ساسي جبيل (تونس)
ودعت مدينة القيروان أمس الشاعر والمسرحي والناقد الفني حسين القهواجي الذي رحل بعد معاناة طويلة مع المرض العضال.
عرف القهواجي بقصيدة نثر نادرة وعميقة وحس فني مرهف وانزواء عن المشهد الثقافي في تونس وخارجها، إذ اختار الانعزال، والعمل في صمت بعيداً عن الضوضاء والإعلام، وكان طوال مسيرته مسكوناً بالقيروان كمدينة تاريخية يحاول فك رموز زواياها وتاريخها، ولم يمهله المرض الذي لازمه طويلاً لإتمام آخر إصداراته التي ربما لم تجد ناشرا لترى النور.
ينتمي القهواجي إلى مدرسة القيروان الشعرية، كما يسميها بعضهم والتي تضم أسماء شعرية معروفة في تونس على غرار شقيقه بشيرالقهواجي والمنصف الوهايبي، ومحمد الغزي وجميلة الماجري وغيرهم، من الذين تميزوا بنفس شعري خاص مستلهم من روح المدينة المعروفة كعاصمة إسلامية أسسها عقبة بن نافع في 50 للهجرة.
وبفقدان القهواجي، تكون الساحة الشعرية والمسرحية التونسية قد فقدت واحداً من الناحتين في صخر الكلمات وبشكل مختلف كانت حصيلته جملة من المؤلفات: «باب الجلادين» و«ليل المقابر» و«غراب النبوءات» و«زنقة عنقني» و«سوق الوراقين» و«فجر وراء الزّيتون ينهض» وغيرها.