الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

تقنية بسيطة لتوفير المياه من الضباب

تقنية بسيطة لتوفير المياه من الضباب
17 يونيو 2015 18:23

غيرت فكرة بسيطة قائمة على تحويل الضباب إلى ماء، حياة سكان خمس قرى جنوب غرب المغرب، إذ جنبتهم مشقة قطع عشرات الكيلومترات كل يوم من أجل الحصول على حاجتهم من ماء الشرب.

فعلى ارتفاع 1225 مترا عن سطح البحر، وفوق قمة جبل "بوتمزكيدة" المطل على خمس قرى متاخمة لمدينة سيدي ايفني في الجنوب الغربي للمغرب، انتصبت أربعون شبكة ضخمة معترضة مسار الضباب المخيم على الجبل.

هذه الشباك تشكل "فخا" لقطرات الماء المتبلورة من الضباب، حيث تقوم ب"حصدها" باستمرار، لتتم معالجتها بعد ذلك وخلطها مع مياه الآبار ونقلها بعد ذلك عبر الأنابيب إلى القرويين القاطنين في القرى عند سفح الجبل.

ويوضح عيسى الدرهم، رئيس جمعية "دار سيدي حماد للتنمية والتربية والثقافة" أن فتح صنبور والحصول مباشرة على مياه عذبة في مثل هذه المنطقة ذات المناخ شبه القاحل، يعتبر "ثورة" في نظر السكان.

في قرية إيد عاشور، وهي واحدة من القرى الخمس المستفيدة من المشروع، كانت النساء والأطفال يقطعون أربع ساعات يوميا في المتوسط ذهابا وإيابا للحصول على المياه من الآبار، ويتضاعف هذا الوقت مع فصل الصيف حيث تصبح المياه أكثر ندرة.

وتشرح مسعودة بوخلفة (47 سنة) معاناتها في الماضي "كنت أملأ قنينتين سعة الواحدة عشرون ليترا، وذلك أربع مرات في اليوم، لكن لم تكن تكفينا لأن لدينا بعض رؤوس الماشية".

وظهرت تقنية "حصد الضباب"، كما يحب أن يسميها سكان القرى، قبل نحو عقدين في قمم جبال الانديس في تشيلي، حيث كثافة الضباب مناسبة لحصده.

وهذه التقنية التي طورتها منظمة "فوغ كويست" غير الحكومية وجربتها في عدد من بلدان العالم مثل غواتيمالا والبيرو وناميبيا تستخدم الآن للمرة الاولى في شمال افريقيا.

واختار المشرفون على المشروع في المغرب مناسبة اليوم العالمي للمياه الموافق في 21 آذار/مارس لفتح أنابيب التزويد الرئيسية، ومنذ ذلك التاريخ "استفاد 92 منزلا، أي نحو 400 شخص" من الماء الصالح للشرب، بحسب منير عبار المشرف على الإدارة التقنية للمشروع.

ويشرح عيسى الدرهم الذي كان وراء هذه المبادرة أن ما يساعد في نجاحها هو "كثافة الضباب في المغرب بسبب ثلاثة عوامل أساسية هي الضغط الجوي المرتفع (..) والتيارات البحرية الباردة، (..) والحاجز الذي تشكله الجبال".

وبحسب الدرهم، هذه التقنية "تقلد الطبيعة فقط" في تحويل الضباب الى ماء سائل، ثم تتكفل شبكة بحجز هذه المياه الصالحة للشرب لتخزينها وتوزيعها.

وعن إيجابيات هذه التقنية يقول "إنها صديقة للبيئة وتساعد على الحفاظ على منسوب المياه الجوفية في المنطقة، والذي يتعرض للاستنزاف"، إضافة إلى تخفيض قيمة فواتير المياه وشراء الخزانات أو استئجارها على السكان، خاصة في أوقات الجفاف.

وبحسب جمعية "دار سي حماد"، فإن مياة الضباب خفضت تكلفة نقل المياه ثلاثة أضعاف.

ويتعين على السكان دفع مساهمات رمزية للحصول على عداد يعمل بالبطاقات المدفوعة مسبقا.

ويرى السكان أن هذه التقنية أشبه بالهبة من السماء، تجعلهم يستفيدون من أوقاتهم في الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، مثل استخلاص زيوت شجرة الاركان، بدل بذل الساعات الطوال في تأمين المياه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©