الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأردن.. قلق أمني من «داعشيي» الداخل

2 يوليو 2014 01:43
ويليام بوث وتايلور لاك معان، الأردن رفع متظاهرون غاضبون من الحكومة الأردنية في هذه المدينة الواقعة في الصحراء الأعلام السوداء للتنظيم المتطرف المتأثر بـ«القاعدة» الذي بات يسيطر الآن على قطاعات واسعة من العراق، ما أجج المخاوف من أن يكون الدعم لهذه المجموعة آخذ في الازدياد. ففي مظاهرتين في معان هذا الأسبوع، قامت أعداد من الشباب، الذين ارتدى بعضهم أقنعة سوداء، برفع أعلام تحمل شعار «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أو «داعش»، وهتفوا بشعارات مناوئة للنظام الأردني، الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره معتدلا في بلد يعتبر واحة استقرار في الشرق الأوسط. وتُعتبر المظاهرتان أول استعراض علني لدعم «داعش» في الأردن. الحكومة الأردنية وضعت حرس الحدود في حالة استنفار، وعززت أعداد الجنود على طول حدودها مع العراق التي تبلغ 125 ميلا، كما أضافت دبابات ومدرعات من أجل إحباط أي تحرك إلى داخل الأردن من قبل مقاتلي «داعش»، الذين بسطوا سيطرتهم إلى جانب متمردين من السُنة على عدد من المدن من شمال سوريا إلى غرب العراق. ولكن الأكثر إزعاجاً للحكومة الأردنية من إمكانية غزو من قبل «داعش» هي مؤشرات على أن دعم هذا التنظيم ربما يكون في ازدياد هنا، وأن المجندين المحليين يمكن أن يقوموا بعمل ما في الأردن، وفق ضباط عسكريين سابقين ومحللين أمنيين وأعضاء الحركة «الجهادية» في الأردن. وفي هذا السياق، يقول محمد كريشان، وهو واحد ممن شاركوا في المظاهرة: «إننا لا نثق في الحكومة ؛ ولذلك، فإننا نبحث عن بديل يضمن حقوقنا الأساسية». وهذا الأسبوع، تجمع متظاهرون معارضون للحكومة في المسجد في وسط معان وقاموا بمسيرة إلى المحكمة حاملين زجاجات حارقة، ولكن وجود شرطة مكافحة الشغب في ناقلات جند مدرعة ردعهم. وكانت المحكمة، التي ترمز للملكية الأردنية والحكومة المركزية، مسرحاً لإطلاق النار ليلا خلال الأسابيع الأخيرة. كما رفع لوقت قصير علم «داعش» على سطح المسجد ومازال يرفرف على السواري في الدوارات المرورية. وتعتبر معان مركزاً إقليمياً فقيراً يقع على بعد 150 ميلا ً إلى الجنوب من العاصمة عمان، ويُعتبر بعيداً كل البعد عن فنادق الخمسة نجوم والمقاهي غربية الطراز في تلك المدينة. كما يفوق معدل البطالة الرسمي في معان 25 في المئة ويعتبر أكثر ارتفاعاً بين الشباب. ويُعد مصنع للإسمنت مملوك للدولة أحد أكبر المشغِّلين في المنطقة. كما تُعتبر معان بوتقة للنشطاء المعارضين للحكومة منذ جيل تقريباً؛ وهي اليوم تأوي رجال دين بارزين من «القاعدة»، باتوا هم أنفسهم يخشون أن الجيل الجديد ربما لم يعد يصغي إلى الحرس القديم السلفي واختار الانضمام إلى مجموعات أحدث وأكثر تطرفاً مثل «داعش». وعلى غرار معظم المراقبين، بدا أن زعماء الأردن تفاجأوا بالتقدم السريع جداً لمقاتلي «داعش» والمتمردين السُنة الذين بلغوا مشارف بغداد هذا الشهر. وتسعى «داعش»، التي انبثقت في الأصل عن «القاعدة» وتعززت بمجموعات منشقة تقاتل في سوريا ومتمردين سُنة في العراق، إلى إقامة خلافة إسلامية تقوم على تطبيق متشدد للشريعة الإسلامية. ويقدر محللون أمنيون أن حوالي ألفي أردني يقاتلون في سوريا والعراق اليوم، نصفهم على الأقل مع «داعش». وكانت تقارير في وقت سابق من هذا الشهر قد أشارت إلى أن قوات «داعش» سيطرت على معبر طرابيل الحدودي المهم بين العراق والأردن، ولكن المسؤولين العسكريين الأردنيين قالوا للصحفيين هذا الأسبوع إن العشائر السُنية هي التي تسيطر على المنطقة بعد انسحاب الجيش العراقي عقب اشتباكات مع «داعش». وحسب شهود عيان، فإن الحركة المرورية على الحدود تبدو أخف ولكنها عادية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد التقى مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في باريس هذا الأسبوع لمناقشة رد إقليمي على تهديد «داعش». ويقول محمد فرغل، مدير عام مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية وهو لواء متقاعد في القوات المسلحة الأردنية: «إنني قلق ولكنني لست خائفاً» من امتداد نجاح «داعش» الأخير في العراق إلى الأردن. ويقول فرغل: «إننا نشعر بالثقة والطمأنينة في ما يتعلق بتأمين الحدود»، مضيفاً أن المقلق هو أن «الفقر ومشاعر الإحباط والاستياء تخلق أرضية خصبة للتنظيمات المتطرفة في الأردن. وذاك هو تحدينا الأمني الأكبر». ويقول محمد أبو صالح، وهو زعيم سياسي في معان ساهم في تنظيم مظاهرات معارضة للحكومة، إن السكان يتعرضون لـ«الخنق» بسبب ما تقوم به القوات الأمنية، مضيفاً «إن الخدمات الوحيدة التابعة للدولة التي نحصل عليها هي شرطة الشغب. لقد أُهملت هذه المدينة طويلا إذ لا توجد وظائف أو تنمية أو كرامة». وتابع يقول: «بالنسبة لنا، هذه مواضيع أكبر من رفع علم داعش». ويقول أبو صالح إن دعم «داعش» ناجم عن مشاعر الإحباط إذ يقول: «بعض الناس يستعملون تهديد «داعش» لكي يبعثوا برسالة إلى النظام»، مضيفاً «لقد بلغنا مرحلة حيث يصبح عدو عدوي هو صديقي». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©