الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في معركة الرقة.. إنقاذ الجرحى مهمة صعبة مع اقتراب النهاية

في معركة الرقة.. إنقاذ الجرحى مهمة صعبة مع اقتراب النهاية
6 أكتوبر 2017 00:28
الرقة (أ ف ب) مع اقتراب المعارك من وسط مدينة الرقة السورية، باتت الطريق إلى أقرب مرفق طبي طويلة جداً، وأمسى إبقاء الجرحى من مقاتلين ومدنيين على قيد الحياة حتى الوصول إلى الوجهة المطلوبة، مهمة تزداد صعوية. وفي داخل سيارة من طراز «هامفي» تسير مسرعة أثناء خروجها من الرقة، يصرخ أحد المقاتلين من «قوات سوريا الديمقراطية» مخاطباً رفيقه الجريح «لا تغمض عينيك، ابق مستيقظاً». وعلى طول الطريق المتعرجة بين أبنية مدمرة، يحاول سائق الآلية رغم سرعته الالتفاف حول أكوام الركام المنتشرة في كل مكان، فيما ينزف المقاتل بشدة متأثراً بطلقات نارية أصابته في أضلعه. ووضع رفيقه يديه على رأسه محاولاً أن يبقيه مستيقظاً بانتظار الوصول إلى نقطة إسعاف أولية آمنة في حي «المشلب»، تقع على بعد عشرين دقيقة. ولدى وصولهم، يهرع مسعفون لوقف النزيف وتضميد الجرح، قبل أن ينقلوا الجريح بسرعة إلى سيارة إسعاف تتابع طريقها شمالاً. ويتطلب الوصول إلى أقرب مستشفى مجهز في مدينة تل أبيض على الحدود التركية، ساعتين على الأقل، تشق خلالها سيارة الإسعاف طريقها في منطقة مقفرة. ويقول الممرض لدى الهلال الأحمر الكردي «فرهاد دللي»: «إن بقاء المقاتل على قيد الحياة يرتبط بالإسعافات الأولية التي يتلقاها خلال ما يسميه المسعفون بـ(الساعة الذهبية)». ويضيف أثناء وجوده في نقطة إسعاف في «حاوي الهوى»، على الأطراف الغربية لمدينة الرقة، «على الممرض أو المسعف أن يوقف نزف الجريح المصاب بطلق ناري أو جراء ألغام». وقتل مئات المدنيين وأصيب آخرون بجروح جراء المعارك التي تشهدها مدينة الرقة منذ شنت «قوات سوريا الديمقراطية»، المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، هجوماً ضد تنظيم «داعش» في يونيو. ويوشك التنظيم على خسارة كامل المدينة التي كانت تعتبر معقله في سوريا منذ العام 2014. وعمل الهلال الأحمر الكردي على إقامة نقاط إسعاف أولية عدة على أطراف المدينة تقدم خدماتها لما بين ثمانين إلى مئة جريح يومياً، بحسب «دللي». ويوضح أنه يتم إرسال بين 10 إلى 12 جريحاً يومياً إلى مستشفيات خارج الرقة. ويزداد إيصال الجرحى وهم أحياء إلى المستشفيات المتخصصة صعوبة. ففي المراحل الأولى من الهجوم في يونيو، كانت الطريق من خطوط الجبهات إلى مستشفى تل أبيض تتطلب تسعين دقيقة. ومع وصول المعارك تدريجياً إلى وسط المدينة وازدياد عدد نقاط التفتيش على طول الطريق، التي لا تخضع لأي نوع من الصيانة، باتت الرحلة تتطلب وقتاً مضاعفاً. وتقول «فانيسا كرامون» وهي منسقة طبية في منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تقدم دعماً لمستشفى تل أبيض «إن هذا الوقت الطويل الذي تتطلبه الطريق يعني أن الجرحى غالباً ما يصلون وهم في حالة حرجة، ويتطلب ذلك منا وقتاً إضافياً لإعدادهم قبل الدخول إلى غرفة العمليات، إذا تمكنوا من ذلك». وتعتبر أنه «لو كان من الآمن وجود مستشفى يمكن إجراء الجراحة فيه قرب خطوط الجبهة، لشكل ذلك فرصة لعلاج هؤلاء الأشخاص ومنحهم فرصة أفضل للنجاة في حالات مماثلة». ويشكل عدم توافر خدمة الهواتف الخلوية عائقاً إضافياً للتواصل بين الطواقم الطبية التي تتوالى على معاينة الجريح. ويوضح «دللي» أنه لتخطي هذه المشكلة «نسجل كل شيء على بطاقة ونرسل صورة للمريض إلى المشفى في تل أبيض قبل وصوله، لنشرح حالته». ويتابع «بذلك يكونون مستعدين لاستقبال هذا المريض». وبحسب «كرامون»، فإن هذه الرسائل مهمة للغاية. ولفتت إلى أنه أثناء وجودها خارج غرفة الطوارئ، حيث تفحص ممرضة طفلاً قدمه مضمدة: «كل دقيقة تحتسب في حالات الرعاية الطارئة». وتشرح «نتمكن من تبادل صور الجرحى لتقديم بعض النصائح وتحضير أنفسنا، حتى نعرف عدد المرضى القادمين وكيف سنستجيب ومن يذهب إلى غرفة الجراحة أولاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©