الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 مكاسب اقتصادية حققتها إيران من دعمها لقطر

5 أكتوبر 2017 00:22
أحمد مراد (القاهرة) في أعقاب صدور قرار الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والإمارات والسعودية والبحرين بقطع علاقاتها مع قطر، سارعت إيران إلى الإعلان عن تضامنها مع قطر، ووقوفها إلى جوار النظام القطري في أزمته، وعلى مدى الأشهر الماضية لم تتوقف التصريحات الإيرانية المؤيدة والمدافعة عن قطر. التحركات والمواقف الإيرانية المساندة لقطر لم تكن حباً خالصاً للنظام القطري، وإنما كانت سعياً وراء تحقيق العديد من المكاسب سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وفي سطور التقرير التالي ترصد «الاتحاد» أهم المكاسب التي حققتها طهران من وراء دعم الدوحة ومساندتها في أزمتها الراهنة. تأتي زيادة أعداد الرحلات التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني في مقدمة المكاسب الاقتصادية التي حققتها طهران من وراء مساندة الدوحة طوال الأشهر الأربع الماضية، وتحديد منذ إعلان قرار الرباعي العربي بقطع العلاقات مع قطر، والأمر الذي ترتب عليه إغلاق المجال الجوى لكل من مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين أمام الطائرات القطرية. وبعد أيام قليلة على صدور قرار مقاطعة قطر، خرج مسؤول في شركة المطارات الإيرانية ليؤكد أن جميع رحلات الخطوط الجوية القطرية ستأخذ المجال الجوي الإيراني معبرا نحو أوروبا وأفريقيا، كاشفاً عن أن التدخل الإيراني لمساعدة حركة الطيران القطري رفع أعداد الرحلات التي تمر عبر المجال الجوي الإيراني يومياً من 995 رحلة إلى 1195 رحلة، بزيادة 200 رحلة، الأمر الذي يعني زيادة في دخل قطاع الطيران الإيراني. وفي السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية تصريحات منسوبة إلى مسؤولين إيرانيين في قطاع الطيران والنقل الجوي، كشفت فيها عن زيادة أعداد المسافرين الأجانب إلى الدوحة عبر المطارات الإيرانية بعد وقف الطيران الإماراتي والسعودي والبحريني والمصري رحلاته من وإلى قطر، الأمر الذي جعل البعض يتوقع أن تصبح طهران مركزا للمواصلات في المنطقة في المستقبل، على الرغم من أنها لا تملك بعد المقومات اللازمة في هذا الشأن. مكسب آخر حققته طهران من وراء مساندة الدوحة في أزمتها الراهنة، تمثل في زيادة حجم الصادرات الإيرانية إلى الدوحة، الأمر الذي سبقه المسؤولون الإيرانيون بتصريحات يعربون فيها عن استعدادات طهران لتلبية ما تحتاج إليه السوق القطرية بعد المقاطعة، حيث نقلت وكالة أنباء فارس عن كاوه زركران رئيس اللجنة الزراعية بغرفة تجارة طهران تأكيداته على قدرة بلاده على تأمين المواد الغذائية اللازمة لتلبية احتياجات السوق القطرية. ومن ناحية أخرى، أوضح رضا نوراني رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية في إيران أن الصادرات الإيرانية يمكن أن تصل إلى قطر عبر ثلاثة موانئ واقعة في جنوب إيران، وهي بوشهر وبندر عباس وبندر لنكه. أما رئيس اتحاد المصدرين الإيراني محمد لاهوتي، فقد وصف الأزمة القطرية بأنها تشكل فرصة مهمة من أجل إيران من الناحية الاقتصادية، كاشفاً أن قطر تستورد سنويا من البلدان المحيطة بها في قطاع الأغذية قرابة 5 مليارات دولار، ويمكن تلبية ذلك من قبل إيران. وكان حجم الصادرات والتبادل التجاري بين الدوحة وطهران قبل اندلاع الأزمة القطرية يقدر بـ 165 مليون دولار، ولكنه تضاعف بعد الأزمة ووصل إلى 300 مليون دولار. وذكر موقع «فاينانشيال تريبيون» الإيراني أن إيران قامت بتصدير سلع غير نفطية بقيمة 67.5 مليون دولار إلى قطر خلال خمسة أشهر حتى 22 أغسطس الماضي، مسجلة نمواً بنسبة 60.57 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبحسب سيد عطاء الله صدر المدير العام لمؤسسة الموانئ الإيرانية، فإن ما يقارب من 1100 طن من المواد الغذائية التي تشمل الفواكه والخضراوات، يتم تصديرها يومياً من موانئ إيران باتجاه قطر. وكان مساعد الشؤون الاقتصادية لمحافظ بوشهر، سعيد زرين فر، قد أعلن إنه نظراً للمسافة القريبة بين بوشهر وقطر، سيتم تخصيص ميناء بوشهر كمركز للتبادل الاقتصادي بين إيران والدوحة بهدف تنمية الصادرات بين الجانبين. كما جاءت الأزمة القطرية بمثابة «فرصة ذهبية» لإيران من أجل تقوية اقتصادها الذي عانى لسنوات طويلة العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران، وقد أشار رئيس اتحاد المصدرين الإيراني محمد لاهوتي إلى هذا الأمر، بتأكيده أن قطر لا يمكنها تفعيل علاقاتها التجارية إلا عبر إيران، وهذا يخلق فرصة مهمة جدا لإيران من الناحية الاقتصادية، مؤكداً أن قطر ستكون سوقاً بديلاً لمنتجات عديدة تقوم طهران بتصديرها للبلدان التي قد ينتج معها خلاف في أي وقت. المصارف والبنوك الإيرانية هي الأخرى كان لها نصيب كبير من المكاسب التي حققتها طهران من وراء مساندة قطر في أزمتها الراهنة، حيث ذكر موقع «فايننشال تريبيون» الإيراني أن بنك صادرات إيران يعمل حالياً على تعزيز عمليات فرعه في الدوحة للمساعدة في حل المشكلات المصرفية التي تواجه المصدرين الإيرانيين في قطر، ووجه الرئيس التنفيذي للبنك سيافاش زيراتي رسالة إلى المصدرين الإيرانيين قال فيها: يمكنني أن أقول للمصدرين إننا توصلنا إلى اتفاقات واتخذت خطوات فعالة لحل مشكلاتهم المصرفية في قطر. وأشار إلى أن البنك أجرى مفاوضات مع رجال الأعمال والمصدرين الإيرانيين، إلى جانب المسؤولين القطريين، لإزالة أي عقبات. كما بدأت بعض مصارف القطاع الخاص في طهران مفاوضات لتوسيع الروابط مع البنوك القطرية، وفي أوائل أغسطس الماضي، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف: إن المفاوضات جارية لربط البطاقات المصرفية الإيرانية وقطر. وكانت تقارير إعلامية قد كشفت في وقت سابق عن وجود مفاوضات ثلاثية بين قطر وتركيا وإيران لتدشين ممر تجاري تنقل فيه البضائع التركية إلى ميناء حمد في الدوحة عبر ميناء بوشهر الإيراني. وتعليقاً على مكاسب إيران من وراء دعم ومساندة قطر في أزمتها الراهنة، أكد د. محمد عباس ناجي، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن طهران تستغل الأزمة القطرية بشكل واضح وصريح من أجل تحقيق مصالح اقتصادية عديدة، موضحاً أن مساندة طهران للنظام القطري ليس حباً فيه، وإنما سعيا وراء تحقيق أكبر قدر من المكاسب سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وقال: الاستغلال الإيراني للأزمة القطرية يظهر جليا في سعي المسؤولين الإيرانيين إلى محاولة استثمار الأزمة القطرية من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية تتصل برفع مستوى التعاون الثنائي مع قطر، من خلال تصدير ما تحتاج إليه الدوحة من مواد غذائية وتخصيص ميناء بوشهر لهذا الهدف، فضلاً عن فتح الأجواء الإيرانية أمام الرحلات الجوية القطرية، وكان لافتاً أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد أكد في بداية الأزمة في شهر يونيو الماضي، أن طهران سوف تقوم بتوفير الاحتياجات الإنسانية اللازمة التي تحتاج إليها قطر. وعلى ضوء ذلك، يمكن القول إن إيران تسعى من خلال استثمار الأزمة الحالية إلى تحقيق أهداف اقتصادية وسياسية عديدة، يتمثل أبرزها في العمل على توفير مصدر جديد للعملة الصعبة من خلال تصدير ما تحتاج إليه قطر من مواد غذائية ومياه وربما سلع أخرى في المستقبل، وذلك بهدف التغلب على المشكلات الاقتصادية التي تواجهها حكومة الرئيس روحاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©