الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نظامية سعيد وموقف الانتقالية

18 يناير 2012
بين النظام وحرفية تطبيقه، حد فاصل لمعرفة الخطأ من الصواب، وبين خرقه والتقيد به ضمير يوجه المتعاملين به، وهناك ضوابط تحددها مواقف ذات صلة بالمصلحة واحترام الفرد، وهذا ما تربينا عليه، وتعاملنا بموجبه مع واقعنا، فالنظام يجب أن يكون في منأى عن التجاوز، والجهات الرقابية عليها ألا تقبل بذلك، إلا أن هناك بعض الاستثناءات، وغض النظر إذا تطلب الأمر ذلك. والموقف الذي اتخذه سعيد عبد الغفار أمين عام اللجنة الأولمبية في تقديمه لاستقالته من منصبه، بعد الاستقالة الجماعية لمجلس إدارة اتحاد الكرة، ترك عندي وكذلك الساحة الرياضية أكثر من علامة استفهام، حيث كان سعيد ممثلاً للاتحاد في اللجنة، خاصة بعد أن تم تشكيل لجنة انتقالية لإدارة شؤون اللعبة لحين تشكيل مجلس الإدارة لمرحة مقبلة. وشخصياً ومعي الكثيرين توقعوا من اللجنة الانتقالية، تجديد الثقة فيه، لمواصلة تمثيله للاتحاد، حتى نهاية الدورة التي لم يبق منها سوى أشهر معدودة، ويأتي الاتحاد الجديد، وإعادة تشكيل مجلس إدارة اللجنة الأولمبية مع نهاية أولمبياد لندن في الصيف القادم، رغم ما أثارها سعيد عبد الغفار من حرفية الالتزام بالقوانين، حيث لم ير أي مبرر لاستمراره في عضوية اللجنة، ولم تشير اللجنة الانتقالية إلى غير ذلك. ولا أقول ذلك دفاعاً عن سعيد، ولا انتقاداً للجنة الانتقالية، وإنما من واقع الخدمات التي قدمها للجهتين، حينما كان يشغل مناصب فيهما، ووفقاً للقانون والنظام الذين حددا هذا الجمع، ومهما اتفقنا أم اختلفنا عليه في أدائه، وفي مواقفه وصراحته غير المعهودة في وسطنا الرياضي، إلا أنه كان شعلة من النشاط، وملتزماً بالنظم واللوائح ومندفعاً أحياناً لتنفيذ ما عهد إليه، ووفق رؤاه لمنظومة العمل الإداري في المؤسستين وفي المؤسسات الأخرى. لا أشك أبداً في موقف رئيس وأعضاء اللجنة الانتقالية من سعيد عبد الغفار ولا في مجلس إدارة اللجنة الأولمبية منه، فإن اختلفوا معه مرات في مواقفه، ولكنهم عملوا معه بروح الفريق الواحد، وأوكلوا له العديد من المهام التي نجح فيها بامتياز، رغم اختلاف بعض رفقاء العمل معه، لأنهم لم يعتادوا صراحته الزائدة، وانتقاداته المستمرة لطريقة أداء عمل الاتحاد الذي يمثله، ورغبته الصادقة في توجيه المسار، فقد أصاب في بعضها، ولم يحالفه التوفيق في الأخرى، وهذه طبيعة الذين يعملون، فيخطئ من يعمل ويصيب، وهذه ظاهرة إيجابية، يجب أن نشجعها، ولا نعمل على وأدها، لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية. وما حصل مع سعيد عبد الغفار، قد يحدث مع آخرين، وقد يكون بعضهم متبوئ منصباً عربياً أو قارياً أو دوليا، ويستبعد بمجرد فقدانه لمنصبه المحلي، وبالتالي تفقد الدولة منصبا عملنا جاهدين للحصول عليه طويلاً، رغم أن الساحة الرياضية تزخر بالعديد من أبنائنا في مناصب عربية وقارية، وبعيدين عن العمل محلياً، وجددت لهم لمواصلة أدائهم، ولدورات عديدة، لأن المصلحة العامة تغلبت، وبقى التواصل قائماً بين من يمثلهم في الاتحادات الخارجية، والعمل في الساحة المحلية، لا بحكم قانون استمرارية العضو القاري والدولي في اتحاده المحلي، وإنما من مبدأ استفادة الاتحاد المعني والرياضة الإماراتية من هذه المكاسب. وتمسك سعيد بالنظام كان يجب أن يؤجل لحين انتهاء الدورة وكان على اللجنة تقديره بمواصلته. عبدالله إبراهيم | Abd lla.binh ssain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©