الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان: ضغوط «ديمقراطية» لتسريع الانسحاب

أفغانستان: ضغوط «ديمقراطية» لتسريع الانسحاب
18 يونيو 2011 22:22
يمارس زعماء "ديمقراطيون" في الكونجرس ضغوطاً جديدة على إدارة أوباما لتنفيذ سحب القوات الأميركية من أفغانستان بوتيرة أسرع من تلك التي يعتبر العديد من الزعماء العسكريين أنها تعكس حس المسؤولية، ما يرغم الرئيس على السعي لإيجاد توازن بين مطالب حزبه وتقييم جنرالاته الميداني في وقت تدخل فيه هذه الحرب مرحلة جديدة. فعندما أعلن عن استراتيجيته الخاصة بالحرب قبل 18 شهراً مضت، حدد أوباما شهر يوليو تاريخاً للشروع في سحب قرابة الـ100 ألف جندي أميركي الموجودين في أفغانستان. وقد وصفت الإدارة الخفض في عديد القوات باعتباره خطوة أخرى في استراتيجية الرئيس. غير أن السيناتور "جون كيري"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يعد واحداً من بين عدد متزايد من زعماء الكونجرس الذين يدعون أوباما إلى اغتنام التقدم الذي تحقق خلال الـ18 شهراً الماضية وتضييق وتركيز أهداف المهمة. ويجادل هؤلاء المشرعون بأنه يتعين على الإدارة، في هذه الأوقات التي تواجه فيها البلاد ظروفاً مالية صعبة، أن تركز على استهداف "القاعدة"، وتعمل لحماية المصالح الأمنية الأميركية الأخرى في المنطقة، بدلاً من الحفاظ على عمليات النشر العسكري الواسعة عبر جزء كبير من جنوب وشرق أفغانستان، أو التركيز فقط على عناصر بناء الدولة المكلفة ضمن استراتيجية محاربة التمرد. وهذا الضغط السياسي يمكن أن يرغم البيت الأبيض على فتح نقاش داخلي مثير للخلاف كذلك الذي ظهر في خريف 2009، عندما تحدى مستشارو أوباما المدنيون الجيش بشأن أفضل السبل لتغيير مسار الجهد الحربي الضعيف. ولكن أوباما سيتخذ قراره، هذه المرة، وسط جهوده الحثيثة ضمان إعادة الانتخاب، في وقت جعل فيه مقتل بن لادن بعض المشرعين يجادلون بأن الوقت غدا مناسباً لخفض الجهد الحربي الأميركي بشكل دراماتيكي. وفي هذا الإطار، قال كيري (الديمقراطي عن ولاية ماساشوسيتس): "على الرئيس أن يغتنم ذلك النجاح ويدفعنا في اتجاه يسرّع قدرة الأفغان" على تسلم قيادة العمليات. وفي هذه الأثناء، ينتظر أوباما مجموعة من التوصيات من قادته العسكريين بشأن عدد الجنود الذين ينبغي سحبهم في شهر يوليو، ووتيرة الانسحاب خلال الأشهر المقبلة. ويمكن أن يقوم وزير الدفاع روبرت جيتس، الذي ختم مؤخراً جولة دامت 11 يوماً زار خلالها أفغانستان، بنقل خيارات الجنرال بترايوس المقترحة إلى أوباما خلال الأسبوع المقبل. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" للصحافيين يوم الخميس الماضي: "إن الرئيس بالطبع واعٍ جدّاً بالطريقة التي نستعمل بها مواردنا، وبتحديد الأولويات بخصوص كيفية استعمال هذه الموارد"، مضيفاً: "والحقيقة هي أننا نحرز تقدماً... وأنا واثق أنه عندما سيعلن عن القرار الذي سيتخذه بخصوص خفض عديد الجنود، فإنه سيضعه أيضاً في سياق تطبيق الاستراتيجية التي وضعها في ديسمبر 2009". وفي ذلك الشهر أعلن أوباما عن قراره إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، متبنيّاً بذلك إلى حد كبير استراتيجية أوصت بها القيادة العسكرية. ولكن استجابة لمستشاريه المدنيين القلقين بشأن حجم التصعيد، حدد أوباما أيضاً الشهر المقبل (يوليو) باعتباره تاريخاً لبداية نهاية الزيادة في عديد القوات. ومع اقتراب هذا التاريخ، يحتدم السجال حول مدى سرعة أو بطء مغادرة هذه الحرب التي عمرت قرابة عقد من الزمن. وعندما تبنى أوباما الاستراتيجية في 2009، كان جديداً نسبيّاً في دور القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان يومها في طور ضبط علاقته بجنرالاته. أما اليوم، فلديه تجربة أكبر كزعيم في زمن الحرب، وهنا يمكن الإشارة إلى قراره الخطير الترخيص لغارة داخل باكستان أسفرت عن مقتل بن لادن الشهر الماضي، ولمعت صورته كرئيس لديه الثقة في جيشه -وإن كان محللون أجانب يذهبون إلى أنه قد يشعر الآن بقدرة أكبر على رفض نصيحة جنرالاته. واللافت أن السجال حول عدد الجنود الذين ينبغي سحبهم من أفغانستان الشهر المقبل كان أهدأ بكثير من ذلك الذي جرى حول مراجعة الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان في 2009 والذي استغرق أشهراً عدة. ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن أوباما، الذي يتسلم تقريراً أسبوعيّاً حول أفغانستان من وزارة الخارجية ويعقد جلسة شهرية حول الحرب مع فريقه للأمن القومي، لا يحتاج إلى نقاش داخلي طويل أو مراجعة طويلة لاتخاذ القرار. وفي هذا الإطار، قال مسؤول رفيع في الإدارة وافق على التحدث حول مناقشات البيت الأبيض الداخلية شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن النقاشات ستتمحور حول تفاصيل تطبيق الاستراتيجية التي انكببنا عليها. ولا أرى في الحقيقة سبباً للتركيز على مراجعتها". وقال هذا المسؤول إن ثمة "ضغطاً كبيراً جدّاً على طالبان "وإن" عملية سياسية يقودها الأفغان، لم تكن موجودة من قبل، قد بدأت تتشكل اليوم بعد أن مات بن لادن وباتت «القاعدة» مراقَبة". وأضاف المسؤول مستطرداً: "في الوقت الراهن، عندما نقوم بهذه المناقشات، ننظر إلى كيفية الحفاظ على هذه المكاسب، والشروع في عملية انتقالية على نحو يعظم ويقوي احتمالات الحفاظ على الشعب الأميركي آمناً". وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إلى الواجهة شخصيتان تمثلان جانبي النقاش الداخلي الذي تجريه الإدارة حول الوتيرة المثلى لسحب الجنود هما: كيري وجيتس. فقد وصف "كيري" تكلفة الحرب التي تبلغ 10 مليارات دولار في الشهر بأنها "غير قابلة للاستمرار". وفي يوم الأربعاء الماضي، أصدرت لجنته تقريراً ينتقد برنامج المساعدة الاقتصادية الذي يعد جزءاً أساسيّاً من هدف استراتيجية محاربة التمرد المتمثل في جلب الاستقرار والحكومة إلى أجزاء من البلاد كانت خاضعة لسيطرة "طالبان" في الماضي. وفي المقابل، يقول "جيتس" إن على أوباما أن يتحرك بحذر بخصوص سحب الجنود من ساحة المعركة لأن المكاسب ما زالت، حسب تقييم البيت الأبيض "هشة وقابلة للانتكاس". ومعلوم أن أوباما يعتمد على "جيتس" كهمزة وصل موثوقة مع الجيش، ومن المنتظر أن ينهي ولايته التي دامت خمس سنوات هذا الشهر. وفي هذا السياق، قال "جيتس" يوم الجمعة في خطاب ألقاه في بروكسل: "أستطيع أن أقول لكم إنه لن يكون ثمة تسرع في الانسحاب!". سكوت ويلسون وكارين دي يونج - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©