الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحت الحصار في دير الزور.. عين نائمة وأخرى مفتوحة!

18 نوفمبر 2016 00:02
دير الزور (أ ف ب) يصوب جندي سوري على راية سوداء رفعها تنظيم «داعش» على بعد أمتار منه، قبل أن يطلق النار لإسقاطها داخل مدينة دير الزور، حيث يخوض الجيش مواجهات مباشرة مع مسلحي التنظيم، الذين يحاصرونها منذ أكثر من عامين. وفي حي الحويقة الذي يتقاسم الجيش وتنظيم «داعش» السيطرة عليه في شمال مدينة دير الزور، يشير عمر الجندي العشريني الذي فضل استخدام اسم مستعار، بإصبعه إلى مواقع المسلحين الموجودة على بعد أمتار عدة. ويقول عمر الذي يرتدي جعبة عسكرية مدججة، ويحمل سلاح كلاشنيكوف: «نحن لا نستريح، حتى في الليل، عين نائمة وأخرى مفتوحة». ويضيف الجندي الموجود في دير الزور منذ ثلاث سنوات «نستنفر 24 ساعة في اليوم، كوننا على خط تماس مباشر مع مسلحي داعش»، مضيفاً «حتى أوقات استراحتنا هي استنفار». ومنذ يوليو 2014، تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على نحو ستين في المئة من مدينة دير الزور، لتصبح منذ مطلع عام 2015 المدينة السورية الوحيدة التي يُحاصر فيها الجيش. ولم تعد إمكانية الوصول إلى الجزء الذي يسيطر عليه الجيش متاحة إلا عبر المروحيات العسكرية. ويحتفظ الجيش بسيطرته بشكل رئيس على الجزء الغربي من المدينة الذي يؤوي نحو مئة ألف شخص، وعلى المطار العسكري المجاور، في حين يقيم نحو خمسين ألف شخص في الأحياء الشرقية تحت سيطرة «داعش». وتتداخل سيطرة الطرفين في بعض الأحياء. وكان عدد سكان المدينة قبل اندلاع النزاع في مارس 2011 نحو 300 ألف نسمة. وفي الحويقة، يشرح أحد الضباط المسؤولين عن الجبهة الأمامية كيف «تجري الاشتباكات على مسافة 15 إلى عشرين متراً» بشكل يومي. ويضيف «يعتمد المسلحون أسلوب التسلل لأنهم لا يملكون القدرة على الهجوم المباشر وجهاً لوجه». ويوضح أن «خطوطنا الدفاعية قوية لكنهم عادة يهاجمون مواقعنا في أيام الغبار الكثيف أو الضباب أو الصقيع، لذلك نزيد الاستنفار والحذر في ظروف مماثلة ولدينا أجهزة رصد ليلية تساعدنا في صد الهجمات». ويقر بتكبد الجيش خسائر خلال أكثر من عامين ونصف من دون أن يحدد حصيلتها. ويقول «خسائرنا ليست كبيرة قياساً بحجم الخسائر التي تكبدها المسلحون». وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل نحو 2500 جندي ومقاتل موال للجيش السوري منذ بدء المعارك مقابل نحو ثلاثة آلاف من المتطرفين في المدينة. وعلى خط التماس في الحويقة توجد خنادق حفرها الجنود، ومحاطة بسواتر ترابية ودشماً مختلفة مخصصة لعمليات الرصد. وباتت هذه الخنادق الوسيلة الوحيدة للتنقل على خطوط التماس الأولى وللاحتماء من نيران المتطرفين. وتظهر جولة في الحي عينة من الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة، خصوصاً على خطوط التماس. أبنية منهارة بالكامل، وأخرى مهدمة بشكل جزئي بفعل الاشتباكات والعربات المفخخة والقصف. وفشل التنظيم منذ عام 2014 في الاستيلاء على المدينة بكاملها، رغم سيطرته على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسة فيها التي تعتبر الأكثر إنتاجاً في سوريا. وتعد دير الزور ثاني أبرز معقل لمسلحي «داعش» في سوريا بعد الرقة، وهي ثاني أكبر محافظات سوريا من حيث المساحة. ونظراً لقرب المواجهات بين الطرفين، يتبع الجنود تكتيكات عسكرية مختلفة. ويوضح ضابط مسؤول عن حماية حي الحويقة أن طول فترة الاشتباكات أكسب الجنود خبرة، وبات أي مقاتل قادراً على معرفة حجم التفجير ونوع الآلية المستخدمة وكيفية التعامل معها والاحتماء منها، وفي بعض الأحيان المبادرة للهجوم باتجاه مواقع المسلحين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©