الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الكاكاو يدفع ثمن الأزمات السياسية في كوت ديفوار

12 سبتمبر 2010 22:17
انخفضت أسعار الكاكاو بعد تجدد التفاؤل بخصوص محصول موسم السنة المقبلة، في كوت ديفوار أكبر الدول المنتجة للسلعة في العالم، لكن ربما لا يستمر هذا التفاؤل طويلاً في ظل المشاكل التي تسود البلاد. وشهدت أسعار الكاكاو ارتفاعاً ملحوظاً بداية هذا العام نسبة للأجواء الممطرة في كوت ديفوار والتي عادة ما تتراجع فيها معدلات الإنتاج. ويذكر أن كوت ديفوار تنتج 40% من الإنتاج العالمي من الكاكاو. كما أن أسعار الكاكاو وبعد أن بلغت ذروتها عند 2,732 دولار للطن في يوليو، انخفضت لنحو 25% إلى 2,061 دولار للطن بعد تحسن أحوال الطقس هناك. ويقول أحد مديري شركات التصدير الكبيرة في كوت ديفوار “أحوال الطقس الأخيرة دفعتنا لتغيير افتراضاتنا عن محصول هذا العام، ومن المتوقع أن تشهد الشهور الثلاثة الأولى من موسم 2010-2011، والتي تبدأ في الأول من أكتوبر محصولاً وفيراً”. وبينما ذكر المصدرون في كوت ديفوار إن الوقت مازال مبكراً للحديث عن أرقام الانتاج، إلا أن بعضهم ذكر أن الانتاج المتوقع ربما يبلغ مليون طن، أي أعلى من انتاج العام الماضي بنحو 100,000 طن. وربما ينجم عن تأثير تقلبات الجو على الأسعار بعض المشاكل التي تنعكس على شركة أرماجارو لصناديق التحوط القابضة ومقرها المملكة المتحدة. وبدأت الشركة في شهر يوليو الماضي تخزين الكاكاو ادراكاً منها ان كميات الكاكاو القادمة من أفريقيا، ستكون غير كافية لسد طلب العملاء المعروفين. وقامت الشركة باستيراد 240,100 طن من الكاكاو – ثاني أكبر شحنة من الكاكاو - حيث تساوي هذه الكمية 6.8% من حجم السوق العالمية بتكلفة تقدر بنحو المليار دولار. وبغض النظر عن تحسن أحوال الطقس والتي تنعش توقعات انتاج الكاكاو في بلدان مثل غانا والكاميرون ونيجيريا، إلا أن حالة الإنتاج العامة في كوت ديفوار تظل ضعيفة. وقد أسهم عدم الاستقرار السياسي في البلاد في تأجيل التغييرات الهيكلية التي كان من المنتظر اجراؤها على قطاع الكاكاو. وأصبحت كوت ديفوار على وشك حدوث أزمة مدنية عطلت اتخاذ القرارات السياسية وذلك منذ أن قسمت المقاومة المسلحة في 2002 البلاد الى قسمين. وجعلت سنوات شح الاستثمار والانتاج المستمر لعدد من العقود، أشجار الكاكاو العجوزة، تجد صعوبة في مجاراة طلب شركات الحلويات العالمية. وتقول شركة أرماجارو في تقريرها “ليس من الممكن مقابلة ارتفاع الأسعار عبر زيادة الإنتاج في وقت قصير. وأصبحت الشركات المنتجة الرئيسية والجهات المنظمة المحلية، غير عابئة بالحاجة الى التغيير واعادة الهيكلة وزيادة الكفاءة الانتاجية للمصانع. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، يمثل الكاكاو 20% من الناتج المحلي الإجمالي في كوت ديفوار في العام الماضي. كما أخذ انتاج الكاكاو ونوعيته في التدهور المستمر لعدة سنوات، ليحل من حيث المرتبة بعد غانا وأندونيسيا. ويقول جاكوز كواكو رئيس جمعية الكاكاو الاتحادية “نواجه صعوبة في تثقيف المزارعين وتعليمهم طرقاً أكثر تطوراً”. ولضمان انتاج أفضل، على المزارعين ترك الكاكاو لوقت كاف وتوفير الأحوال المناخية المناسبة لتساعد المحصول على الجفاف والتخمر. كما أنه وعند فتح النواة لإخراج الثمرة، على المزارع توخي أكبر قدر من الحذر حتى لا يتسبب في كسرها. وجعلت الأمطار الغزيرة التي هطلت في موسم الصيف، أشجار الكاكاو عرضةً لأمراض الفطريات مثل سواد النواة وفيروس تورم البرعم، مما أثر على الانتاج والنوعية. ويضيف كواكو “في الحقيقة تحسنت أحوال الطقس في الآونة الأخيرة، لكن تسبب مرض سواد النواة في أضرار كبيرة في بعض المناطق وان توزيع الحكومة للمبيدات جاء متأخراً وغير كاف”. بالإضافة الى ذلك، فإن وجود الوسطاء وتصديرهم للكاكاو عبر ميناءي أبيدجان وسان بيدرو، يقلل من أرباح المزارعين مما جعلهم يفكرون جدياً في التحول إلى زراعة المطاط بدلاً من الكاكاو. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©