الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفالنتاين·· يثير غيرة المتزوجين ويطفىء نار العشاق

الفالنتاين·· يثير غيرة المتزوجين ويطفىء نار العشاق
14 فبراير 2009 01:37
سمي يوم الفالنتاين أو عيد الفالنتاين تيمناً بشهيدين مسيحيين اسمهما فالنتاين ، وقد ارتبط هذا اليوم بالحب والرومانسية منذ العصور الوسطى، وذلك بعد أن انتشرت فكرة الحب الغزلي· وفي هذا اليوم يتم تبادل الرسائل الغرامية ، وكروت المعايدة ذات الطابع الرومانسي · وبالنسبة لرموز الفالنتاين في العصر الحديث فهناك القلب والكيوبيد المجنح ، ويتم تبادلها مع الرسائل الغرامية · ومنذ القرن التاسع عشر انتشرت الرسائل التي تكتب باليد ويتم تبادلها بين الأحباء وأصبحت توزع بالملايين· وقد قدرت جمعية كروت التهنئة أن عدد الكروت التي يتم تبادلها في جميع أنحاء العالم في عيد الفالنتاين وصل إلي بليون كارت تقريباً ، مما يجعل عيد الفالنتاين رقم اثنين بعد عيد رأس السنة الميلادية فيما يتعلق بعدد كروت التهنئة المتداولة ، وقد قدرت الجمعية أن النساء يقمن بشراء حوالي ''85%'' من جملة كروت الفالنتاين· وفي الولايات المتحدة تم الترويج لعيد الفالنتاين من خلال جعله عيداً رسمياً، وقد ظهرت بعض الاتجاهات التي قامت بتسمية يوم الرابع عشر من فبراير بــ '' يوم الوعي بالعذاب ''· هنا نتساءل هل الاحتفال بيوم الفالنتاين ''عيد الحب'' هو تكريس لعادة غريبة، بمعني أنه تقليعة وفدت ثم استقرت في مجتمعاتنا، أم أنها مناسبة قابلة للتطويع والاحتواء بوصفها مظلة إنسانية، يفرح تحتها كل البشر ويتبادلون الإبتسامات والهدايا · سألنا أزواج وزوجات، وهم أكثر الناس اهتماماً بهذه المناسبة المستوردة لمعرفة وجهة نظرهم بين المؤيد والمعارض لهذا اليوم· شيماء الهاجري لم يمر على زواجها سوى شهرين تقول عن هذه المناسبة ''بالنسبة لي عيد الحب هو ليس يوم الحب وإنما الارتباط مع إنسان يعني لي كل حياتي وفي هذه المناسبة أهدية كل حياتي''· تقليد غربي على الجانب الآخر يجد جابر الحربي أن المناسبة تقليد غربي وجديد على عاداتنا وتقاليدنا ،مؤكداً:'' لقد تحول هذا اليوم للأسف إلي مناسبة تجارية حيث تقوم محال الزهور والعطور ببيع الهدايا بأسعار مبالغ فيها مستغلين إقبال الناس عليها، ومن وجهة نظري أعتقد أن المشاعر لاترتبط بيوم أو تاريخ· في المقابل مريم سلطان لها وجهه نظر أخرى حيث تتمنى ، كما تقول:''أن تسود هذه المعاني الجميلة في هذا اليوم على كل الناس طوال أيام السنة بل العمر كله وليس فقط في عيد الحب ·موضحة حديثها'' أنها مناسبة غريبة ولكنها حلوة، خاصة بالنسبة للمتزوجين ،لأنها تحرك المشاعر بينهم · وعن استعدادتها لهذااليوم قالت مريم:اشتريت ''ساعة يد'' لأهديها لزوجي فهو الحب كله وله تحياتي وقبلاتي· وتدعو اليازية الرميثي كل المتزوجين بألا يفوتوا هذا اليوم ـ العيد ـ في إعادة وترميم حياتهم الزوجية وإنهاء الخلافات وفتح صفحة جديدة كلها مودة ومحبة وسلام ، وليسرع كل زوج وزوجة بتقديم هدية بسيطة للآخر · وتضيف اليازية مازلت أتذكر أول هدية من زوجي في هذه المناسبة حيث كانت عبارة عن قلادة من الذهب حوت صورة لي· في المقابل يشارك زوج اليازية حسن أحمد فيقول إنه لايوجد حب صادق مثل حب عنتر وعبلة أو روميو وجوليت والسبب كما يعتقده حسن :''هو طغيان الوسائل التكنولوجية التي ساعدت على اختفاء تلك المشاعر ،إلى جانب كثرة المشاغل التي تقع على عاتق الرجل بحكم مسؤولياته، فلم يعد لدية القدرة على أن يتذكر عيد زواجه أو عيد ميلاد زوجتة· أما النساء فهن يهتممن بمثل هذه الأيام وهن اللاتي يقدمن الهدايا لأزواجهن· كما إنني استغرب لماذا كل هذه المبالغة في الاحتفال بهذا اليوم بالذات الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا ؟ ولماذا تحول كل شئ إلي مظاهر حمراء باسم الحب·· هل القصد لترويج تجارة رابحة ومخطط لإفساد عقول الشباب؟ جاسم حمد من الكويت التقينا به برفقة أخية عبد الكريم الشمري في أحد المحال التجارية يقول جاسم :'' هذه المناسبة هو تقليد غربي ولكن أجدها فرصة لتبادل التهاني والهدايا مع الأهل والأصدقاء وفي هذا اليوم أتذكر أيام ''زواجي من ابنة عمي'' وبداية حياتي الزوجية معها· والاحتفال بهذا اليوم من وجهه نظري ليس يعني الخروج عن العادات، ولكن هو ترجمة لعلاقتنا وأحاسيسنا بطريقة وأسلوب مناسبين، لذلك لاأعتقد أن تبادل الهدايا بين الأزواج في مثل هذا اليوم مساس لتقاليدنا· ويضيف جاسم :''قد نهدي هدية إلى أحد أفراد الأسرة ولكن هدية الزوج لزوجته أو العكس أمر مختلف تماماً''· ويشارك أخوه عبد الكريم الذي يقول:''أعتبر هذا اليوم ليس فقط للأزواج والعشاق، بل العكس هو يوم للاحتفال به مع الأصدقاء لتبادل التهاني ·وبالنسبة لارتباط هذا اليوم باللون الأحمر أعتقد أنه يدل على دف ء المشاعر والأحاسيس بين الناس وهو يوم للابتعاد عن الخداع والأنانية، فبدون الحب ما عاش الإنسان· لذلك فعيد الحب فرصة للتعبير عما أحمله في قلبي لمن هو غال على قلبي· لاأعترف بالفالنتاين وبحسب شادية محمد فإنها لاتحتفل بهذا اليوم بتاتاً، ولم تكن تعرف عنه إلا عندما عاشت في أبوظبي منذ عدة سنوات· وتقول:''ممكن أن أحتفل بيوم زواجي، ولكن ''عيد الحب'' أنا لا أعترف به لأنه تقليد مبالغ فيه ودخيل على عاداتنا، وقد نجح الغرب والتجار في العالم للترويج لهذا اليوم ، حيث باتت كل هدايا هذا اليوم أسعارها باهظة الثمن· ويؤيد سيف سعيد كلام شادية فيقول:''لاأدري لماذا يحتفل بعض الناس بهذا اليوم ؟ إنه يوم عادي بالنسبة لي ومن يعش الحب كل يوم يدرك أن الحياة بلاحب لاطعم لها، والهدية بحد ذاتها سواء كانت بهذه المناسبة أو بغيرها هي وسيلة من وسائل إشاعة الحب والمودة والوفاء بين أفراد المجتمع أو بين المحبين على وجه الخصوص، وهي تدعم مشاعر الألفة بين الزوجين أو الخطيبين وتوقظ روح التسامح· من خلال الآراء السابقة ومهما اختلفت وجهات النظر حول ''عيد الحب'' إلا أنهم جميعاً اتفقوا على أن الحب قيمة بدونها لانستطيع أن نحيا· الحكم الشرعي للفالنتاين أكد شيخ دين في دائرة الفتوى بأبوظبي أن الاحتفال بهذه المناسبة بدعة ليس له أصل في الشرع ، وفاعله آثم مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ، ويحرم إنفاق المال في سبيل ذلك ، ولا يجوز لمسلم المشاركة أو إجابة الدعوة ، ويحرم على الأسواق بيع الأدوات التي تستخدم في ذلك من الزهور والباقات والهدايا والملابس وغيرها، وما يتقاضونه من الأموال سحت حرام عليهم ، ولا يجوز تسويق شعارات الحب والدعاية لها من قبل الوكالات والقنوات والمواقع الإلكترونية · وبالنظر في هذا العيد نرى أن الأعياد الشرعية في الإسلام ثلاثة ـ الفطر والأضحى والجمعة ـ شرعها ربنا عز وجل وهي عبادات محضة ، والعبادات توقيفية لا يجوز لأحد أن يخترع عيداً أياً كان، ثانياً حرم الله التشبه بأهل الكفر والإلحاد في عاداتهم وسلوكياتهم فقد قال الله تعالى: '' ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم''· وقال النبي صلى الله عليه وسلم ''من تشبه بقوم فهو منهم'' فهذا النهي شامل لأمور الدين والدنيا فكيف ترضى مخالفة كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم · و المقصود من هذا العيد إشاعة المحبة ، لكن المحبة التي يُرَوجون لها هي التي تكون خارج إطار الزوجية، وأخيراً مثل هذه المناسبة هي مضيعة للوقت وإهدار للأموال في غير طريقها الشرعي، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:''لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أفناه ؟وعن شبابه فيما أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم'
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©