سامي عبدالرؤوف (دبي) - بدأت مبادرة “أبشر” تنفيذ برنامج توظيف وتدريب المواطنين من حملة المؤهلات العليا أو الدبلوم، للعمل في القطاع الخاص، بحسب عيسى الملا، المدير التنفيذي في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية بدبي، عضو اللجنة التنفيذية في مبادرة “أبشر”.
ووفقاً للبرنامج، تتولّى الحكومة دفع 30% من رواتب المواطنين الحاصلين على فرصة عمل في القطاع الخاص من حملة المؤهلات العليا أو شهادة الدبلوم، لمدة 8 أشهر من بداية التحاقهم بالوظيفة، على ألا تتعدّى المساهمة الشهرية من الحكومة 5000 درهم شهرياً خلال المدة المذكورة.
كما تدفع الحكومة 10 آلاف درهم كحد أقصى لكل خريج مواطن متدرب في الوظائف المتخصصة، بينما تتحمل الجهة التي سيعمل لديها المواطن بقية تكلفة التدريب.
ووقع برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، أمس الأحد، مذكرة تفاهم مع مجموعة الحبتور، لتكون أول جهة بالقطاع الخاص تنفذ برنامج توظيف وتدريب المواطنين للعمل بالقطاع الخاص، من خلال الاتفاق على تدريب وتأهيل 10 مواطنين من الخريجين، كمرحلة أولى ليلتحقوا بالعمل بعد ذلك.
وتتولى مجموعة الحبتور، بالتنسيق مع برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، تدريب حملة شهادات الدبلوم وما فوق، للالتحاق ببرامج تدريبية متخصصة في مختلف الشواغر المتوافرة لديها، قبل أن يتم توظيفهم في المجموعة.
وقال عيسى الملا، المدير التنفيذي لبرنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية في دبي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مجموعة الحبتور، للإعلان عن توقيع المذكرة، “إن برنامج تدريب وتأهيل المواطنين الخريجين الجدد الحاصلين على دبلوم أو مؤهل عال، للعمل في القطاع الخاص، هو أحد برامج مبادرة “أبشر”.
وأضاف: هذا البرنامج تم إطلاقه مؤخراً وستكون فترته التجريبية عامين وتمتد حتى شهر مايو من عام 2015، ويستهدف خلال هذه الفترة تدريب وتأهيل 1000 مواطن، ومن ثم التحاقهم بالعمل في القطاع الخاص”.
وأشار الملا، إلى أنه بعد مرور عامين على البرنامج سيتم تقييم البرنامج والعمل على تطويره وفق رؤية ميدانية، منوهاً إلى أنه سيتم توسيع إعداد المواطنين المستفيدين من هذا البرنامج.
وأكد أن “الحبتور” من أولى المؤسسات التي تعمل على تدريب وتأهيل المواطنين ضمن بمبادرة “أبشر”، من خلال برنامج تنفيذ وتأهيل المواطنين الحاصلين على مؤهلات عليا أو الدبلوم.
وقال الملا “إنه لشرف كبير لنا أن نعمل على هذا المشروع المرموق الذي يشكّل جزءاً من مبادرة “أبشر”، فالبرنامج المخصّص لتوظيف الخريجين لا يعود بفائدة كبيرة على الإماراتيين وحسب، وإنما أيضاً على القطاع الخاص في الإمارات”.
وأضاف “يشكّل البرنامج مبادرة ممتازة للقطاع الخاص بكامله في الإمارات، نظراً إلى أن الشركات الخاصة تسعى جدياً إلى توظيف الخريجين الإماراتيين، وتهدف الحكومة من خلال هذا الاستثمار إلى مساعدة القطاع الخاص والمواطنين على السواء”.
وأكد الملا، أن التنمية البشرية هي الأساس في دولة الإمارات، وتوجد لدى الجهات المختصة بعملية التوطين والتوظيف، نية صادقة لتوظيف الخريجين الجامعيين المواطنين للعمل في مختلف المجالات، وخاصة القطاع الخاص.
وأفاد الملا، بأن برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية يهدف إلى بناء شراكات بين القطاع الخاص ومواطني دولة الإمارات، وزيادة توظيف المواطنين الإماراتيين والاحتفاظ بهم في وظائفهم على المدى الطويل.
وعن تحمل الحكومة جزءاً من قيمة تدريب المواطنين للعمل بالقطاع الخاص، قال الملا، “هذا المبلغ يدفع لمرة واحدة عند تدريب المواطن للالتحاق بوظيفة في القطاع السابق، وهذا أفضل؛ لأننا كنا في السابق ندرب المواطن، ثم نقدمه للجهة الراغبة في تشغيله، وأحيانا يكون التدريب ليس وفق الاحتياجات بنسبة كاملة”.
وتطرق الملا، إلى أن التركيز من الجهات المعنية على تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل، جعل معدلات البطالة تنخفض على مستوى الدولة، مدللاً على ذلك بأن معدل البطالة في دبي انخفض إلى 2,8% بنهاية العام الماضي، بينما كان المعدل في 2005، يصل إلى 10,7%.
من جانبه، قال محمد الحبتور، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة الحبتور، “نريد تشجيع المواطنين الإماراتيين للانضمام إلى مجموعة الحبتور؛ تعمل مجموعتنا في مجالات متنوّعة، وتقدّم الكثير من الخيارات المهنية. فمن خلال برامج من هذا القبيل فضلاً عن برنامج التوطين، سوف نعزّز حضور الإماراتيين إلى حد كبير في المجموعة في السنوات المقبلة”.
وأضاف “إن القطاع الخاص هو مفتاح التنمية والازدهار في المستقبل، ونحن نؤدّي دوراً حيوياً في توسيع اقتصادنا”.
وأكد الحبتور، أن الفرصة سانحة أمام عدد من الخريجين الإماراتيين للانضمام إلى برنامج تدريب الخريجين في مجموعة الحبتور، مشيراً إلى أن المواطنين في القطاع الخاص أثبتوا قدراتهم وجدارتهم، وهو ما يستدعي مزيداً من الاهتمام بتشغيل الكوادر الوطنية.
وقال “من المهم أن يؤدّي الإماراتيون دوراً أكبر من السابق في القطاع الخاص، لاسيما أن اقتصادنا يسير باتّجاه التنويع، وباتت أمام المواطنين الآن فرص أكبر من أي وقت مضى. ترحّب مجموعة الحبتور بالإماراتيين المثقّفين والمفعمين بالنشاط الذين يبدون حماسة للتعلم والنمو داخل المجموعة”.
عدد اليوم
