الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يتجه لتشكيل «خلية أزمة» لمتابعة كارثة «الإثيوبية»

لبنان يتجه لتشكيل «خلية أزمة» لمتابعة كارثة «الإثيوبية»
30 يناير 2010 01:00
دخلت أزمة العثور على الصندوق الأسود وبقية ضحايا الطائرة الإثيوبية المفقودة في البحر قبالة مطار رفيق الحريري الدولي مرحلة الانتظار “القاتل” بعد خمسة أيام على الكارثة، وسط تضارب المعلومات حول إمكانية الوصول إلى نتائج عملية قريباً. وأكدت مصادر متابعة لـ”الاتحاد” أن كل الجهود الآيلة إلى الوصول إلى الصندوق الأسود لم تثمر حتى مساء أمس في العثور على الصندوق أو مكان غرق الطائرة المنكوبة رغم تحديد المكان على بعد 8 كلم من الساحل مقابل شاطئ الأوزاعي مدخل بيروت الجنوبي. وأوضحت المصادر نفسها أن الغطاسين لم ينجحوا حتى الآن في اكتشاف مكان الصندوق أو هيكل الطائرة المنكوبة أو العثور على أية جثة جديدة، وتوقعت أن يستمر البحث لأسابيع. وحول العوائق التي تحول دون ذلك، أجابت المصادر لـ”الاتحاد” بأن الذبذبات التي التقطتها الباخرة الأميركية حددت بقعة وجود الصندوق الأسود، غير أن الغواصين لم يتمكنوا من العثور عليه، نظراً لطبيعة هذه البقعة الوعرة في قعر البحر على عمق 1300 متر، أما الطائرة، فيرجح رسوها في مكان آخر قد يكون على عمق أكبر أو في جهة غير تلك الموجود فيها الصندوق. وفيما تسلم أهالي الضحايا اللبنانيين 8 من أبنائهم، وكان آخرهم أمس علي جابر “النبطية” وحنا عبس “طرابلس”، وبقي الطفل علي كريك في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، حيث يصر أقارب الطفل على عدم تسلمه قبل العثور على جثة والده المفقود مع 75 آخرين. وأوضحت مصادر وزارة الصحة اللبنانية لـ”الاتحاد” أن جثث خمسة إثيوبيين ما زالت في المستشفى بانتظار وصول فحوص الـ”دي ان اي” المطلوبة من السلطات الإثيوبية لتحديد هوياتهم وتسليمهم إلى المعنيين. إلى ذلك، تعرض جرجي عسال والد الضحية البير عسال الذي قضى في حادثة الطائرة الإثيوبية المنكوبة، لأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى اميل البيطار في البترون، وما لبث أن فارق الحياة، حيث إن البير عسال لا يزال من عداد المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم. وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان قد تابع آخر التطورات المتعلقة بالطائرة المنكوبة واطلع صباح أمس من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر على المعلومات والتقارير الواردة في شأن موقع الصندوق الأسود وكيفية انتشاله لكشف الأسباب التي أدت إلى حصول هذه الكارثة. وأكد سليمان أن الأولوية هي لانتشال جثامين الضحايا من البحر، حيث لا بد من استخدام غواصات متخصصة، مشيراً إلى أن لجنة لبنانية متخصصة ستشارك في التحقيق في أسباب تحطم الطائرة يعاونها محققون من المكتب الفرنسي الدولي المتخصص بالكوارث الجوية، فضلاً عن إثيوبيا. واعتبر أن سقوط الطائرة كارثة كبيرة وفاجعة لكل دولة لها رعايا على متنها. وقال: “إن لهذه الكارثة تداعيات كبيرة معنوية ومادية على لبنان”. وأبدى سليمان رضاه على المشهد اللبناني الرسمي الجامع تجاه الكارثة، مشدداً على ضرورة التصدي لأزمات كهذه من خلال تشكيل هيئة إدارة أزمات دائمة. من جانبه، ترأس مجلس الوزراء سعد الحريري فور عودته من القاهرة مساء الخميس اجتماعاً وزارياً هو الثاني من نوعه منذ حدوث كارثة الطائرة الإثيوبية المنكوبة، شدد خلاله على وجوب تعامل الدولة اللبنانية بأقصى شفافية ممكنة وصولاً إلى درس احتمال وجوب السماح للصحفيين بالوجود قرب البواخر المدنية التي تسعى إلى تحديد مكان وجود الطائرة والصندوق الأسود. وقال الحريري، خلال الاجتماع الذي دام أكثر من خمس ساعات للوزراء والقيادات الأمنية المشاركة في الاجتماع: “ممنوع الخطأ من أي نوع كان، وعلينا أن نضع كل إمكانات الدولة بتصرف انتشال الضحايا، وإذا كان لا بد من خطوات استباقية علينا اتخاذها على وجه السرعة”. وخيمت الكارثة على أجواء جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي عقدت مساء أمس برئاسة الرئيس سليمان وحضور الرئيس الحريري في القصر الجمهوري وتردد قبل الجلسة أن الحكومة تتجه إلى تشكيل “خلية أزمة” لمتابعة كل ما يتعلق بهذه الكارثة. فضل الله: الكارثة وحدت اللبنانيين بيروت (الاتحاد) - قال المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله ان كارثة الطائرة وحدت اللبنانيين في المأساة والآلام، وفي التفاعل مع العائلات المفجوعة التي قدمت صورة حية عن هذا الشعب الذي لاحقته قوى الاحتلال والعدوان، وطاردته الحروب والأزمات الاقتصادية والكوارث الكبرى، ولكنه بقي صامدا متماسكا، حتى في اللحظات التي فجع فيها بأعز أبنائه وأبرز كوادره وطاقاته». واضاف في خطبة الجمعة: إننا نقول للمسؤولين: «إن هذه الكارثة التي استطاعت أن تجمعكم، وأن تحشد حركة الدولة كلها في ميدان واحد، تمثل الرسالة لكم لكي تعملوا جميعا لحساب هذا الشعب، عبر الاندفاع بخطوات عملية تؤسس لقيام الدولة القوية العادلة التي تحتضن أبناءها وطاقاتها. فلا ترمي بهم في عرض البحر أو تجعلهم فريسة للقدر في رحلة العذاب المستمرة بحثا عن لقمة العيش، وصناعة المستقبل المجبول بعرق الكرامة المسفوح على جباه أعياها الجهد والجهاد، وأذوى الموت بهاءها وعطاءها»
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©