الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خير استثمار في الزمان كتاب

خير استثمار في الزمان كتاب
19 نوفمبر 2016 20:53
نهضة الأمم كانت من كتاب، وتشكلت أمة من كلمة «اقرأ». وأول آية تنزل على خير أمة، هي «اقرأ باسم ربك الذي خلق». «اقرأ» إنها افتتاحية الخير والسيادة، بداية أمة جديدة سوف تغير العالم وتسود الكون. فالقراءة وصناعة الكتابة هي خير استثمار على وجه الأرض، وعبر التاريخ، اشتهر الملوك والسادة والأثرياء بالمعرفة والقراءة. والواعي الراصد، يلحظ في السنوات الماضية تشكل مفهوم جديد بدأ يبرز على السطح، إنها دور النشر وسرعان ما انتشرت، رأيناها تتنافس في معارض الكتب الإماراتية والعالمية، ورأينا مؤلفيها وهم يجوبون المحافل العالمية. كل ذلك ترويجاً للكتب والمؤلفين. تقوم دور النشر بتبني المؤلف والكتاب، وتوجيهه، واختيار العنوان، ومساعدته في تقاسيم وتفاصيل الكتاب، والشكل والتصميم والطباعة والتغليف والتوزيع، كل ذلك ليصل الكتاب بسلام إلى رفوف المكتبات ومنصات المعارض ويستقر بين يدي القراء المحترمون. في عالم الاستثمار كل ذلك نسميه، أعمال تسويقية ودراسات وأبحاث تطويرية، وصناعة وإنتاج، وخدمات لوجستية. ولكن التوزيع والنشر وحده لا يكفي. لابد من خلق الطلب في الأسواق، وتثقيف الجمهور لأهمية المنتج الراقي البديع «الكتاب». فأطلقت القيادة الرشيدة، حملتها الموجهة والمدروسة، وتبعتها مبادرات عديدة تدعم القراءة وتخلق الطلب على (الكتاب والمعرفة) وأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله «القانون الوطني للقراءة» ومع هذا القانون ستبرز العديد من الفرص الاستثمارية في صناعة الكتاب. ونلاحظ بأن أشهر الأثرياء هم من محبي القراءة، ويشجعون مجتمعاتهم عليها، وبعضهم ألفوا كتبا ونشروها، ويوجد أثرياء مؤلفين في مجتمعاتنا العربية. والعديد من الشخصيات الاستثمارية والقيادية عرف عنهم حبهم للقراءة والثقافة، والكتاب صديقهم الدائم، ينهلون منه خلاصات الخبرات، وأسرار الحياة ومفاتيح النجاح. إذا جمهور الكتاب وعشاقه هم الأثرياء والقادة، وهذا مؤشر استثماري مشجع لصناعة الاستثمار في الكتاب ومشتقاته، فالمحور هو الكتاب وتحيط به استثمارات وكنوز وفرص. ستيفن كوفي الخبير الإداري، كتبه المباعة حول العالم تجاوزت 22 مليون كتاب. عوضا عن استثماراته في مشتقات الكتاب، كصناعة الحقائب التدريبية وغيرها، بل وتم تأسيس مؤسسة فرانكلين كوفي ودخلت في شراكات وتحالفات عالمية، ووكلاءها في أنحاء العالم. ولكن ماهو نصيب الكتاب العربي، ونصيب الكتاب المترجم. لذا هناك فرص كبيرة في أسواقنا العربية، والسر يكمن في اكتشاف صناعة الاستثمار في الكتب والمؤلفات الأميركية، فلو تم استغلال الدعم والتشجيع الحكومي الحالي في الإمارات والخليج العربي، وقرر المستثمرون استكشاف أسرار صناعة الاستثمارات الكتب الأميركية، واليابانية، والأوروبية، فهؤلاء سيحققون ثراءً عظيماً، وما أجمله من استثمار وما أرقاها من صناعة. فعلى سبيل المثال بلغت إيرادات الكتب في أميركا 27.7 مليار دولار سنة 2015، وبلغت الكتب المباعة 2.71 مليار نسخة، وبالتالي كل هذه مؤشرات على حجم الاستثمار في صناعة الكتاب. ومن هذه المنتجات، مبيعات الكتب الورقية، والإلكترونية، والمسموعة، وأرباح التلفاز والسينما. وبنظرة على الوضع في الدول العربية، يبلغ التعداد السكاني العربي في 2016 قرابة 400 مليون نسمة، فلو فرضنا بأن 20% يحبون القراءة وشراء الكتب، ولو فرضنا بأن متوسط شراء الفرد 12 كتاباً سنوياً»، إذا هناك فرص استثمارية لبيع 960 مليون كتاب سنوياً، أي ما يعادل الإنتاج النفطي لبعض الدول. والسؤال هو، هل الاستثمار في صناعة الكتب ومشتقاتها مثمر وذو جدوى؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©