جودت صبرا (بيروت) - عاد التوتر الشديد الى مدينة طرابلس في شمال لبنان امس بعد بروز تعديات متبادلة بين العلويين في جبل محسن والسنة في باب التبانة، واستخدام اسلوب جديد في المواجهات تمثل باستعمال كواتم الصوت في اطلاق رصاص القنص.
واربك رصاص القنص بواسطة كواتم الصوت الجيش اللبناني والقوى الامنية المنتشرة بكثافة في المدينة لاسيما في شارع سوريا الفاصل بين التبانة وجبل محسن، بحيث استحال على رجال الامن تحديد مصدر النيران للرد عليها واسكاتها (وفق تعبير مصادر في الحزب “العربي الديمقراطي” في منطقة جبل محسن).
وقالت المصادر نفسها في اتصال مع “الاتحاد” ان منطقة جبل محسن لا تزال تتعرض لرصاص قنص متقطع مجهول المصدر منذ صباح امس وحتى العصر، والى اعتداءات على سكان من المنطقة. واصفة الوضع بـ”الخطير جداً”. واوضحت قيادة الحزب انها تقدمت بشكوى الى استخبارات الجيش احتجاجاً. لافتة الى ان الضابط المسؤول ابدى استنكاره نظراً لصعوبة معرفة مصدر القنص. معتبراً ان هذا التطور في خرق الهدنة خطير جداً.
واشارت المصادر الى تعرض احد تجار جبل محسن الى الضرب المبرح من قبل ملثمين سلبوه مبلغ 6 آلاف دولار، ولفتت الى توقيف فتى عمره 17 عاماً والاعتداء عليه بالضرب لانه من جبل محسن، واضعة المصادر هذه الاعتداءات في سياق الفلتان الامني الذي يحتاج الى تدابير رادعة وحاسمة قبل حصول الاسوأ لان “الجمر تحت الرماد”.
وافاد مصدر امني في شمال لبنان عن اشتباكات على الحدود الشمالية – الشرقية بين القوات السورية النظامية ومجموعات من مهربي الاسلحة تدعمها عناصر الجيش “السوري الحر”.
واكد سكان عكار ان رشقات من الرصاص الكثيف والانفجارات ناجمة عن مواجهات عسكرية تركزت في منطقة البقيعة الغربية باتجاه قرية بني صخر التي تعرضت منازلها الحدودية لرشقات نارية، وترددت اصوات الانفجارات والاشتباكات بالاسلحة المختلفة في قرى وادي خالد. وتقدمت كتلة “المستقبل” ممثلة بالنائب أحمد فتفت باستجواب للحكومة اللبنانية حول اعتداءات الجيش السوري على السيادة اللبنانية، وسأل عن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة للرد على رسالة المندوب السوري بمجلس الأمن بشار الجعفري.
كما سأل عن علاقة توقيف القطري عبدالسلام العطية بدعوة بعض الدول العربية رعاياها لعدم السفر الى لبنان وهل اجري تحقيق بما ادلى به شادي المولوي عن تعرضه للتحقيق وتهديده في مقر الامن العام.
وكان المنسّق المقيم لنشاطات الامم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز قد تفقد بلدة عرسال في البقاع الشمالي، وعقد اجتماعاً مع رئيس بلديتها ووجهاء البلدة، واطلع على حقيقة الوضع في البلدة والمنطقة وما جرى في الايام الاخيرة من مواجهات عسكرية. وتحدث واتكنز عن الخروقات على الحدود اللبنانية السورية، حيث قال: “تتابع الأمم المتحدة عن قرب التطورات الحاصلة في البلدة وخصوصاً على الحدود مع سوريا، ونعمل للحد من هذه الخروقات ومساعدة لبنان في هذا الموضوع”.
وأضاف واتكنز: “بالنسبة إلى اللاجئين السوريين نعمل على تأمين المساعدات اللازمة من غذاء وصحة، وهم بحاجة إلى جهود إضافية، ولا نتوقع انتهاء الأزمة السورية قريباً، وسوف ألتقي العائلات النازحة للاطلاع على مشاكلهم عن كثب”، مؤكداً “حرص الأمم المتحدة على مساعدة السلطات اللبنانية لتأمين الحاجات الإنسانية للنازحين”،
عدد اليوم
