الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرضاعة الطبيعية «مصل» للوقاية من الإصابة بالأمراض

الرضاعة الطبيعية «مصل» للوقاية من الإصابة بالأمراض
15 يونيو 2012
أظهرت إحصاءات لحملة «الشارقة إمارة صديقة للطفل» التي نظمت مؤخراً، أن أكثر من %21 من الأمهات في الإمارات أحجمن عن خيار الرضاعة الطبيعية ولجأن إلى الحليب الصناعي، على الرغم من الدعوات المتكررة إلى اعتبارها مصلاً طبيعياً له تأثير كبير على حماية الرضع من أمراض عديدة كالإسهال والتهاب الأذن الوسطى والسكري. إلى ذلك تناولت مواقع إلكترونية، في الآونة الأخيرة إعلان محكمة في إحدى الدولة الخارجية ذات يوم «أن التي لا تظهر رغبة في إرضاع وليدها لا تستحق لقب أم» كما تناولت قصة والدتين اقتيدتا أمام محكمة في دولة أخرى لامتناعهما عن إرضاع وليديهما. هناء الحمادي (أبوظبي) - أوضح عدد من الإمهات أن الإرضاع لم يعد قضية يأمر بها القانون ويعاقب التي تتقاعس عنها، ليصبح نوعاً من الواجب، يفتح الباب أم الحديث عن مكافأة من ترضع طفلها، في إشارة إلى أن هناك من الأمهات من ترفض الرضاعة الطبيعية بحجة أن حليبهن غير كاف، أو أن اللبن الصناعي هو الأفضل، أو أن ذلك يؤثر على قوامهن الرشيق، وسط حالة من عدم الإدراك بأهمية الرضاعة الطبيعية، فيقدمن لأطفالهن الحليب الصناعي حتى عامين من العمر. رفض الرضاعة سالمة راشد، أم لثلاثة أبناء، أرضعت أبناءها رضاعة طبيعية، لكن شاءت الأقدار أن تصاب بمرض عضال في ثديها بعد أن أنجبت ابنتها الأخيرة، ولم تستطع إرضاعها إلا بحليب صناعي، تقول عن تجربتها: كل يوم أرى ابنتي وهي تشرب الحليب الصناعي أشعر بالأسى والقهر من عدم استطاعتي إرضاعها طبيعيا، وكم أتمنى أن تعود تلك الأيام التي قمت فيها بإرضاع أبنائي الثلاثة رضاعة طبيعية لأنهم بالفعل يملكون قوة وصحة أكثر من ابنتي الأخيرة التي تشرب الحليب الصناعي مما يسبب لها في أحيانا كثيرة الإمساك والتعرض لأمراض أخرى نظرا لضعف مناعتها. الرشاقة في المقابل تنازلت أم جاسم، بدرية خميس، عن إرضاع ابنتيها الرضاعة الطبيعية معللة إن ذلك قد يؤثر على جمال جسدها وعملية الإرضاع متعبة لها خاصة إن خرجت في نزهة فقد تجد صعوبة في الإرضاع . وتقول، أعرف أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والفوائد التي تعم على الأم المرضعة، وعلى الرغم من نصيحة الدكتورة وزوجي بإرضاع ابنتي إلا انني أرفض ذلك، لأن الرضاعة الطبيعية قد تطول، وباعتباري موظفة أعمل في جهة حكومية ورغم توفر ساعة الرضاعة بالنسبة للمرأة المرضعة، إلا أن ذلك قد يرهقني أكثر من اللازم، فمع خروجي من العمل إلى وصولي للبيت مع القيام برضاعة الطفل، فإن ذلك يتطلب مني التأخير أحيانا كثيرة عن العمل، بجانب أن الرضاعة تحتاج إلى راحة جسدية وتناول مواد غذائية ليدر الحليب للطفل بشكل طبيعي، وكل ذلك قد يسبب لي السمنة في نهاية الأمر، وهذا ما أخشاه أن يتعرض له جسمي من ترهلات قد تؤثر على نفسيتي. نعم للرضاعة الطبيعية أما فوزية علي، أم لخمسة أطفال، فتؤكد أن الرضاعة الطبيعية للإطفال مفيدة جدا، وأن حليب الأم يفي تماماً بالاحتياجات الحقيقية للرضيع، ويحميه من كل هجوم متوقع للميكروبات. وقالت إن هذا الحليب الذي يكون بمنجاة من كل تلوث سواء أثناء نقله أو تعبئته في الزجاجات أو نقص تعقيمه، يحمل إلى الطفل جميع خصائص الدفاع ضد الالتهابات بما فيه من الأجسام المضادة الذي ينتجها جسم الأم. وتضيف: ما لا تدركه بعض اللاتي يتعللن بالخوف من ترهل أجسادهن ورشاقتهن، أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تقليص الرحم وإعادته الى ما كان عليه في مرحلة ما قبل الحمل، كما أن الدراسات الحديثة تؤكد أهمية الرضاعة في تخفيض خطر الإصابة بالاكتئاب الذي غالباً ما يلي عملية الوضع أو بالنزف الغزير في الرحم الذي يصيب بعض النساء في مرحلة ما بعد الولادة. وعن صحة أبنائها ، تقول: الحمد لله كل أبنائي تم إرضاعهم رضاعة طبيعية وبصحة جيدة، كما أن نسبة تعرضهم للأمراض أقل بقليل من بقية الأطفال الذين يشربون الحليب الصحي وهذا بفضل والدتي، والطبيبة المختصة التي تنصحني من حين لآخر بإرضاع أطفالي رضاعة طبيعية . فوائد وتتفق في الرأي جميلة محمود، بقولها عن الرضاعة الطبيعية ومدى فائدتها للأم والطفل بحسب تجربتها الشخصية: من خلال زيارتي الشهرية لطبيبة الأطفال في كل مرة وفحصها لأبنائي، تؤكد لي أن صحتهن جيدة بفضل الرضاعة الطبيعية، مؤكدة أن الأطفال الذين تغذوا من حليب الأم نسبة ذكائهم أعلى من غيرهم ممن اعتمد غذاؤهم على الحليب المجفف، كما أن عملية الإرضاع، ولو لأشهر قليلة فقط، تسهم في تقليص خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم، كما أن الذين تغذوا من رضاعة الثدي تميزوا في سن الثامنة بكثافة في عظام الرقبة والعمود الفقري، التي فاقت المعدل الموجود لدى غيرهم ممن لم ترضعهم أمهاتهم على الإطلاق، أو أرضعوا لمدة أقل من ثلاثة أشهر. وتضيف: كل هذه الفوائد الجمة التي تعم الأم والطفل أعتقد إن من تجهل ذلك لا تستحق كلمة ماما من أبنائها، فالأمومة ليست توفير الإحتياجات وإنما هي إعطاؤهم الحب والحنان والذي يبدأ من خلال العلاقة القوية التي تربط الأم بطفلها الجنين منذ لحظة ولادته. فوائد الرضاعة إلى ذلك تقول الدكتورة هالة محمود أخصائية أطفال إن الرضاعة تساعد الأطفال على ضبط وزنهم وتحميهــم من السمنة في مرحلة لاحقة من حياتهم، كـما تحميهم من الربو حتى لو كانت الأم نفسها تعاني من هذا الخلل في التنفس. وأضافت إلى إن الكثير من العلماء أجمعوا على أن الرضاعة الطبيعية للطفل تعود على الأم بالعديد من الفوائد الصحية وإن لبن الأم يعد مصلا لمقاومة الأمراض. كما يشمل أبعادا نفسية في شكل العلاقة بين الأم والطفل على المدى البعيد، إضافة إلى ذلك يسهم أيضا في تجنيب الأطفال الالتهابات المعوية، لافتة إلى أنه لو واظبت الأم على الرضاعة الطبيعية مدة أربعة أشهر، قد تساعد في تخفيف مخاطر أمراض الجهاز التنفسي لدى الطفل، وحمايته من الإصابة بالتهابات الأذن. وأكدت أن ما لا تعرفه الكثير من الأمهات إن حليب الأم يحتوي على حوالي 3,6% دهون وحوالي 1,2 بروتينات وحوالي 6،4 سكر اللاكتوز وعلى 2,% معادن وعلى 88,6 ماء، كما أن حليب الأم غني بحمض لينولنيك إذ تصل نسبته (5-3 )مرات تلك الموجودة في حليب البقرة والناقة بينما نسبة الأحماض الدهنية المشبعة بالهيدروجين في حليب الأم. وتضيف: كما تعجل في عودة أجهزة جسمها إلى الحالة الطبيعية فيما قبل الحمل خاصة الرحم وملحقاته وذلك بتأثير إفراز هرمون من القسم الخلفي للغدة النخامية والذي يزداد إفرازه بتأثير العامل الانعكاسي الذي يتم عند الرضاعة من الأم، أيضا الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بحالات النزف بعد الولادة وبالتالي مرض فقر الدم ومضاعفاته، كما تعمل كمانع حمل طبيعي بتأثير إفراز هرمون (البرولاكين) prolactin من القسم الأمامي للغدة النخامية الذي يزداد أثناء الرضاعة للطفل من أمه وهو إضافة إلى كونه مدراً للحليب فهو يثبط المبيض ويؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية لفترة محددة وفي بعض الأمهات طيلة مدة الرضاعة، فبذلك يحصل التباعد بين الولادات مما يفيد الأم والطفل معاً. تقليل الإصابة بسرطان الثدي أكدت الدكتورة هالة محمود أخصائية أطفال أن الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وقد لوحظ أن الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن خاصة في السن المبكرة يكن أقل إصابة بهذين الداءين بالمقارنة باللاتي لا يرضعن. وأشارت إلى أهم الفوائد التي تعود على الأم المرضعة، ومنها أن الرضاعة توفرالسعادة للأم وهي تشبع غريزة وعاطفة الأمومة لديها، كما تكسب الأم راحة ووقتاً وجهدا أقل مقارنة بالجهد والوقت الذي تصرفه في إعداد الرضاعة الصناعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©