الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبولحي: «ثعالب الصحراء» صنعت التاريخ

مبولحي: «ثعالب الصحراء» صنعت التاريخ
2 يوليو 2014 02:04
أكد حارس المنتخب الجزائري رايس مبولحي الذي تعملق أمس الأول أمام المنتخب الألماني في الدور الثاني من مونديال 2014 قبل أن ينحني ورفاقه في الوقت الإضافي (1-2)، أن التشكيلة الحالية لـ«ثعالب الصحراء» ستدخل تاريخ الكرة الجزائرية. وقال مبولحي بعد المباراة: «لقد تواجهنا مع فريق ألمانيا قوي جداً، ومجريات المباراة تسببت بتخلفنا صفر-2. نشعر بالخيبة بالطبع، شعرنا أنه كان بإمكاننا الفوز رغم أننا كنا في مواجهة فريق قوي. لكننا سندخل تاريخ الكرة الجزائرية، وهذا أمر جيد للغاية». وواصل الحارس الذي أحرز جائزة أفضل لاعب في المباراة: «يجب الارتكاز على أداء من هذا النوع في مشوارنا المقبل، شاهدنا بأن بإمكان الجزائر اللعب على أعلى المستويات، كنا جاهزين لخوض هذا النوع من المباريات، أريد تهنئة جميع زملائي، أحد لم يعتقد بأننا سنصل إلى هنا». وقال: «فريقنا سجل نفسه بشكل رائع في تاريخ كرة القدم الجزائرية لأننا تأهلنا للدور الثاني في المونديال للمرة الأولى في التاريخ وقدمنا مباريات على أعلى مستوى، ولكننا نشعر بالإحباط وخيبة الأمل لعدم تأهلنا إلى دور الثمانية بعد هذه المباراة أمام ألمانيا». وأضاف مبولحي: «لست متأكدا بشأن ما كان ينقصنا لتحقيق الفوز.. لا أدري ما أقول.. نشعر بإحباط شديد لأننا كنا نستطيع تحقيق شيء أفضل أمام هذا المنتخب الكبير». وعن السر في تألقه مع الفريق في مباريات البطولة بشكل لافت لنظر، قال مبولحي: «ما من سر في هذا بخلاف الاجتهاد والعمل بجدية مني ومن الفريق بأكمله». وعما إذا كان العامل البدني تسبب في هزيمة الفريق في الوقت الإضافي، قال مبولحي إنه لا يعتقد هذا لأن الفريق لعب بشكل جيد حتى النهاية وسجل هدفا في نهاية اللقاء ولم يقصر أي لاعب في الأداء ولكن لسوء الحظ أن شباك الفريق اهتزت بهدفين. ووجه مبولحي الشكر بشكل خاص إلى مدرب الفريق وحيد خليلودزيتش مؤكدا أنه قدم الكثير لهذا الفريق ولعب دورا بارزا في هذا المستوى الذي أدى به الخضر في المونديال البرازيلي. وعن الصيام وما إذا كان لاعبو الفريق خاضوا المباراة وهم صائمون، قال مبولحي إن الصيام أمر خاص وشخصي للاعبين وأنه يرفض التحدث بشأنه. وقبل سنوات عديدة، قال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه إنه يتوقع فوز أحد المنتخبات الأفريقية بلقب كأس العالم في المستقبل القريب. ومرت سنوات طويلة ولم تتحقق توقعات بيليه في ظل مشكلة أساسية تواجه كرة القدم الأفريقية بشكل عام وهي ضعف التخطيط للمستقبل وهو ما يجعل من الصعب البناء على أي نجاح يحققه أي فريق حتى يصبح قادرا على المنافسة الحقيقية على الألقاب والبطولات أو على الأقل مواصلة النجاح على الساحة العالمية. وفي عام 1990، بهر المنتخب الكاميروني العالم كله بعروضه الرائعة في المونديال الذي استضافته إيطاليا وبلغ فيه أسود الكاميرون دور الثمانية ولكنهم سقطوا أمام خبرة المنتخب الإنجليزي. وتكرر نفس الشيء في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ولكن عن طريق المنتخب السنغالي الذي بلغ دور الثمانية بالبطولة أيضا علما بأنه أسقط المنتخب الفرنسي حامل اللقب بالضربة القاضية في المباراة الافتتاحية للبطولة. وبعدها بثماني سنوات، حقق المنتخب الغاني نفس الشيء ببلوغ دور الثمانية في 2010 بجنوب أفريقيا بعد عروض متميزة كادت تصل به إلى المربع الذهبي لولا الأخطاء التي شهدتها مباراة الفريق أمام أوروجواي في دور الثمانية. لكن كل هذه المنتخبات وكذلك المنتخب النيجيري الذي ترك بصمة رائعة في مونديال 1994 لم يستطيعوا الحفاظ على النجاح الذي حققوه فسقطوا سريعا بسبب غياب التخطيط الصحيح عن سياسات واستراتيجيات الاتحادات الوطنية بالقارة الأفريقية التي تتعامل كثيرا مع الخطط والمدربين بمبدأ «القطعة» وليس بمبدأ الاستمرارية. وها هي الفرصة تبدو مواتية الآن أمام المنتخب الجزائري لكرة القدم هذا الجيل الشاب الذي ترك بصمة رائعة في المونديال الحالي الذي تستضيفه البرازيل حيث يستطيع هذا الفريق أن يكون سفيرا رائعا للقارة السمراء على مدار سنوات طويلة مقبلة بشرط البدء في التخطيط السليم لإعداد الفريق بدلاً من انفراط العقد. ويتمتع المنتخب الجزائري الحالي بصغر سن لاعبيه، حيث لا تتواجد سوى عناصر قليلة للغاية مثل مجيد بوقرة قائد الفريق تقترب من سن الاعتزال. كما يتمتع لاعبو الفريق رغم صغر سنهم بقدر جيد من الخبرة اكتسبوها من اللعب لأنديتهم ومعظمها بالقارة الأفريقية. وساعدتهم هذه الخبرة على اجتياز دور المجموعات في المونديال البرازيلي من مجموعة صعبة، حيث تأهلوا مع المنتحب البلجيكي على حساب منتخبي كوريا الجنوبية وروسيا. وعلى مدار 90 دقيقة، صمد المنتخب الجزائري أمام نظيره الألماني أمس الأول في دور الستة عشر للبطولة ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف الساعة. وفي الوقت الإضافي ظل منتخب الخضر ندا عنيدا للمنتخب الألماني أحد المرشحين بقوة للفوز بلقب البطولة وخسر أمامه بصعوبة بالغة 1-2. وبعد المباراة، كان إجماع لاعبي الخضر على ضرورة الحفاظ على هذه المجموعة من اللاعبين والعمل للمستقبل. وقال سفيان فيجولي لاعب الفريق إن هذه المجموعة قادرة على العطاء لسنوات طويلة وأنه من الضروري الحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق وتطويره في السنوات المقبلة. وأضاف زميله ياسين براهيمي أن هذه المجموعة جرى تجميعها لتشكيل هذا الفريق على مدار عامين فقط ونجحت في بلوغ الدور الثاني بالمونديال للمرة الأولى في التاريخ ولذلك أصبح الحفاظ عليها مطلبا مهما خاصة وأن اللاعبين في هذه المجموعة مثل العائلة المتكاملة التي تبحث فقط عن الاستقرار. وألقى اللاعبون بهذه الكرة في ملعب الاتحاد الجزائري والمسؤولين عن الرياضة الجزائرية لإعداد هذا الفريق حتى يكون الممثل الأفريقي الذي يمكنه المنافسة بشكل أكبر في المستقبل. (بورتو أليجري - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©