الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يحلمون بـ "نسخة استثنائية" في كأس آسيا 2019.. المتطوعون: شعارنا "رد الجميل للوطن"

يحلمون بـ "نسخة استثنائية" في كأس آسيا 2019.. المتطوعون: شعارنا "رد الجميل للوطن"
14 أغسطس 2018 00:45

أبوظبي (الاتحاد)

في كل أنحاء العالم يوجد المتطوعون بالآلاف خلف كل الأحداث الرياضيّة، وهم يتمتعون دائماً بابتسامة عريضة ورغبة مستمرة في المساعدة، بالرغم من أن عملهم لا يدر عليهم أي عائد مالي، بالإضافة إلى كونه ليس عملاً سهلاً.. ففي بعض الأحيان، يعمل المتطوع ساعات طويلة، فتجده تارة مع كبار الضيوف وتارة أخرى مع اللاعبين أو الصحافة الدولية، ولكن لماذا يقدم المتطوّع على هذا العمل، ويقوم بكل هذه المجهودات المضنية؟
يجيب على التساؤل ثلاثة من أبناء الإمارات، الذين استجابوا للنداء بحماس كبير ليكونوا جزءاً مهماً من كأس الأمم الآسيوية الإمارات 2019، أحدهم يعمل مصوراً فوتوغرافياً، ويبلغ من العمر 26 عاماً، والثانية، رائدة أعمال وأم لثلاثة أطفال وهي في الـ 37 عاماً، والثالثة مهندسة عمرها 28 عاماً.. مشوار الثلاثة ومجالات عملهم تبدو مختلفة كليّا، ولكن يجمعهم حب العمل التطوّعي.
ماجد الكثيري من أبوظبي، الوزنة فلاح من دبي، ونورة الحمودي من الشارقة، كانوا ضمن الكادر التطوعي خلال كأس العالم للأندية 2017، والتي استضافتها الإمارات.. كان لكل منهم دافعه الخاص لخوض التجربة، واجهوا من خلالها تحديات مختلفة، ولكن أجمع الثلاثة على أن التجربة منحتهم الفرصة لتعلم مهارات جديدة أسهمت بتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وبينما يعمل المنظمون لكأس آسيا في البحث عن آلاف المتطوعين.
تجمع الوزنة فلاح بين رعايتها لأطفالها الثلاثة وإدارة متجرها الإلكتروني ومشاركتها المستمرة كمتطوعة في الأحداث الرياضيّة التي تستضيفها الإمارات، ففي كأس العالم للأندية، عملت الوزنة كمشرفة في قسم البروتوكول وكانت مسؤولة عن الإشراف على رعاية وراحة كبار الشخصيات والشخصيات البارزة خلال الحدث. وتقول: «التطوع يجري في دمي، فأنا أتطوع طوال حياتي، وأحب مساعدة الناس من خلال ذلك، ويعلمني التطوع الكثير من المهارات، مثل كيفية التفاعل مع الناس وكيفية التحكم في نفسي وأن أكون شخصاً خيّراً ومعطاءً. نحن محظوظون جداً بالعيش الكريم في هذا البلد، لذلك من الواجب أن نرد بعض الجميل».
وأضافت الوزنة: «ننعم في هذا الوطن بدعم لا محدود، سواء في الصحة أو التعليم، ومن الرائع أن أرد ولو شيئاً يسيراً لوطني، أحث أبنائي وأصدقائي على خوض هذه التجربة، التي ستعود على أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم بالنفع الكبير».
وتتفق نورة الحمودي من إمارة الشارقة التي تعمل كبيرة مهندسي الطرقات والخدمات في هيئة كهرباء ومياه دبي، والتي تحمل شهادة الماجستير، مع الوزنة حول المردود الشخصي للعمل التطوعي، حيث عملت أيضاً في كأس العالم للأندية كمشرف في إدارة الملعب وفي الألعاب الأولمبية الخاصة في أبوظبي خلال شهر مارس الماضي، حيث كانت مسؤولة عن فريق مكون من 76 متطوعاً.
وقالت نورة، التي كان من ضمن مسؤولياتها خلال كأس العالم للأندية إدارة الفعاليات الترفيهية وإدارة الحشود واللاعبين وإرشاد المصورين لالتقاط أفضل اللقطات التي يمكن أن نعرضها للجماهير على الشاشات الكبيرة: «عليك أن تجرب العمل التطوعي مرة واحدة بعد ذلك سترغب في تكراره مرات عدة، أحب العمل التطوعي أكثر من حياتي الشخصية. أستطيع أن أتجاهل أي ضغوط بأن أذهب للتطوع، حيث ألتقي أنواعاً مختلفة من الناس في مكان واحد. إنها تجربة مختلفة كلياً. تكتسب في التطوع مهارات جديدة وتتعلم كيفية إدارة الناس. قمت بإجراء بحث مطوّل حول كل شيء عندما تطوعت لأول مرة، وسجلت ببعض الدورات التعليمية لتعلم المزيد».
وأما المصور الفوتوغرافي ماجد الكثيري، فكانت تجربته في التطوع في كأس العالم للأندية رحلة شخصية خاصة أسهمت في تنمية مهاراته، حيث عمل ضمن فريق التسويق والإعلام، وكان مسؤولاً عن تنسيق عمل وسائل الإعلام المختلفة، وتسهيل حركتهم وتوفير الأدوات اللازمة والاحتياجات الرئيسة. كما كان مسؤولاً عن تنسيق جداول عمل الفريق وأوقات مناوبتهم وجلساتهم. وتولى في وقت لاحق من البطولة إدارة التسويق.
وقال ماجد البالغ من العمر 26 عاماً: «إن أردت وصف تجربتي على مدار البطولة بكلمة واحدة، سأقول بأنها مذهلة.. كان الأمر صعباً في البداية، إلا أن إحدى الفوائد الرئيسة للتجربة كانت التعرف إلى أشخاص رائعين وموهوبين يتحدثون لغات مختلفة من جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «درست هندسة الكهرباء، ولم يكن هناك الكثير من أوجه التشابه بين وظيفتي وخبرتي. ومع ذلك، فإن المهارات التي طورتها من خلال مشاركتي كمتطوع كانت ذات قيمة كبيرة لتطوري على المستوى الشخصي، ويسعني أن أقول بفضل ذلك إنني أمتلك مجموعة قيّمة من المهارات الحياتية المهمة بغض النظر عن المجال الذي أعمل فيه».
وبالنسبة لماجد، كان الاحتكاك بذوي الخبرة من أنحاء العالم كافة من أجمل التجارب التي عاشها طوال حياته، واصفاً الروح العامة بالملهمة، وقال: «إنها تجربة رائعة ستعلمك الكثير، وأهمها الصبر ولقاؤك بأناس عظماء.. كانت الروح حماسية جداً خلال البطولة، ولم أشعر بأن تطوعي كان التزاماً أو عملاً، وإنما شعرت كأننا أسرة وأخوة، كان الناس مفعمين بالإيجابية ومتعاونين للغاية مما أشعرني بالفخر لكوني جزءاً من الفريق، ما يلهمني حقاً هو أن كل شخص تلتقيه يُثريك بمعرفته وطريقته المختلفة».
وعن رسالته لأبناء وبنات الإمارات حول التطوع في كأس آسيا قال ماجد: «أوصي وأنصح الناس بالتسجيل، فنحن سفراء لبلدنا، ويجب أن يشعر كل من يزور الإمارات بأننا نعمل معاً لتقديم أفضل تجربة للجميع».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©