الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوقت المستقطع» ينتقل إلى دوري الخليج العربي في الموســــــم الجديد

«الوقت المستقطع» ينتقل إلى دوري الخليج العربي في الموســــــم الجديد
2 يوليو 2014 02:12
في كل دولة، أو مدينة، أو شارع، أو بيت، بل في الغرف أيضاً، في كل قارات وبلاد العالم، لا يتوقف الحديث عن مونديال كرة القدم هذه الأيام، وهو الحدث الذي يخطف الأضواء من كل أحداث الحياة السياسية والاجتماعية والفنية في كل أرجاء الأرض، ولذلك نفتح هذه المساحة لنتعرف على طريقة تفاعل كل الأطياف مع «الكأس الكبيرة»، بكل الوجوه، وبكل الألوان، من خلال الشارع العربي بوجه عام، والإماراتي على وجه الخصوص، وذلك بعد أن قررنا أن نفتح هنا ملعبنا الخاص «ماراكانا الإمارات»، لنعيش معكم أيام المونديال على طريقتنا. علي معالي (دبي) نسمع كثيرا مصطلح «الوقت المستقطع» في ملاعبنا الرياضية، في كرة الطائرة واليد والسلة.. ففي الكرة الطائرة، يحق لمدرب الفريق طلب وقت مستقطع مدته 30 ثانية، يقوم خلالها المدرب بوضع خطة أو تكتيك معين، وفي كرة اليد يحق لكل فريق أخذ ثلاثة أوقات مستقطعة للوقت الأصلي للمباراة باستثناء الأشواط الإضافية للمباراة، ومن الممكن للفريق أن يحصل على وقتين مستقطعين بالشوط الأول، ويتبقى له وقت آخر بالشوط الثاني، كما أنه من الممكن أن يحصل الفريق على وقتين مستقطعين بالشوط الثاني إذا كان قد حصل على وقت مستقطع واحد بالشوط الأول، وفي الشوط الثاني إذا كان للفريق وقتان مستقطعان عليه أن يتحصل على الوقت المستقطع قبل الدقيقة (25) من زمن الشوط الثاني ويتبقى له وقت واحد وإلا فقد ضاع حقه بالوقت المستقطع بعد الدقيقة (25)، كما لا يحق للفريق أخذ وقتين مستقطعين قبل أن تنتقل الكرة للفريق الآخر. وفي كرة السلة يُسمح للمدربين بإيقاف اللعب مرة واحدة في كل ربع (شوط) ومرتين في الربع الأخير (دقيقة واحدة كحد أقصى)، وذلك لمناقشة الخطط مع لاعبيهم، أما في الوقت الإضافي فيُسمح بوقت مستقطع واحد فقط. وإلى كرة القدم انتقلت عدوى الوقت المستقطع، وذلك في المونديال الحالي بالبرازيل 2014، حيث أقرت اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أن تشهد مباريات بطولة كأس العالم بالبرازيل احتساب «وقت مستقطع» في حال زادت درجات الحرارة عن 32 درجة مئوية. وكان التطبيق الأول للنظام الجديد «الوقت المستقطع» عندما أوقف الحكم الأرجنتيني «نيستور بيتانا» مباراة البرتغال والولايات المتحدة الأمريكية ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة السابعة، والتي جرت على ملعب أرينا دي أمازونيا، حيث توقفت المباراة في الدقيقة 35 تطبيقًا للتعديل الذي أقره الاتحاد الدولي ولأول مرة في البطولة التي انطلقت يوم 12 يونيو، ثم أثار الطقس الحار في مدينة فورتاليزا أثناء مباراة هولندا والمكسيك في دور الـ 16، حيث أوقف الحكم البرتغالي «بدرو بروينسا» المباراة مرتين للمرة الأولى، حيث قام الحكم بإيقافها في الدقيقتين 30 و75 لكي يلتقط اللاعبون أنفاسهم ويشربون المياه، حيث بلغت درجة الحرارة 38 درجة مئوية، وفي هذه المباراة ظهر التأثر على ممثل أوروبا المنتخب الهولندي غير المعتاد على هذه الأجواء الحارة، والذي فاز بصعوبة أمام المكسيك بهدفين في الدقائق الأخيرة. والغريب أنه قبل هذه المباراة «هولندا مع المكسيك» دعا مدرب هولندا لويس فان جال حكم المباراة لاحتساب وقت مستقطع لتزويد اللاعبين بالماء بسبب درجة الرطوبة المرتفعة، حيث وصلت الحرارة الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت البرازيل (8 مساء بتوقيت دبي) 38 درجة مئوية. وهذه الحرارة المرتفعة دفعت فان جال إلى القول قبل هذه المباراة: «آمل أن نحصل على وقت مستقطع للشرب، وإلا سنضع عبوات المياه على طرف الملعب من أجل اللاعبين، وهو أمر ركزنا عليه خلال التمارين، الشعوب تختلف، وبعضها قادر على خسارة حتى أربعة كيلو جرامات خلال المباراة، لذا يجب أن تحافظ عليهم رطبين قدر الإمكان». وبالفعل تم تطبيق ما كان يفكر فيه ويريده المدرب الهولندي وهو ما دفعه بعد المباراة إلى الاعتراف بأن الوقت المستقطع أنقذ الطاحونة الهولندية حيث قال: «الوقت المستقطع في الشوط الثاني كان مفتاح الفوز، لأننا من خلاله تمكنا من إجراء تغيير استراتيجي على طريقة اللعب، نحن استطعنا الاستفادة من تلك الوقفة، ومن ثم حصلنا على التعادل». واستطلعت «الاتحاد» آراء العديد ممن يهمهم الأمر في مسابقاتنا المحلية من لجنة حكام ولاعبين وأطباء أيضا، ومدى إمكانية تحقيق الاستفادة من ذلك. يرى محمد عمر رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم أنه من الممكن تطبيق هذه الخطوة الجديدة في دوري الخليج العربي في الموسم المقبل قائلا: «لا مانع لدينا، خاصة وأن هناك توقيتا معينا لابد من منح اللاعبين خلاله وقتا مستقطعا لشرب الماء، في ظل الحرارة المرتفعة والرطوبة التي تصاحب بعض مبارياتنا، وأن قرار توقف المباراة سيكون بيد الحكم دون أن نفرض عليه الرأي، لأنه في الملعب مثل اللاعبين ويشعر مثلهم بأجواء الملعب». ويؤكد حكمنا الدولي عبدالله العاجل أنه من الممكن تطبيقه في دوري الموسم الجديد، إذا رأت لجنة الحكام فائدة من ذلك، ومن الأفضل أن يكون التوقف لمرة واحدة ولمدة 3 دقائق، لأن زيادة التوقف ربما تضر بالمباراة من ناحية السخونة وقوتها، وأن تكون فترة التوقف خلال المدة ما بين الدقيقة 25 حتى 40». أضاف: «طالما أنه تم تطبيقه في كأس العالم، فلابد أنه ستكون هناك نتائج إيجابية يمكن الاستفادة منها وسلبية يمكن تلاشيها، من خلال التقارير التي سيتم عملها عقب نهاية التجربة مع نهاية المونديال، وعلينا أن نستفيد من الخلاصة الإيجابية». اللاعبون هم الميزان الأساسي لقياس هذه التجربة، حيث تؤكد الإحصائيات أن لاعبي خط الوسط هم الأكثر جريا في الملعب ما بين 10 إلى 12 كيلو مترا في المباراة، والمدافع ما بين 6 إلى 8 كم، والمهاجم ما بين 6 إلى 9 كم، وحارس المرمى حوالي 4 كم. ويرى حسن عبدالرحمن لاعب وسط نادي دبي أن هناك سلبيات وإيجابيات في تطبيق هذا الإجراء، ومن الممكن تطبيقه في أول 4 جولات من الموسم الكروي، وآخر جولتين أيضا، ومن الأنسب أن يتخذ الحكم قراره والمباراة تعادل بين الفريقين حتى لا يكون هناك أفضلية لطرف على آخر، وفي كل الأحوال فإننا تعودنا على أجواء الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، بعكس الأجواء في أوروبا أو أمريكا». ويقول علي سالمين لاعب الوصل: «التجربة إيجابية للغاية في المونديال، وعلينا محاولة الاستفادة منها من خلال التطبيق في التوقيت المناسب بما لا يضر بمصلحة فريق على آخر». أما راشد علي حارس مرمى الوصل فيقول: «حارس المرمى الأقل ضررا في الملعب بحكم أنه يتحرك في منطقة محددة في الملعب، ومن الممكن أن تتواجد المياه إلى جانبه بخلاف اللاعبين في أرض الملعب، ويخشى أن تكون هذه التقنية الجديدة سببا في هبوط مستوى المباراة عندما تكون فرصة فريق هجوميا أقوى وأفضل من الطرف الآخر». يقول الدكتور طه الراوي طبيب نادي الوصل الأسبق رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى البراحة في دبي: «من أجل سلامة اللاعبين فلابد من تطبيق الوقت المستقطع، وأن الحكام الذين طبقوه في مونديال البرازيل لديهم وعي كبير لأنهم بذلك يحافظون على اللاعبين في أرض الملعب، خاصة وأن هناك لاعبين غير معتادين على الأجواء الحارة في البرازيل». وقال: «فقدان كميات كبيرة من المياه يؤدي إلى إصابات مختلفة منها عضلية، أو في الجهاز العصبي، وكذلك يصل الأمر إلى قلة في التركيز، ودائما نقول للاعبين لابد أن تشربوا الماء، قبل أن تشعروا بالعطش، ونطالب اللاعبين بالشرب قبل المباراة بساعة حوالي لتر من الماء، وفي المباريات أو التدريبات كل ربع ساعة من المهم شرب 200 ملم ماء». تابع: «احترمت الحكام الذين اتخذوا القرار في المونديال، لأنهم يدركون خطورة اللعب في الأجواء الحارة، وما فعلوه يؤكد قوة شخصيتهم، ومع تناول الماء والراحة القصيرة التي حصلوا عليها استعادوا نشاطهم وحيويتهم من جديد». تأييد عالمي وعربي للفكرة أبدى الثنائي الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب روسيا، وأنطونيو كونتي مدرب فريق يوفنتوس دعمهما الكبير لتطبيق نظام «الوقت المستقطع»، حيث قالا عنه إن ذلك سيفيد عناصر اللعبة، سواء اللاعبين والمدربين والشركاء التجاريين. قال كونتي: «الحصول على وقت مستقطع سيكون أمراً رائعاً؛ لأنه من الصعب لمن هو جالس على مقاعد البدلاء التواصل مع اللاعبين خلال المباراة؛ لذا فإن الحصول على دقيقتين كوقت مستقطع سيكون أمراً مفيداً للمدرب». وألمح كابيللو إلى أن الميزة الخططية التي سيوفرها الحصول على وقت مستقطع للمدربين، إلى جانب ما له من فوائد صحية وتجارية، والحصول على وقت مستقطع لشرب الماء سيترك اللاعبين في حالة أفضل وسيسمح للأندية بالحصول على المزيد من العائدات. ومن الواضح أن هذه الظاهرة سوف تنتشر في دوريات عربية أخرى على اعتبار أن كأس العالم مقياس مهم لكل البطولات المحلية على مستوى العالم، حيث طالب وجيه أحمد، عضو لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد المصري مجلس إدارة اتحاد الكرة، بتطبيق البند الخاص بمنح اللاعبين دقيقة في الشوط الأول ودقيقة في الشوط الثاني، للحفاظ على سلامة اللاعبين من ارتفاع درجة الحرارة خلال مباريات الدوري. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©