الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر حبس أنفاس ألمانيا وسقط بـ «استراتيجية الاستنزاف»

الجزائر حبس أنفاس ألمانيا وسقط بـ «استراتيجية الاستنزاف»
2 يوليو 2014 02:10
ينضم الجزائري الدولي السابق محمود قندوز إلى فريق التحليل في «الاتحاد»، ويقوم بتحليل المباريات، وهو من مواليد 28 فبراير 1953 بمدينة الحراش، ولعب في مركز قلب الدفاع، وأظهر إمكاناته الدفاعية والبدنية، التي جعلته يكسب شهرة كبيرة، وانتقل سنة 1984 إلى فريق مارتينج الفرنسي قبل العودة للجزائر مجدداً، وحاز ألقاباً عدة، وكؤوساً وطنية، ولعب مع المنتخب الجزائري في الفترة من1977 إلى 1986، وخاض بطولتي كأس العالم 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك، وبطولات أمام إفريقيا 1980 -1982-1984-1986، كما شارك في دورة الألعاب الأولمبية 1980. رؤية فنية: محمود قندوز إعداد - منير رحومة قدم المنتخب الجزائري ممثل الكرة العربية في مونديال البرازيل عرضاً مشرفاً في مباراته أمام ألمانيا، وودع مرفوع الرأس بعد أن حبس أنفاس منتخب «الماكينات»، وخسر خلال اللجوء إلى الحصص الإضافية، واستحق محاربو الصحراء التحية والتقدير للروح القتالية التي ميزت أداءه والندية العالية، التي أظهرها أمام واحد من أرقى المنتخبات العالمية والمرشح بقوة للمنافسة على لقب المونديال. وعلى الرغم من المستوى المميز الذي قدمه لاعبو الخضر، والإشادة التي حظوا بها، فإن بعض العوامل الدقيقة كانت وراء عدم النجاح في تجاوز محطة الدور الثاني من المونديال، وأبرزها أن محاربي الصحراء لعبوا مباراتهم أمام ألمانيا بروح «ثأرية»، بعد أن تركز الحديث بالأساس خلال الأيام التي سبقت المباراة عن ذكريات مونديال 82 وضرورة الانتقام من «المؤامرة»، التي حاكها الألمان والنمسا لإبعاد المنتخب الجزائري من التأهل. وكان واضحاً من طريقة لعب الأخضر سيطرة الجانب الثأري على فكر التأهل وإستراتيجية المرور إلى الدور الثاني، ولو لعب منتخب الجزائر بنفس استراتيجية التأهل التي اعتمدها أمام منتخب روسيا لكان قادراً على الفوز والعبور إلى الدور ربع النهائي، إلا أن تعويل اللاعبين على الروح القتالية واللعب بحماس سهم بقدر كبير في تحقيق الندية داخل الملعب دون أن يقود إلى تحقيق الهدف المطلوب من المباراة. وفي المقابل كان واضحاً التجهيز الجيد للمنتخب الألماني لهذه المباراة ودراسته الدقيقة للمنتخب الجزائري، لأن الطريقة التي اعتمدها تؤكد توقع المدرب للسيناريو الذي شهده اللقاء، حيث امتص الألمان حماس محاربي الصحراء وطبق إستراتيجية استنزاف قوى المنافس عبر استدراجهم إلى بذل كل طاقتهم وإدخال لاعبين يملكون نزعة هجومية كانت كفيلة بزيارة إرهاق لاعبي الجزائر. وكان واضحاً التغيير في الأداء وطريقة اللعب بالنسبة لمنتخب ألمانيا في الشوط الثاني، عندما أدرك المدرب لوف إرهاق لاعبي الجزائر، إلا أن تألق الحارس مبولحي كان وراء انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي واللجوء إلى الوقت الإضافي. وخلال الوقت الإضافي أنجز الألمان الخطة التي تم وضعها مسبقاً، وسجلوا هدفاً سريعاً كان له تأثير واضح على معنويات لاعبي الجزائر قبل أن تتم إضافة الهدف الثاني، ويقلص جابو الفارق في أواخر اللقاء. ويحسب للمنتخب الجزائري في اللقاء التنظيم الدفاعي الذي لعب به وأجبر المنافس على اللعب السلبي واعتماد الكرات الطويلة بعد أن عجز عن إيجاد الحلول المناسبة، إلا أن النقطة السلبية في طريقة لعب محاربي الصحراء هي ضعف الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، مما أفقد المنتخب القدرة على استغلال الفرص وتسجيل الأهداف التي ترجح الكفة، كما أسهمت الروح القتالية أيضاً في تقليص الفوارق بين اللاعبين الجزائريين والألمان، وجعلت المباراة متوازنة وعلى درجة عالية من الندية. وما يجب الإشارة إليه أيضاً أن وجود أغلب لاعبي منتخب الجزائر في فرق أوروبية كبرى كان له الأثر الإيجابي في التعامل بندية مع المنافس بفضل التجربة والخبرة التي اكتسبها اللاعبون من هذه الدوريات القوية، وأثبت المنتخب الجزائري أنه مفاجأة إيجابية للكرة العربية في المونديال، مقدماً صورة مشرقة تبشر بمستقبل واعد لهذا الجيل من اللاعبين في بقية المشوار بالمسابقات القارية والعالمية. أما المنتخب الألماني فقد لعب بذكاء كبير وتعامل مع صعوبة المباراة بتفكير فني عالٍ لأنه استنزف طاقة المنافس واستدرجه إلى الخطة، التي رسمها مسبقاً لأنه يعلم جيداً أن المنتخب الجزائري غير قادر على لعب مباراة طويلة لـ 120 دقيقة. وبفضل التغييرات المدروسة سيطر المنتخب الألماني على الكرة وتحكم في مجريات اللعب وحقق هدفه بالمرور إلى الدور ربع النهائي، وأثبت منتخب «الماكينات» أنه يملك الإمكانات، التي تؤهله للذهاب بعيداً في المونديال والمنافسة بقوة على اللقب لأنه يضم نخبة من اللاعبين المميزين الذين يعتبرون حلولاً ناجحة بالنسبة للمدرب. أجمل هدف بصمة دجابو الأفضل على الرغم من أنه كان هدفاً لتقليص الفارق بالنسبة للمنتخب الجزائري، وليس هدف الفوز، فإن الهدف الذي سجله اللاعب عبد المؤمن دجابو لمحاربي الصحراء في أواخر المباراة كان الأجمل في الأمسية، لأنه جاء على أثر جملة فنية منظمة أكدت مهارة عالية في محاورة الدفاع، ورفع الكرة ثم استغلال الفرصة، وأثبت دجابو أنه ورقة رابحة للمنتخب الأخضر بفضل الإضافة التي يقدمها في كل مرة يتم إشراكه في التشكيلة، حيث سجل الهدف الثاني له في المونديال. ظاهرة الجولة تشابه الخطط الفنية أبرز ما ظهر في مباراتي الدور الـ 16 أمس الأول هو تشابه الخطط الفنية التي تم اعتمادها من قبل المنتخبات لتوزيع جهد اللاعبين على مدار المباراة بهدف تفادي الإرهاق والتعب. وتعمدت أغلب المنتخبات عدم المجازفة منذ البداية والانتظار رغبة في رفع المستوى في الفترة الثانية، والدليل أن كل الأهداف التي سجلت أمس الأول كانت في الشوط الثاني أو الفترة الإضافية، ويرجع هذا العامل بالأساس إلى صعوبة المناخ وحرارة الطقس وارتفاع معدل الرطوبة الذي يؤثر في عطاء المنتخبات. سوبر ستار «السوبرمان».. رايس للمباراة الثانية على التوالي استحق الحارس رايس مبولحي لقب أفضل لاعب في اللقاء بفضل المستوى الذي قدمه والأداء البطولي، الذي ظهر به والدور الكبير، الذي لعبه في إيقاف هجمات المنتخب الألماني والتصدي لأهداف محققة، سواء من تصويبات أو انفرادات عطلت «الماكينة» الألمانية، وحدت بشكل كبير من خطورة المنافس. ويمثل اختيار «الفيفا» للحارس رايس أفضل لاعب في المباراة تأكيداً للأداء المميز الذي قدمه ليس في مباراة أمس الأول، وإنما في المونديال بأكمله لأنه مثَّل ورقة رابحة لمحاربي الصحراء، وكان «سوبرمان» المنتخب الجزائري الذي حبس أنفاس الألمان، وأجبرهم على اللجوء إلى الحصص الإضافية للوصول إلى شباكه بعد أن عجزوا طيلة 90 دقيقة. «المنطق» يرجح كفة فرنسا أمام نيجيريا قدرات «الديوك» تهزم أحلام «النسور» قال «المنطق» كلمته في مباراة فرنسا ونيجيريا، وحسم منتخب «الديوك» بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي، بعد أن أثبت أنه الأفضل والأجدر بالعبور، بينما ودع منتخب نسور أفريقيا البطولة مؤكدا أن الدور الثاني كان أقصى طموحاته في هذا المونديال، خاصة أمام التحول الذي تشهده الكرة النيجيرية وبداية بناء منتخب شاب للمستقبل، وفي المقابل أكد المنتخب الفرنسي أن طموحاته تبقى كبيرة، وأن هدفه استعادة أمجاده من خلال التواجد في الأدوار المتقدمة، وتأكيد قدرته على مقارعة المنتخبات العالمية القوية. وبالعودة إلى المباراة، نلاحظ أن منتخب «الديوك» أحكم السيطرة على اللقاء، وتحكم في أغلب فتراته باستثناء العشرين دقيقة الأولى، والتي كانت لدراسة المنافس، وبهدف توزيع طاقة اللاعبين وعدم التعرض للإرهاق، خاصة وأن المباراة أقيمت في الواحدة ظهراً. وأظهر منتخب فرنسا تماسكاً بين صفوفه وتكاتفا بين لاعبيه وتعاونا بين الخطوط، الأمر الذي جعل المهمة تبدو في المتناول للفوز خلال الشوط الثاني، وذلك بتسجيل ثنائية منحتهم بطاقة العبور إلى الدور المقبل. وعطفاً على ما قدمته الكرة الفرنسية إلى حد الآن، فإن وصولها إلى ربع النهائي ليس مفاجأة، وإنما تأكيد للمستوى الطيب الذي ظهر به منتخبها، وعلى الرغم من عدم خوض أية مواجهات من العيار الثقيل مع منتخبات مرشحة للفوز باللقب، فإن الإمكانيات الطيبة للمنتخب الفرنسي تقدم مؤشرا إيجابيا نحو الوصول إلى أبعد ما يمكن. وبالنسبة للكرة النيجيرية، فإن حالها ليس أفضل من بقية المنتخبات السمراء التي ودعت مبكرا، وللإشارة، فإن وجودها في الدور الثاني كان غير مقنعو ما تأكد أمس الأول بوداعها البطولة بثنائية دون تأكيد حقيقة لإمكانيات هذا المنتخب الذي سبق له وأن قدم عروضاً قوية في كؤوس العالم السابقة.(دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©