إبراهيم سليم (أبوظبي)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق غداً الدورة الثانية لمنتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» والتي تستمر لمدة يومين في قصر الإمارات في أبوظبي، وينظمها مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي.
ومن المقرر أن يلقي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، كلمة رئيسة في المنتدى، الذي يشهد عقد 90 جلسة، ويستضيف 80 متحدثاً من 80 بلداً، و1065 مشاركاً من معلمين وخبراء وقادة رأي ومسؤولين حكوميين ورواد في قطاع التعليم من دول عدة في حوارات تفاعلية حول تجاربهم وقصص نجاحهم في مجال التعليم.
ويشهد مختبر المعلمين المصاحب لفعاليات منتدى المعلمين الدولي «قدوه»، العديد من الورش المهمة للمعلمين، والتي تناقش الدعم الرقمي للتربية الأخلاقية، ودور المعلم في تربية الطلبة على القيم، وكيفية تعلم مهارات القرن الحادي والعشرين، والتعليم المرتكز على الطالب، وتطوير مكانة المعلم، وطرق التعليم المدمج التي تركز على تدريب الطالب وتحفيزه.
مختبر المعلمين
ويناقش مختبر المعلمين، الاستفادة من التعليم عبر «الإنترنت» في الصفوف المدرسية، من خلال محاضرة لـ هيذر ستيكر، مؤسس ورئيسة Ready to Blend الأميركية، حيث تتناول دور المعلم في نماذج التعليم الجديدة، مثل الصفوف الدراسية المعكوسة، والتعليم المدمج، وفي هذا المختبر، يتعرف المعلمون إلى طرائق التعليم المدمج التي تركز على تدريب الطالب وتحفيزه.
ورش متنوعة
ويقدم ورشة «مدارس للناجحين: بناء رواد الأعمال» نيك كافكا، وسالي آن والكر، مديرة برامج، وراشمي كاثوريا، مدرّسة رياضيات في مدرسة كولاشي هنسراج النموذجية، الهند، وتدور الورشة التي تأتي ضمن مختبر المعلمين حول كيفية تعلم مهارات القرن الحادي والعشرين باستخدام مدارس الإعمال كمنصة تجريبية تعكس الواقع، وتهدف إلى تسليح المشاركين بالورشة بالمعرفة حول كيفية إعداد جيل من رواد الأعمال ومبتكري الوظائف.
ويتحدث في ورشة «تطوير مكانتك في التعليم» جيسون شان، وجيرالد لام، من مجموعة أوايكن في سنغافورة، حول كيفية الاستفادة من المهارات الشخصية وسمات القيادة، وتنمية مكامن القوة، لنصبح معلمين، وقادة أفضل، وتساعد هذه الورشة المعلمين على استخدام مقاربة مرتكزة على المهارات والكفاءات الشخصية، للارتقاء بدورهم إلى أفضل مستوى.
كما يقام ضمن المختبر بالمنتدى ورشة بعنوان «مسابقة قدوة»، وتعد هذه الجلسة بمثابة مسابقة مصغرة، يختبر فيها المعلمون برامجهم، ويصوتون لاختيار الأفضل من بينها، ويتحدث فيها سو يونغ كانغ، وروزلينا شاي وسكاندارإيشوار، و شاندرا راجاشاندرا، وغنوبيه، من سنغافورة حول كيفية أو إمكانية استخدام الألعاب لتحفيز الطلبة على التعلم والمشاركة بفعالية في الصف المدرسي، وفيها المعلمون مدعوون لمناقشة قضايا مرتبطة بتجاربهم في المدرسة وابتكار، برامج على تطبيق «غنوبيه» للهواتف المتحركة.
التربية على القيم
وخلال فعاليات اليوم الثاني لفعاليات المنتدى وضمن مختبر المعلمين، تتناول إحدى الورش دور المعلم في تربية الطلبة على القيم، ويقدمها جيسون شان وموزيس موهان، من مجموعة أواكن سنغافورة، وتناقش مدى إمكانية تضمين القيم في الصفوف الدراسية باستخدام مقاربات التخطيط المنظم، وتشارك مجموعة أوايكن أفكارها المبتكرة لتضمين القيم في الصفوف الدراسية باستخدام مقاربة التخطيط المنظم المكون من خمس خطوات.
التربية الأخلاقية
ويشمل المختبر برنامج المفكرين الشباب: الدعم الرقمي لدعم التربية الأخلاقية، وتتحدث خلاله مروى قاسم، استشارية تعليم وتدريب، جمهورية مصر العربية، ونسمة فرحات، مديرة برنامج التعليم، من مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، الإمارات، في جلسة بعنوان «استكشفوا المصادر الرقمية الجديدة» والمصممة للطلبة في الإمارات، والتي تتعلق بالاستشارات حول التخصص الأكاديمي والمهني، إضافة إلى المهارات التي تضمن للشباب تحقيق النجاح، والأساليب التي تدعم مناهج التربية الأخلاقية في المدارس.
ويتيح المختبر تطبيق الوسائل في الصفوف المدرسية من خلال استخدام تقنية جديدة في التعليم، وتستهدف ورشة العمل هذه المدرسين لمرحلة التعليم العالي بشكل خاص.
تمكين الطلبة
وفي ورشة بعنوان «تمكين الطلبة من تحقيق النجاح»، يتحدث أحمد إبراهيم، من «مايكروسوفت - الإمارات»، وباسل عجلاني استشاري تربوي، حول مساعي «مايكروسوفت» إلى تمكين الطلبة من تحقيق النجاح، كما توفر منصة للتطوير المهني تساعد المعلمين على التعاون، والحصول على دورات عبر «الإنترنت» تدعم حصصهم الدراسية، ويتعرفوا من خلالها إلى برامج مايكروسوفت التعليمية، والتي تهدف إلى تمكين المعلمين وتعزيز التواصل بينهم.
وتضم الورش، ورشة «كيفية تعلم مهارات القرن الحادي والعشرين: السر في المزيج المتناغم»، ويشارك فيها ميثون كامات، الرئيس التنفيذي لـ جيمس سكيلز، والتي تؤكد أن نجاح أي مقاربة للتعليم المرتكز على الطالب يعتمد على كيفية المزج بين الأساليب التي تحقق النتائج المرجوة، ويتم فيها التعرف إلى أسلوب أحد الخبراء العالميين في تعليم المهارات، من خلال الألعاب، ويقدم هذا المختبر تجارب مبتكرة ومجموعة من التمارين التي تساعد في فهم كيفية تطبيق طرائق مختلفة.
معلمون وخبراء ورواد
يجمع منتدى «قدوة» الذي يترقبه المعلمون، ضمن فعالياته نحو 1065 مشاركاً من معلمين وخبراء ورواد في قطاع التعليم من الإمارات وجميع أنحاء العالم لتبادل التجارب والرؤى التي تلهم معلمي المستقبل وترتقي بمسيرة التعليم، ويناقش المنتدى قضية التعليم من أجل المستقبل، وذلك من خلال جلسات تفاعلية ونقاشات وورش عمل مع خبراء ومؤثرين ورواد في قطاع التعليم من كل أنحاء العالم.
ويناقش المنتدى كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لإثارة الفضول لدى الطلبة وتحفيزهم على التعلم، وتحفيز الطلبة على اكتساب الشغف بالقراءة، ويقام «قدوة» بالشراكة مع مؤسسات محلية، مثل وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية ومجلس الشارقة للتعليم ومركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، بالإضافة إلى مؤسسات عالمية مثل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومؤسسة فاركي.
3 محاور رئيسة
يشار إلى أن برنامج «قدوة 2017» مبني على ثلاثة محاور رئيسة، هي «اسأل - شارك - تقدم»، حيث يسعى المشاركون في المحور الأول إلى إثارة الأسئلة حول أبرز القضايا التي تشغل المعلمين في عالمنا المعاصر، بينما يتبادلون في المحور الثاني أفكارهم وخبراتهم في سعيهم لإيجاد حلول لهذه القضايا.. فيما تتركز الحوارات في المحور الثالث والأخير على كيفية تطوير أساليب التعليم ليواكب المتغيرات المتسارعة التي تحدثها الابتكارات التكنولوجية. وتتكامل المحاور الثلاثة لتشكل أبعاد الحوار العالمي الذي يهدف إليه «قدوة» وعنوانه «التعليم من أجل المستقبل».
ويطرح المحور الأول «اسأل» أسئلة حول مستقبل التعليم، لشخصيات ملهمة طرحت، وقدمت مقاربات جديدة غيرت نماذج التعليم التقليدي التي عرفتها المدارس لسنوات طويلة، ضمن جلسات تفاعلية تفتح المجال واسعاً للحوار البناء، وخلال المنتدى سيتم عرض كل الأسئلة المطروحة ضمن الجلسات على جدار رقمي ليتسنى للمتحدثين مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما يتضمن المحور الثاني «شارك» تجارب ملهمة تتيح للمشاركين التعرف على أفراد مميزين أحدثوا تغييراً جوهرياً في عالم التعليم، إضافة إلى جلسات نقاش توفر للمشاركين فرصة صياغة برنامج «قدوة»، خلال الوقت الفعلي للمنتدى، وذلك لاختيار المواضيع التي تهمهم، ويرغبون بمناقشتها خلال فعالياته، وتتاح للمعلمين فرصة التصويت على هذه المواضيع المقترحة من خلال تطبيق «قدوة» للهواتف الذكية.
فيما يهدف المحور الثالث «تقدم»، إلى إتاحة المجال للمعلمين التعرف إلى المبدعين والرواد، وكيفية تعزيز ثقافة القيم في الصفوف الدراسية، وتتضمن فعالياته «حلقة مع الخبراء» لمناقشة واقع التعليم ومتغيراته، والسبل التي تتيح للمعلمين التكيف مع هذه المتغيرات، والارتقاء بالتعليم من أجل المستقبل.
عدد اليوم
