الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ندابات محترفات» لتوديع الأموات في الصين

18 يونيو 2011 00:05
تطلق هو خينجليان صيحات مدوية وهي تجثو أمام جثمان ليانج زيكاي، واضعة يدها على النعش المعدني الذي يرقد فيه رجل مسن توفي بمرض عضال، فيظن المرء أن الحزن ينهشها.. إلا أن الأمر ليس كذلك. فالسيدة هو تمارس مهنة الـ”كوسانجرن”.. أو الندابات المحترفات اللواتي يضمن مراسم دفن درامية إلى حد بعيد! وفي ما يتعلق بجنازة هذا اليوم، حضرت خينجليان “53 عاماً” مع معداتها الصوتية والضوئية و6 أعضاء في فرقتها المتنقلة التي تحمل اسم “أوركسترا نجمة ونهر شونجكينج” إلى مدينة شونجكينج. وفي بعض المقابلات السابقة على الجنازة، جمعت خنجليان ما يكفي من التفاصيل حول المتوفى حتى تظهر وكأنها لطالما عرفته. في هذه المدينة الكبرى بوسط الصين، حيث تنبت أبراج المساكن الشعبية كالفطر، شاركت خينجليان في التقاليد الريفية التي تسبق عمليات الدفن. في أسفل مبانٍ متصدعة نصبت خيمة وضع في وسطها نعش ليانج الذي توفي عن 70 عاماً. وأشعلت خينجليان عيدان البخور ووضعت سلة من الفاكهة. بعد ذلك، شاركت وفرقتها الصغيرة من الممثلين في عشاء أقامته عائلة ليانج. ثم ارتدت الكيمونو الأبيض، لون الحداد في الصين. وعلى أطراف الخيمة جلس الجيران، بعضهم يدخنون أو يتبادلون الأحاديث أو يجرون اتصالات هاتفية. واستغرق أبناء وأحفاد ليانج في التأمل. وسرعان ما تحول انتباههم إلى خينجليان التي تصاعد نحيبها. وبدأت تقول وهي تنتحب “لماذا ذهبت باكراً؟ الأرض تتشح بالسواد لأجلك. الأنهر والسواقي تبكي لتروي حكايتك.. حكاية رجل صالح”. واستطردت الندابة بصوت مرتفع “أذرف الدموع باسم أبنائك وأحفادك”، وهي تتأوه حينا وتبكي أحياناً. “هو وداع من دون عودة. الطريق إلى الآخرة مملوء بالعواصف. انتبه إلى نفسك جيداً”. وتمضي دقائق طويلة على هذه الحال. ثم تتقدم الندابة راقصة على قدميها وعلى ركبتيها قبل أن ترتمي أرضاً. وفي النهاية، تصافح أيدي كل أفراد العائلة.. وقد تأثر بعضهم كثيراً. وفجأة تتحول السهرة إلى أجواء احتفالية. فيتوالى فنانو أوركسترا خينجليان في أغان شعبية ويروون حكايا هزلية، أمام جمهور مبتهج! وأكدت لين شيكينج ابنة أخت المتوفي أنه لا يجب اعتبار هذا الأمر ازدراء للميت. وقالت “بما أن وداع الميت هو وقت مهم جداً، يجب أن تكون المراسم حيوية ومؤثرة. وبخلاف ذلك، ينتقد الأبناء في القرية”. وبحسب الجمعية الثقافية للجنائز في الصين، تقتضي التقاليد أن يعبر المرء عن حزنه بصخب ودموع غزيرة قبل أن يوارى المتوفى الثرى. وأشارت الجمعية إلى أنه “إذا لم تذرف ذرية الميت دموعاً غزيرة بما فيه الكفاية، فإن الأمر سيعتبر من قبل المحيط الاجتماعي مخالفة لحب الوالدين”. وهنا تلعب خينجليان هذا الدور بالوكالة.
المصدر: شونجكينج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©