفهوم الترويح والاستجمام مع الراحة الحقيقية للنساء والأطفال على حد سواء، لما تعكسه من صور جمالية أخاذة من الطبيعة، وما تتمتع به من مناظر خلابة ومساحات زراعية خضراء محاطة بشتى أنواع الأشجار، ومزينة بشتلات متنوعة من النباتات والزهور. ونبهن إلى أنها تعبر بمواقعها الستة عن خصوصية بالغة ومتنفس جميل وآمن تقصده المرأة بعيداً عن فضول النظرات التي تعرضها للمضايقات، أو تقيد حركتها وانطلاقتها في الحدائق. وتتميز مدينة الشارقة ببقعتها الخضراء الشاسعة، وتحتضن بين ربوعها أكثر من 52 حديقة ومتنزه، بينها حوالي ست حدائق مخصصة للنساء، مزودة جميعا بمنظومة هندسية راقية، وتصميمات أفقية من المباني والمرافق الخدمية المختلفة، تتمتع بأوجه متعددة من الترفيه العائلي، إذ تضم بين جنباتها الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تجمع الأطفال والأمهات معا ضمن إطار جميل من المرح. إلى ذلك، أشارت حنان جاسم جابر، رئيس قسم الفعاليات في إدارة حدائق الشارقة إلى أن هذه الفكرة الحضارية الراقية جاءت خدمة للمرأة في الإمارات واحتراما لخصوصيتها وصونا لالتزامها الديني والأخلاقي، لتتماشى مع ضوابطنا المجتمعية وتنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا المتعارف عليها، وهي واحدة من المبادرات الكريمة في الشارقة، لتكون هذه الحدائق الجميلة المنتشرة في مناطق عدة من المدينة متنفسا عاما للنساء، يجتمعن من خلاله ليرفهن عن أنفسهن، ويمارسن أنشطتهن المختلفة من الرياضة وركوب الدراجات مع تأدية التمرينات وخلافه، وهن مظللات بأجواء خضراء منعشة، مفتوحة في الهواء الطلق ومحاطة بسحر الطبيعة، ولتصبح هذه الرقع الزراعية الواسعة واحات نسائية مخضرة، تتنفس الانطلاق والحركة. وأوضحت أنه تم اختيار مواقع محددة من الشارقة للحدائق النسائية، بحيث تكون مجاورة للمناطق ذات الكثافة السكانية، وتخدم أكبر قطاع ممكن من المجتمع، كما تمت مراعاة أن تكون موجودة في بعض الأماكن الأخرى من أطراف المدينة، لتلبي حاجة النساء هناك، وتتسق مع رغباتهن في الخصوصية والاحتشام، موفرة لهن بأسوارها المغلقة العالية أقصى حدود الأمان والخصوصية، لتجد السيدات من خلالها متنفسا يعشنه ويستمتعن به، فيمارسن مختلف الهوايات والرياضات والألعاب وبمشاركة حماسية من الأطفال. وبينت رئيس قسم الفعاليات في إدارة حدائق الشارقة، أن الحدائق النسائية توزعت في المدينة بين ستة مواقع مختلفة «الزبير، البديع، المزيرعة، الصجعة، أم فنيين، الحزام الأخضر»، وتحت إدارة وإشراف مستمر من قبل بلدية الشارقة، لتنبسط مستريحة على امتداد مساحات جيدة من الأرض، وتزرع بأشجار ونباتات من النخيل، البونسيانا، البلتفروم، الدفلة، والكاسيا، مع شتلات زاهية من الزهور والورود الموسمية بين الأركان، وتزود بكل المرافق والخدمات التي قد تحتاجها الزائرات، كأماكن الصلاة، والمؤكلات الخفيفة ودورات المياه، مع مناطق للعب والترفيه والمرح العائلي، كالملاعب المجهزة لكرتي السلة والطائرة، وممرات لهواة الركض وركوب الدراجات، ومجموعات من المقاعد المريحة والطاولات، وأراجيح ومنزلقات ملونة لتسلية الصغار، بالإضافة إلى أجهزة رياضية عالية المستوى لممارسة التمارين والتدريبات البدنية المختلفة.