الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روحاني يتعهد بإنهاء «حقبة نجاد السوداء»

روحاني يتعهد بإنهاء «حقبة نجاد السوداء»
17 يونيو 2013 16:59
طهران (وكالات) - واصل الإيرانيون احتفالاتهم أمس بفوز الرئيس المعتدل حسن روحاني، فيما تعهد الرئيس المنتخب السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي في النزاع الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن البرامج الإيرانية النووية المثيرة للجدل حتى لو تطلب الأمر إجراء محادثات مباشرة مع العدو اللدود الولايات المتحدة، وتعهد روحاني أيضاً بوضع نهاية لما وصفها بـ”الحقبة السوداء المستمرة منذ ثمانية أعوام” لأحمدي نجاد من خلال ضمان حرية التعبير وحرية الصحافة. وهنأ الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، في أول رسالة له بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية بثت عبر الإذاعة والتلفزيون الإيراني أمس، الشعب الإيراني لـ “مشاركته الفاعلة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة”، وقال “لا شك أن الفائز الحقيقي في الانتخابات هو الشعب الإيراني الواعي والهادئ المفعم بالأمل، هذا الشعب الذي خطا خطوة واسعة وراسخة لتحقيق العزة والمصلحة القومية والإدارة المبنية على الاعتدال والإصلاح والتدبير عبر إيمانه بالحق والثقة بسيادة الشعب الدينية”. وأضاف “إن الذين يحترمون الديمقراطية ومبادئ التعامل والحوار الحر المبني على الحق عليهم أن يتحدثوا مع إيران منذ الآن فصاعدا بأسلوب مناسب ليتلقوا ردا مناسبا، وأن يعملوا على النهوض بمستوى السلام والأمن والتنمية في المنطقة والعالم من خلال تعزيز العلاقات تأسيساً على المصالح المتبادلة”. وتعهد بالسعي للتوصل إلى حل دبلوماسي في النزاع الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن البرامج الإيرانية النووية المثيرة للجدل حتى لو تطلب الأمر إجراء محادثات مباشرة مع العدو اللدود الولايات المتحدة. وتعهد روحاني أيضاً بوضع نهاية لما وصفها بـ”الحقبة السوداء المستمرة منذ ثمانية أعوام” لأحمدي نجاد من خلال ضمان حرية التعبير وحرية الصحافة. وحصل روحاني، وهو مفاوض نووي سابق مع القوى الغربية، على تفويض كبير من الإيرانيين لإحداث تغيير بعد أن سئموا من التراجع الاقتصادي الذي دام سنوات في ظل عقوبات من الأمم المتحدة ودول غربية، وإجراءات أمنية قمعية تستهدف المعارضة. ويمثل انتصاره تحسيناً نوعاً ما لصورة الشرعية في إيران التي تلطخت قبل أربع سنوات عندما أدت انتخابات شابها تلاعب إلى قيام احتجاجات هائلة، وربما يعطي ثقلاً لأصوات إصلاحية تم تكميمها منذ ذلك الحين. لكن الأمل الذي جاء مع فوز روحاني في الانتخابات صاحبه أيضاً تشكك في قدرته على التغلب على الريبة والاستياء بين طهران وأغلب دول العالم. ولن يحل الفوز المفاجئ لروحاني الخلاف الدائر مع الغرب بسبب البرنامج النووي في أي وقت قريب أو يقلل من دعم البلاد للرئيس السوري بشار الأسد، وهي كلها قضايا يحدد السياسة فيها مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي. لكن الرئيس يدير الاقتصاد، وله كلمة مسموعة في عملية صنع القرار، وشعر الإيرانيون بوضوح بأن هناك ضرورة للتغيير بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المرتبطة بسوء الإدارة والإهدار والقمع. وقال روحاني للتلفزيون الحكومي «هذا الانتصار انتصار للحكمة.. انتصار للاعتدال.. انتصار للنمو والوعي، وانتصار للالتزام على التطرف والعصبية” وتعهد بالعمل من اجل كل الإيرانيين ومنهم من يطلق عليهم “الأصوليون» الذين هزمهم في الانتخابات، لكنه قال لوكالة الأنباء الإيرانية إن مشكلات البلاد «لن يتم حلها بين عشية وضحاها، ويحتاج هذا أن يحدث بالتدريج وبالتشاور مع خبراء». غير أن روحاني قال إن هناك فرصة جديدة «على الساحة الدولية» لمن «يحترمون حقاً الديمقراطية والتعاون والتفاوض الحر». وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للتفاهم مع إيران للوصول إلى «حل دبلوماسي» فيما يتعلق ببرنامجها النووي حتى رغم أنها وإسرائيل رفضتا استبعاد شن ضربات عسكرية على مواقع نووية إيرانية. واحتفل الناس في شوارع طهران وفي مدن رئيسية أخرى مع تأكيد انتصار روحاني. فقد نزل آلاف الإيرانيين إلى شوارع طهران للاحتفال، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي، ومطالبين بالمزيد من الحريات. وقالت طالبة قريبة من الإصلاحيين تدعى سارة لوكالة فرانس برس، وقد انفرجت أساريرها فرحاً لدى وصولها إلى وسط المدينة الذي غص بحشود غفيرة «أخيراً وبعد ثماني سنوات أرى سعادة في المدينة، أراها على وجوه الناس»، قبل أن يعلو خلفها هتاف المحتفلين بانتهاء عهد الرئيس أحمدي نجاد، مرددين «أحمدي، باي باي». وامتلأت غالبية الشوارع والساحات في وسط المدينة بجموع المحتفلين، في حين انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن تراقب ما يحدث عن بعد. وهتفت الحشود «قلنا لا للعسكري، لا لرئيس البلدية، نعم للشجاع روحاني» الذي فاز في الانتخابات من الدورة الأولى بعد حصوله على 18,6 مليون صوت من أصل 36,7 مليون صوت، أي 50,68 في المئة في الدورة الأولى للانتخابات، متقدماً بفارق شاسع على خمسة مرشحين محافظين، بينهم القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وفي شوارع العاصمة، انضم سائقو السيارات إلى جموع المحتفلين عبر إطلاق العنان لأبواق سياراتهم وإلقاء التحية على المارة الذين ارتدى الكثيرون منهم اللون البنفسجي الذي اختاره روحاني رمزاً لحملته الانتخابية. ورفع اشكان (31 عاماً) صورة كبيرة لروحاني ووضع في معصمه شريطاً أخضر رمز “الحركة الخضراء”، أي الحركة التي شهدتها إيران في يونيو 2009 للاحتجاج كما قالوا على عمليات تزوير سمحت بفوز أحمدي نجاد على المرشحين الإصلاحيين. وقمعت هذه التظاهرات بعنف واعتقل آلاف الأشخاص من طلاب وصحفيين وقادة إصلاحيين. وقال اشكان «إنه عهد جديد وإيران ستستعيد مكانتها. نحتفل لأن هناك أملاً جديداً في إيران». وسيتولى روحاني مهام منصبه في أغسطس المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©